اليوم نرى تركيا تنزف بصورة كبيرة اقتصادياً بسقوط كلي لعملتها اضطرها للسحب من احتياطات قطر مبلغ ١٥ مليار دولار.
تواصل تركيا مكائدها التقليدية وألاعيبها الكلاسيكية التي دأبت عليها منذ سنوات لزعزعة الاستقرار في المنطقة، مع تغير اللاعبين الذين تحركهم كعرائس مسرح الدمى من مرتزقة وأحزاب ومتطرفين وممولين لحركاتها الإرهابية، وهي تظن بأن ما تقوم به هو الأسلوب الذكي في التعامل ضمن نموذجها الجديد المزعوم الذي رسمته لنفسها منذ مئة عام .
انتهاك الأراضي العراقية بحجة إقامة قواعد مؤقتة في المنطقة لمنع استخدام المناطق المطهرة آخر سيناريو للتطاول التركي على البلاد العربية، يثير التساؤل حول طبيعة أطماع نظام رجب طيب أردوغان المتنامية .
فلا يكفيه على ما يبدو ما أثاره في ليبيا وتدخله في الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية لبلد أبطال عمر المختار، وكل ذلك من أجل الاستثمارات واستغلال الموارد والعنجهية العثمانية القائمة على التوسع الخبيث كالسرطان الذي ينهش في الجسد.
دعونا نعود للوراء ونلقي نظرة من الأعلى على هذه اللعبة وتحديداً عند مرحلة ما كان يسمى بالربيع العربي، هناك وجدت تركيا فرصاً للانتقال لمرحلة أخرى هي الأكثر شدة، فقررت نشر قواعدها بشكل كبير حول الجزيرة العربية فنخرت في العراق وسوريا بحجة ردع الأكراد من الانفصال، وتموضعت في الصومال وقطر التي للأسف خرجت عن اللحمة الخليجية كثيراً بهذا الفعل، والآن تحاول بشق الأنفس أن تخلق لها مكاناً في ليبيا .
في كل لعبة لاعبون وإن كانت تظن تركيا أنها تستعيد أمجادها بالتحرك الحر في المنطقة فهي بكل تأكيد لم تستيقظ من غفوتها.
في كل لعبة لاعبون وإن كانت تظن تركيا أنها تستعيد أمجادها بالتحرك الحر في المنطقة فهي بكل تأكيد لم تستيقظ من غفوتها، فلنذكرها بالنكسات الكبرى على يد الشعوب العربية، بعد طرد الشعب المصري لحكم جماعة الإخوان المسلمين، وفي السودان بعد الإطاحة بالبشير، والتلاعب بأتباعها من الإخوان المسلمين في اليمن.
ولم تتوقع تركيا أن لحمة قوية تقف أمامها متمثلة في شعوب تؤمن بالدولة الوطنية، بينما تستغل التعاطف من خلال أيديولوجيا عبثية كشفت تلاعبهم بمنظومة سرية دولية تحاول اختراق أنظمة الدول، المتمثلة بجماعة الإخوان الإرهابية وما فعلوه مشتركين من دعم جماعات تكفيرية في سوريا ولبيبا وللأسف حتى الأطفال تم استخدامهم وهذا وفق تقارير دولية محايدة .
واليوم نرى تركيا تنزف بصورة كبيرة اقتصادياً بسقوط كلي لعملتها اضطرها للسحب من احتياطات قطر مبلغ ١٥ مليار دولار.
وسياسياً بدخولها في معضلة أكبر مع أوروبا وهو ما جاء في تقرير بيان اتحادهم، واقتراب موعد نهاية اتفاقية لوزان الثانية ١٩٢٢ و ١٩٢٣ التي أجبرت تركيا على توقيعها، وسيشهد العامان القادمان تحدياً حقيقياً لها قد يسقط حزبها المتوشح بشعار العدالة والتنمية إلى براثن النسيان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة