"أعراض جانبية" للزلزال.. تركيا تلاحق الجشعين ولصوص الأنقاض
شددت السلطات التركية من إجراءات الأمن في مناطق الزلزال لضبط لصوص الأنقاض، كما فرضت عقوبات على محال رفعت الأسعار بشكل باهظ.
وأعلنت وزارة التجارة التركية، الإثنين، فرض غرامة مالية قدرها مليون و860 ألف ليرة تركية على منشأة استغلت أوضاع الزلزال في البلاد، حيث كانت تبيع الحساء بأسعار باهظة لمنكوبي الزلزال.
وأشارت الوزارة في بيان إلى أنه "عقب واقعة الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف وخلف الكثير من الأضرار تم تقديم العديد من الشكاوى حول وجود منشأة استغلت أوضاع الزلزال وباعت الحساء بأسعار باهظة لمنكوبي الزلزال والعاملين الذين كانوا ينقلون المساعدات إلى مناطق الزلزال".
وأضاف البيان أنه "خلال عمليات التفتيش التي أجرتها مديرية التجارة الإقليمية في نطاق لائحة الأسعار الباهظة وبطاقات الأسعار، تقرر فرض غرامة مالية قدرها مليون و860 ألف ليرة تركية على المنشأة التي استغلت أوضاع الزلزال داخل البلاد.
وفي السياق ذاته، شددت السلطات التركية إجراءات الأمن لمنع عمليات نهب المحلات التجارية والمنازل التي ضربها الزلزال. وانتشرت الشرطة في مدينة إسكندرون الساحلية عند تقاطعات الشوارع التجارية حيث يوجد العديد من متاجر الهواتف والمجوهرات.
وأوقف ما لا يقل عن 48 شخصا للاشتباه بقيامهم بأعمال نهب في ثماني محافظات تضررت جراء الزلزال، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية السبت. وذكرت الوكالة أن المشتبه بهم أوقفوا على ذمة التحقيقات في أعمال نهب.
وسابقاً تحدثت تقارير إعلامية عن زيادة في عدد عمليات نهب للمتاجر والبيوت المتضررة في تركيا بعد الزلزال الكارثي الذي خلف أضراراً بشرية ومادية كبيرة في البلاد.
وقال سكان نازحون في مدينة كهرمان مرعش التركية، بالقرب من مركز الزلزال، إنهم أقاموا خياما في أقرب مكان ممكن من منازلهم المتضررة أو المنهارة في محاولة لمنع نهبها. وقال أحد كبار السن من مدينة كهرمان مرعش إن المجوهرات الذهبية في منزله سُرقت.
وقالت جيزم، وهي منقذة من شانلي أورفا بجنوب شرق تركيا، إنها رأت من يقومون بعمليات نهب وسلب في مدينة أنطاكية. وتابعت "لا يمكننا التدخل فأغلبهم يحملون سكاكين".
وفي مقابل تلك المشاهد، هناك نقاط أخرى مضيئة، حيث عثر موظف تركي تطوع للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، على حقيبة بها 4 ملايين دولار. المتطوع التركي يدعى محمد أوزبر أوسلو، ويعمل موظف بلدية في مدينة قونيا، وقد وجد الحقيبة خلال مشاركته في عمليات الإنقاذ، وقرر تسليمها للشرطة، وفقا لصحيفة "صباح" التركية.
وانتشرت صورة للمتطوع متوسطا عناصر الشرطة التركية عقب تسليمه الحقيبة.
بدوره توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمعاقبة اللصوص، وقال خلال زيارة قام بها إلى المنطقة المتضررة من الزلزال "أعلنا حالة الطوارئ وهذا يعني أنه من الآن فصاعداً، يجب على المتورطين في النهب أو الخطف أن يعلموا أن يد الدولة الحازمة على ظهورهم". ونشرت وزارة الدفاع التركية مقاطع أخرى تظهر جنوداً يقومون بدوريات في مناطق الأسواق والشوارع.
وأصبح الأمن في مناطق الزلزال موضع تركيز بعد أن علق الجيش النمساوي والهيئة الفدرالية الألمانية للإغاثة الفنية عمليات الإنقاذ بسبب ما قيل إنه "وضع أمني يزداد صعوبة".
وضرب زلزال بقوة 7.8 درجات ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في 6 فبراير/ شباط، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في أضنة وأديامان وملطية وكهرمان مرعش وغازي عنتاب شانلي أورفا وديار بكر وأضنة وأديامان وملطية وعثمانية وهاتاي وكلس.
وتستمر جهود البحث والإنقاذ في اليوم الثامن من الزلزال. ووفقًا للبيانات التي نشرتها إدارة الكوارث والطوارئ ارتفع عدد الضحايا إلى 31643 قتيلا.