ضحايا حكومة أردوغان.. الديون تجبر مزارعًا تركيًا على الانتحار
أجبرت الديون والأوضاع المعيشية الصعبة أحد المزارعين الأتراك على الانتحار بسبب تراكم الديون عليه.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "بولد ميديا" التركية المعارضة، الأربعاء، وتابعته "العين الإخبارية".
ووفق المصدر انتحر المزارع التركي، فخر الدين آقطاش، وهو خمسيني وأب لطفلين، بولاية موغلا (غرب)، بإطلاق النار على نفسه؛ لمعاناته من أزمة ضائقة مالية عجز معها عن سداد ديونه.
- بطالة وانتحار.. مصير مؤلم للشباب التركي في عهد أردوغان
- حصاد "مأساوي" لفشل أردوغان الاقتصادي.. معدلات الانتحار تقفز
وأشارت الصحيفة إلى أن انتحار الرجل جاء في غرفته بالمنزل الذي يعيش به مع والدته في قرية "يسير" في قضاء "ميلاس" التابع لولاية موغلا .
الأم عائشة آقطاش، ذكرت أنها سمعت صوت عيار ناري فدخلت الغرفة لتجد ابنها راقدًا في دمائه؛ ليلقى حتفه على الفور في مكان الحادث.
وترك الابن آقطاش ورقة كتب عليها برر من خلالها الدافع لانتحاره حيث قال "لدي الكثير من الديون، لا أستطيع تحمل هذا العار". وذكر "أن عليه ديوناً بسبب الزراعة وأنه كان في أزمة لفترة وأصيب بالاكتئاب".
أرقام "صادمة" تدفع الأتراك للانتحار.. فقر وديون
وفي أبريل/نيسان الماضي كشفت المعارضة التركية عن كارثة إنسانية تشهدها البلاد بسبب الأرقام الاقتصادية السلبية، والتي تسببت في ارتفاع نسب الاكتئاب بين الأتراك.
جاء ذلك بحسب ما ذكره برهان الدين بولوط، النائب البرلماني عن الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، حيث قال في تصريحات له آنذاك "في العام 2019 تم بيع 49 مليونًا و857 ألف علبة من العلاج المضاد للاكتئاب بتركيا، ليرتفع هذا الرقم إلى 54 مليونًا و625 ألفًا في 2020، وفي 2021 تم خلال الأشهر الثلاث الأولى بيع 15 مليونًا علبة، وسيصل هذا الرقم إلى 60 مليونا بحلول نهاية العام الجاري".
واعتبر أن هذه الزيادة الكبيرة في استخدام مضادات الاكتئاب أمر مثير للقلق بالنسبة للصحة العامة، لافتًا إلى أن 5806 أشخاص انتحروا بين عامي 2002 الذي وصل فيه العدالة والتنمية لسدة الحكم، و2019 بسبب الصعوبات المالية.
في سياق متصل، أشار بولوط إلى أن المواطنين باتوا يلجأون للأدوية من أجل الحفاظ على حالتهم النفسية كي لا يساقون للجنون، على حد تعبيره.
وأوضح أنه وفقًا لتقرير السعادة العالمي الخاص بالعام الماضي، تراجعت تركيا من المركز الـ93 إلى الـ104 من بين 149 دولة، لافتًا إلى ارتفاع معدلات الانتحار في تركيا بشكل ملحوظ خلال السنوات العشرين الماضي، أي مدة وجود العدالة والتنمية بالسلطة.
أزمات أردوغان السبب
وأوضح البرلماني المعارض "أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تسبب فيها نظام الرجل الواحد (في إشارة للنظام الرئاسي المعمول به منذ العام 2018) دفع الناس إلى الاكتئاب، وهو ما تعمق بعد تفشي جائحة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية".
ولفت إلى أن "الرئيس رجب طيب أردوغان ونظامه يبيعون الوهم للشعب بتصريحاتهم المتكررة التي يزعمون فيها تحقيق أرقام قياسية اقتصادية، وأنهم ناجحون للتصدي لفيروس كورونا وكافة التداعيات الناجمة عنه".
وأضاف بولوط، قائلا "جائحة كورونا، والأزمة الاقتصادية، وصعوبة العيش، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل لأكثر من 10 ملايين، والديون، والقلق المتعلق بالمستقبل، كلها أمور كفيلة بدفع الناس للجنون وليس الاكتئاب فقط".
وبيّن أن "الفقر تعمق بتركيا في سرداب الأزمة الاقتصادية، وأن المواطنين من عمال وموظفين وحرفيين ومزارعين، أي شريحة كبيرة من المجتمع باتوا لا ينظرون بأمل للمستقبل، لقد فقدوا الأمل في كل شيء بسبب النظام الحاكم وسياساته التي تعمق الأزمة الاقتصادية".
واستطرد قائلا "أما الرئيس أردوغان فيعيش في عالمه الخيالي، ويقول إنه لا توجد بطالة، وإنه إن كان هناك شباب لا يعملون فهذا يرجع إلى مشكلة في إمكانياتهم".
وذكر بولوط كذلك أن "تركيا تحتل المركز الأول أوروبيا من حيث عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، ورغم هذا يزعم النظام نجاحهم في التصدي للوباء، كما يزعم تحقيقه أرقامًا اقتصادية قياسية في الوقت الذي يعجز فيه المواطن عن شراء الخبز لمنزله".
وأكد المعارض التركي أن "النظام منعزل في قصر عن الشارع تمامًا، لا يدرك حقيقة الأمور لأنه يعيش في رغد من الحياة بدون أية مشاكل أو صعوبات".
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA= جزيرة ام اند امز