داود أوغلو: أردوغان يدمر الديمقراطية ولا يحترم شعبه
رئيس الوزراء الأسبق يؤكد أن الاحترام ليس لرؤساء البلديات بل إنه لمئات الآلاف من الأتراك الذين شاركوا في التصويت.
انتقد رئيس وزراء تركيا الأسبق، أحمد داود أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان؛ لعزله رؤساء البلديات المنتخبين، مؤكدا أنه يدمر الديمقراطية ولا يحترم شعبه.
هجوم رئيس الوزراء الأسبق، الذي يتجه حاليًا لتأسيس حزب سياسي جديد مناهض لأردوغان، جاء خلال كلمة له في فعالية نظمتها منصة "أصدقاء سكاريا" بولاية سكاريا، غربي البلاد، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام تركية السبت.
وقال داود أوغلو بخصوص عزل رؤساء البلديات وتعيين أوصياء مكانهم: "إذا أجرت بلد ما انتخابات وظهرت النتيجة بأصوات من ذهبوا إلى صناديق الاقتراع يجب احترامها، فهذا هو فهمنا لإرادة الأمة، وهذا الاحترام ليس لرؤساء البلديات بل إنه لمئات الآلاف من الأتراك الذين شاركوا في التصويت".
وتابع "وهذا الموقف (عزل الحكومة لرؤساء البلديات) لا يمكن أن تبرره تهمته دعم الإرهاب (المسوغ الذي يعتمد عليه نظام أردوغان لعزل أو حبس أي معارض)، فأي شخص يثبت دعمه للإرهاب، يجب أن يعاقب بأقسى شكل، فإذا صدر بحقهم حكم قبل الانتخابات، كان على اللجنة العليا للانتخابات استبعادهم من الترشح، لكن لا ينبغي لهم أن يحجبوا ديمقراطية هذا البلد".
واستطرد قائلا: "أما إذا كانوا ارتكبوا جريمة بعد 31 مارس/آذار الماضي (تاريخ الانتخابات المحلية الأخيرة)، فكان يجب أن يتم تقديمهم أولاً إلى المحكمة، ثم فصلهم بعد أن تدينهم، لكن حتى الآن، لا يبدو أن هناك قضية رفعت بحقهم".
كما تطرق داود أوغلو في كلمته إلى الرد على العديد من الاتهامات التي وجهت له على خلفية اتجاهه وقياديين آخرين بالعدالة والتنمية الحاكم لتأسيس حزب سياسي جديد.
ومن ضمن الاتهامات التي وجهت لداود أوغلو ورفاقه اتهام أردوغان لهم بـ"تقسيم الأمة" و"الخيانة" في تصريحات أدلى بها عقب انشقاق نائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان عن الحزب في يوليو/تموز الماضي.
وردًا على اتهامهم بـ"تقسيم الأمة"، قال داود أوغلو "إذا كانت الأمة مجتمعًا عالميًا، فالأتراك الـ81 مليونا جزء منها وليس هناك أحد خارج هذه الأمة، فلا أحد يستطيع أن يقول إن هذه الأمة هي احتكار حزبي، وإذا كانت كذلك فنحن لسنا منها".
وفي رد منه على تهمة الخيانة، قال داود أوغلو: "لقد توليت منصب رئيس وزراء تركيا، وجئت عبر صناديق الانتخابات، ومن ثم لا يمكن لأحد أن ينعتني بالخائن".
واستطرد قائلا: "ولعلي في هذا المقام أتذكر جميع أسلافي رؤساء الوزراء لم يكن أي منهم خائنًا، ولن يحدث ذلك فيما بعد".
تجدر الإشارة أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها داود أوغلو انتقادات لأردوغان ونظامه، إذ سبق وأن أعرب عن انتقاده حكومة العدالة والتنمية، وأداءها المتردي في كافة القطاعات، ولا سيما مجالي الديمقراطية وحقوق الإنسان.
يذكر أن المشهد السياسي التركي يشهد حالة من الارتباك في الوقت الحالي، بسبب انشقاق وزير الاقتصاد السابق علي باباجان عن حزب العدالة، وانتقاده سياساته ومبادئه، والإعلان عن تحركه لتأسيس حزب جديد بالتعاون مع رموز سياسية أخرى.
كما يسعى داود أوغلو لتأسيس حزب جديد أيضاً مع المنشقين المحتملين عن حزب العدالة والتنمية.
وقدم باباجان، الإثنين 8 يوليو/تموز الجاري، استقالته رسمياً من "العدالة والتنمية"، في خطوة كان لها بالغ الأثر على الحزب الحاكم الذي يعاني من انشقاقات متتالية؛ اعتراضاً على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وعلى وقع انشقاق باباجان، كشفت وسائل إعلام تركية مؤخراً، عن نية 40 برلمانياً منتمين للحزب الحاكم الانضمام إلى الحزب الجديد.
وسارع 4 وزراء سابقين منتمين لحزب أردوغان، الأربعاء 10 يوليو/حزيران، إلى تأييد باباجان في خطوته الجديدة.
ويعتزم 40 نائباً من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية الانضمام لحزب نائب رئيس وزراء تركيا السابق، الذي يؤسس له رفقة رئيس البلاد السابق عبدالله جول، وفقاً لتقارير صحيفة محلية.
ويسعى كل من باباجان والرئيس السابق عبدالله جول منذ 3 أشهر تقريباً، لإقناع نواب العدالة والتنمية بالانضمام لحزبهما الجديد.
ويُرجع النواب الذين يعتزمون الاستقالة من العدالة والتنمية، اتجاههم لهذه الخطوة، إلى إصرار أردوغان على سياساته القائمة حاليا في المجالات كافة.
aXA6IDMuMjIuNDIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز