حصري.. هل تورطت تركيا في صفقة سلاح جديدة لمليشيات طرابلس؟
سفينة مشبوهة جديدة تصل إلى ميناء طرابلس الدولي لدعم مليشيات حكومة الوفاق في حربها ضد الجيش الوطني الليبي.
تورطت تركيا في إرسال أسلحة للجماعات المتطرفة في ليبيا أكثر من مرة، فهل ستعيد أنقرة الكرة مرة أخرى عبر سفينة أسحة أخرى متجهة إلى ميناء طرابلس الدولي؛ لدعم مليشيات حكومة الوفاق في حربها ضد الجيش الوطني الليبي؟.
على عرض البحر يبدو الأمر واقعا أكثر منه تنبؤات فثمة سفينة وأسلحة على متنها، و من المتوقع أن تصل الشحنة الجديدة، بحسب مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية"، خلال ساعات مبكرة من اليوم السبت.
- تركيا.. ملاذ الإرهابيين ومأوى الهاربين حول العالم
- الجيش الليبي: إحباط هجوم إرهابي لداعش على بوابة حقل نفطي بالجنوب
خط السير
ورصدت "العين الإخبارية"، الخميس، عبر برامج الملاحة البحرية المختلفة تحرك سفينة من ميناء مارسين التركي ووجهتها، بحسب الموقع، كانت في البداية ميناء طرابلس بلبنان، إلا أنها اختفت عن برنامج الرصد البحري أكثر من مرة؛ ما أثار الشكوك حولها.
وبتوالي المتابعة للسفينة ظهرت مرة أخرى وهي تعبر مضيق خيوس جنوبًا من ميناء "سامسون" بتركيا، وتوقفت السفينة في مينائي "ديكيلي" و"إزمير" التركيين، لتواصل مسارها باتجاه السواحل الليبية متجهة إلى العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها مليشيات حكومة الوفاق.
وتعد هذه الرحلة الأولى طويلة المسار التي تنفذها السفينة "amazon" منذ فترة طويلة، إذ كانت تكتفي برحلات قصيرة الأمد بين الدولة الأوروبية الشرقية التي ترفع علما ودولة آسيوية أخرى في مدد لا تزيد عن يومي إبحار.
وبالبحث عبر مواقع الملاحة البحرية المختلفة عن تاريخ السفينة البحري وما إذا كانت سبق لها الإبحار إلى أي من الدول الأفريقية أو العربية، تبيَّن أن رحلتها الوحيدة إلى هذه الأرجاء كانت عام 2017 إلى مدينة طرسوس السورية.
ملكية السفينة وتاريخها
ترفع السفينة (صنع 1978) علم إحدى الدول الأوروبية في حين أنها مملوكة فعلا إلى تركيا، إذ سبق وباعتها شركت Keystone Sg Exchange Inc التي تصف نفسها بـ"شريكك في آسيا"، واشترتها شركة Maya RoRo SA عام 2014، وهي شركة مقرها جزر المارشال (جزر في المحيط الهادئ الغربي) إلا أنها سلمت إدارتها إلى شركة AKDENİZ RORO SEA للنقل السياحي التركية.
حاولت "العين الإخبارية" جمع المعلومات عن السفينة لتجد مؤشرات مختلفة عدة زادت من الشكوك حولها، فالسفينة "أمازون" من نوع RO-RO CARGO أي أنه بإمكانها أن تحمل سيارات أو أي شيء متحرك.
شكوك وشبهات
تابعت "العين الإخبارية" تفاصيل السفينة والمعلومات عنها حتى توصلت إلى صورها قبل مغادرة ميناء "مرسين" التركي من المحلل العسكري والملاحي اليوناني "Aegean Hawk" آيجيان هاوك، وأوضحت الصور على السفينة مركبات يعتقد أنها عسكرية من طريقة تجعد الغطاء الناتجة عن فوهات المركبات العسكرية.
تواصلت "العين الإخبارية" فور التأكد من هذه المعلومات مع غرفة عمليات الكرامة بالجيش الوطني الليبي للتأكد إن كانوا رصدوا اقتراب هذه السفينة من المياه الإقليمية، وهو ما أكدته غرفة عمليات الكرامة في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية".
وأكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة أن السفينة (أمازون) (نوع رو-رو، وترفع علم دولة أوربية) ستصل صباح السبت (10 ص) إلى ميناء طرابلس.
وكشف المركز أن ليبيا ليس بينها وبين تركيا التي جاءت منها السفينة تعاقد لتوريد مركبات (سيارات)، لا مع هذه السفينة ولا أي من شركات النقل التركية.
ونوَّه المركز بأن موديل صنع السفينة (1978) والميناء القادمة منه (ميناء مرسين التركي) في أقصى الشمال التركي المطل على البحر الأسود بالقرب من الدول التي سبق توريد السلاح منها إلى ليبيا يزيد من احتمالية أن تتورط هذه المركبة المشبوهة في تهريب السلاح إلى طرابلس من تركيا.
وتورطت تركيا في دعم الإرهابيين بالسلاح في ليبيا، خاصة حادثة سفينة الموت الشهيرة في الـ17 ديسمبر/كانون الأول 2018، حين تمكنت أجهزة الأمن بميناء الخمس من ضبط 3000 مسدس تركي من عيار 9 ملم و120 مسدسا تركيا نوع "بريتا" و400 بندقية تركية و4.3 مليون رصاصة تركية، قبل تهريبها للمليشيات.