تركيا.. ملاذ الإرهابيين ومأوى الهاربين حول العالم
مراقبون أكدوا أن استمرار تركيا في فتح ذراعيها للمطلوبين والهاربين من دولهم ودعم الإرهاب والإجرام من شأنه زعزعة الاستقرار بالعالم.
أعاد هروب العباس شقيق الرئيس السوداني المعزول عمر البشير إلى تركيا، تسليط الضوء على هذا البلد كملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين والمطلوبين من دولهم حول العالم، وكوجهة مفضلة للعصابات وعناصر المافيا، وكمأوى لسارقي وناهبي أموال وثروات بلدانهم والملاحقين في قضايا فساد.
- "العين الإخبارية" تحصل على وثيقة تكذب تركيا بشأن القتيل الفلسطيني
- "العسكري" السوداني: العباس شقيق البشير هرب إلى تركيا
ويرى مراقبون أن استمرار تركيا في فتح ذراعيها للمطلوبين والهاربين من دولهم حول العالم، ودعم الإرهاب والإجرام من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار بالعالم، في ظل استمرار هؤلاء الهاربين بالقيام بأنشطتهم من داخلها بتمويل من تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر حليف تركيا.
شقيق البشير
أحدث المنضمين لقائمة طويلة من الهاربين والمطلوبين المقيمين في تركيا، هو العباس البشير شقيق الرئيس السوداني المعزول عمر البشير؛ حيث لديه وشقيقه الآخر عبدالله عدة استثمارات، فضلا عن امتلاكه عقارات وأصولا كثيرة.
وقال المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الثلاثاء، إنه يعتقل واحدا فقط من أشقاء البشير الخمسة، وليس اثنان، كما كان قد أعلن سابقا، مشيرا إلى أن الشقيق الثاني نجح في الفرار إلى تركيا.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الفريق الركن شمس الدين كبّاشي: "كنا أعلنّا في 17 أبريل/نيسان اعتقال شقيقي الرئيس، عبدالله والعبّاس، لكنّ المعلومة لم تكن دقيقة، ذاك اليوم تم القبض على عبدالله فقط".
وأضاف: "في اليوم التالي ظهر العبّاس في منطقة حدودية لدولة مجاورة"، مشيراً إلى أن السلطات السودانية طلبت من هذه الدولة، التي لم يسمّها، تسليمها شقيق البشير لكنّها رفضت ذلك، مضيفاً: "بعد ذلك جاءت الأخبار أنه في تركيا".
والاثنين، أعلن مكتب المدعي العام السوداني أنّه تم توجيه اتّهام إلى البشير بقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي اندلعت ضد نظامه وأدت إلى الإطاحة به في 11 أبريل/نيسان.
ولم يكن "العباس" الوحيد من الشخصيات النافذة في السودان ممن لجأوا إلى تركيا، فسفير الخرطوم السابق لدى واشنطن عطا المولى، غادر أيضا إلى هناك، وقد تمكن من تحويل مبالغ ضخمة إلى حسابات تركية، وفقا لمصادر.
ويؤكد خبراء أن تهريب الأموال لتركيا، يأتي بتنسيق مع نظام أردوغان، الذي يستغل أزمات المنطقة والعالم للاتجار بها وعقد الصفقات لاستقطاب الثروات المنهوبة من الشعوب إلى بلاده.
وكر قادة جماعة الإخوان الإرهابية
لم تكن الشخصيات السودانية أولى الدفعات المغادرة إلى تركيا، إذ تحول هذا البلد إلى وكر لقادة وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية المطلوبين لدى مصر؛ لارتكابهم العديد من الجرائم، والذين يواصلون العمل من داخل أنقرة وبتمويل من تنظيم "الحمدين" لدعم الإرهاب وبث الشائعات في محاولة زعزعة استقرار مصر وتأخير جهود التنمية.
ويوجد قائمة طويلة من قادة الإخوان المقيمين في تركيا، ومن أبرزهم: محمود حسين، الأمين العام للجماعة وجمال حشمت وعمرو دراج ويحيى موسى وسيف الدين عبدالفتاح، وحمزة زوبع ووجدي غنيم ومحمد عبدالمقصود ويحيى حامد ومدحت الحداد ومختار العشري.
كما يقيم في تركيا بعض الإعلاميين والصحفيين المنتمين للجماعة والفارين من مصر، مثل قطب العربي وهيثم أبو خليل ومحمد ناصر ومعتز مطر وسامي كمال الدين وغيرهم.
ويواصل عناصر الإخوان المقيمون في تركيا جرائمهم من داخلها، والتي يأتي على رأسها العمل على زعزعة الدولة المصرية وهز استقرارها وتمويل العمليات الإرهابية وتقديم الدعم الكامل للعناصر الإرهابية المنفذة لها، ومن أبرز مهامها الترويج للمشروع التركي في المنطقة العربية والإسلامية، والترويج لدولة الخلافة حلم أردوغان.
مأوى المتطرفين في ليبيا
وتحولت مدن تركيا إلى مقر آمن لقيادات الإرهاب ومأوى المتطرفين الهاربين من ليبيا، لتحرض عبر منابرها الإعلامية وقنواتها الفضائية التي تبث من أنقرة ضد الجيش الوطني الليبي الداعم للأمن والاستقرار في البلاد، خاصة عبدالحكيم بلحاج، زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، وعلي الصلابي مندوب اتحاد علماء القرضاوي الإرهابي في ليبيا و"مفتي الإرهاب" الصادق الغرياني.
ويعد الصلابي، الذي يتنقل بين تركيا وقطر، ضمن قائمة تضم 59 شخصاً تتهمهم الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب بأن لهم صلات بالإرهاب، ويتمتعون بدعم تنظيم "الحمدين" الإرهابي.
بدوره، كثّف مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني من إطلالاته الإعلامية في الفترة الأخيرة، محرّضاً على قتال قوات الجيش الوطني الليبي وداعياً إلى سفك المزيد من الدماء، وذلك ردّاً على تقدّم الجيش في عمليته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة وتخليصها من الإرهاب.
ويُعتبر "الغرياني" واحدا من أهمّ المنحازين والمدافعين عن الجماعات الإرهابية، وعمل منذ 2012 مفتيا لهذه التنظيمات في ليبيا، فارتكبت عدّة جرائم عنف وقتل استنادا إلى فتاواه، التي طالب خلالها المتطرفين برفع السلاح ومحاربة قوات الجيش الوطني الليبي.
ويستخدم الغرياني الملقب في ليبيا بـ "مفتي الدمّ والفتنة" قناة "التناصح" لبثّ الخطابات التحريضية ضد قوات الجيش الوطني الليبي، والفتاوى التي تدعو إلى القتل وسفك الدماء.
أما الإرهابي عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة، فقد أصدر مدير مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، يناير/كانون الثاني الماضي، مذكرة بالقبض عليه وضبطه وإحضاره من بين عدد من الأشخاص.
ولا ينسى الليبيون محاربة عبدالحكيم بلحاج القائد السابق للجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة إلى جانب أسامة بن لادن في أفغانستان، وقيادته مليشيا مرتبطة بتنظيم القاعدة أعلنتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وسبق اعتقال بلحاج واستجوابه في موقع سري للاستخبارات الأمريكية في آسيا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
وكان بلحاج ورفاقه بين عشرات الليبيين الذين سافروا إلى أفغانستان لقتال القوات السوفيتية، والتقوا مع أسامة بن لادن خلال مخيم تدريبي، ثم عاد بلحاج إلى ليبيا في أوائل التسعينيات، وهناك أطلق الجماعة الليبية المقاتلة للإطاحة بمعمر القذافي، وتبع ذلك حالة تمرد ضعيفة المستوى، و3 محاولات اغتيال فاشلة للقذافي.
وتبث من تركيا عدة قنوات داعية للإرهاب خاصة قناة التناصح، وليبيا الأحرار، والنبأ وقنوات دعم الإرهاب التابعة للإخوان في العالم مثل الشرق ومكملين وغيرها.
ملاذ الهاربين من قضايا الفساد
وإضافة لدعم نظام أردوغان الإرهاب والإرهابيين في العديد من الدول، فإنه يتعاون مع العصابات، حيث تستقبل تركيا قيادات المافيا الروسية، التي ستعقد اجتماعا سريا في العاصمة أنقرة خلال الفترة المقبلة، بحسب وسائل إعلام روسية.
وبلغ دعم الفساد والعصابات في تركيا أعلى مستوياته، إذ كشف تقرير لوكالة بلومبيرغ الأمريكية، عن شبكة علاقات غامضة تربط أردوغان بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ضمن منظومة تجارية تستخدم الذهب والأدوية والأغذية لتبييض الأموال، وتمويل شبكات الإرهاب.
واستغل أردوغان الأزمة في فنزويلا وذهب باتجاه عقد اتفاقيات بين الجانبين، تم بموجبها تهريب 360 طنا من الذهب الفنزويلي، بما يعادل نحو 19 مليار دولار، إلى تركيا، بحسب المعارضة الفنزويلية.
وفي الجزائر أيضا، كشفت تحقيقات قضائية عن وقائع فساد وتهريب أموال لتركيا، شملت تحويل رجل أعمال تركي مقرب من الرئيس رجب طيب أدوغان، لحوالي 36 مليون دولار إلى مصارف في أنقرة عبر شركة وهمية، مع بداية الحراك الشعبي قبل نحو 3 أشهر.