مليح بولو رجل أردوغان بـ"البوسفور".. أكاديمي بدرجة منتحل
فجّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أزمة طلابية بعد قراره الخاص بتعيين مليح بولو، الموالي له رئيسًا لجامعة "البوسفور".
هذا القرار تسبب في احتجاجات عارمة منذ أسابيع داخل الجامعة بمدينة إسطنبول، فضلا عن احتجاجات تضامنية مع طلاب تلك الجامعة في جامعات أخرى بمختلف أنحاء البلاد، ولا سيما العاصمة أنقرة.
وتستعرض "العين الإخبارية" في سطور السيرة الذاتية لبولو الذي يعد شخصا مثيرا للجدل، نظرا لتاريخه السياسي والأكاديمي، الذي شهد اتهامات علمية مرتبطة بأطروحته للدكتوراه.
عمل سياسي مبكر
ولد مليح بولو رئيس الجامعة المعين، في 15 أغسطس/آب 1970 بولاية قريق قلعة، وسط تركيا، ثم تخرج في كلية الهندسة بجامعة الشرق الأوسط التقنية بالعاصمة أنقرة، قسم الهندسة الصناعية عام 1992.
وحصل بولو على درجة الماجستير في العلوم المالية من قسم إدارة الأعمال بجامعة البوسفور؛ وعلى درجة الدكتوراه في مجال الإدارة والتنظيم بالجامعة نفسها.
وعمل مهندسًا لفترة في مجال الصناعات الدفاعية، في شركات لإنتاج حاملات أفراد مدرعة، ومنصات جوية، كما قدم الاستشارات الاستراتيجية والإدارية لشركات مختلفة في قطاع الإنتاج والخدمات.
انخرط بولو مبكرا في العمل السياسي وهو لا يزال طالبًا بجامعة الشرق الأوسط التقنية حيث انضم للحزب الشعبوي الديمقراطي الاجتماعي، وفيما بعد ترأس أمانة الشباب بالحزب الديمقراطي الليبرالي.
وفي العام 2002 شغل منصبًا في تأسيس رئاسة شعبة حزب العدالة والتنمية الحاكم بمنطقة "صاري ير" بإسطنبول، ثم شغل منصب نائب رئيس فرع الحزب بإسطنبول المسؤول عن الشؤون الاقتصادية.
وفي الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا عام 2009، رشحه الحزب الحاكم كاحتياطي لرئاسة بلدية "آطا شهر" بإسطنبول.
وفي الانتخابات التشريعية عام 2015، تم ترشيحه كمرشح احتياطي أيضًا لعضوية البرلمان عن المنطقة الأولى بإسطنبول، لكن في المرتين لم يستقر الحزب عليه كمرشح أساسي.
السيرة الأكاديمية
واصل بولو عمله الأكاديمي بإعطاء محاضرات في جامعات البوسفور، وإسطنبول التجاري، وإسطنبول شهر بين عامي 2003، و2010.
وحصل على لقب أستاذ مشارك عام 2008، ولقب أستاذ عام 2016، وبين عامي 2010 و2014، عمل كرئيس لقسم إدارة الأعمال بجامعة إسطنبول شهر.
وشغل منصب الرئيس المؤسس لجامعة إستينيا في اسطنبول بين 2016-2019، وبدأ العمل كرئيس لجامعة الخليج بإسطنبول أيضًا عام 2020.
وفي 2 يناير/كانون ثان الماضي، صدر قرار رئاسي بالجريدة الرسمية ينص على تعيين رئيسًا لجامعة البوسفور، من بين 9 مرشحين قدمهم المجلس الأعلى للجامعات للرئيس أردوغان لاختيار أحدهم.
غير أن هذا القرار أثار حفيظة الطلاب على خلفية الأنشطة السياسية لبولو في حزب العدالة والتنمية، ولأنه أول رئيس للجامعة يعين من خارجها.
وشهدت الجامعة على إثر ذلك منذ ذلك التاريخ سلسلة من الاحتجاجات المستمرة حتى اليوم، والتي شارك فيها إلى جانب الطلاب، الكادر الأكاديمي للجامعة، وكذلك العديد من منظمات المجتمع المدني على اختلاف مشاربها، فضلا عن برلمانيين وقادة بالأحزاب السياسية المعارضة.
لجان إلكترونية واتهامات علمية
وأشارت تقارير إلى أنه حينما كان رئيسًا لجامعة الخليج، أثار أزمة عندما أصدر قرارًا بضرورة وضع كاميرات في لجان الامتحانات، وأنه دخل في حالة من الجدل مع الطلاب آنذاك على موقع "تويتر" من خلال حساب وهمي له، حيث اتهم الطلاب بالغش في الامتحانات.
كما قام حينها بتشكيل لجان إلكترونية تابعة له للرد على كل من يهاجمون نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، في وقت سابق أن مليح بولو في مقال له بعنوان "قياس القدرة التنافسية للمدن: التجربة التركية" والذي كتبه عام 2011، قام بسرقة علمية من مقال آخر بعنوان "البيئة والمدينة الريادية: البحث عن" إصلاح الاستدامة "الحضري في مانشستر ولييدز".
ووفقًا لتقرير جمهوريت، فإن بولو لم يذكر في أطروحة الدكتوراة الخاصة به المصادر التي اعتمد عليها في جمع معلوماته، ما يعتبر انتهاكًا منه لقواعد الاقتباس المنصوص عليها في الدراسات الأكاديمية.
وفي وقت سابق وخلال مشاركته بأحد البرامج التلفزيونية، الشهر الماضي، رفض بولو مزاعم الانتحال ووصفها بأنها "تشهير".
على نفس الشاكلة، ذكر تحليل على نشر موقع "Science Integrity Digest" نتائج تفيد بأن بولو قام بارتكاب سرقة علمية في أطروحة الدكتوراه الخاصة به، حيث أظهرت عمليات فحص الجزء الثالث من الأطروحة المكتوبة عام 2003، وجود سرقة وانتحال علمي تتراوح قيمته بين 30 و 50 بالمائة.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز