باحث أمريكي يحذر من نوايا أردوغان تجاه شمال سوريا
الباحث حذر من الوقوع ضحية لـ"لعبة تركية" تهدف إلى الحصول على تنازلات مفترضة من البنتاجون، لكنها غير مقبولة بالقدر نفسه
طالب باحث أمريكي وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر بضرورة رفض خطط تركيا لإقامة منطقة عازلة في شمال شرقي سوريا، لمنع مزيد من التصعيد في شرق البحر المتوسط أو سوريا.
وحذر الباحث من الوقوع ضحية لـ"لعبة تركية" تهدف إلى الحصول على تنازلات مفترضة من البنتاجون، لكنها غير مقبولة بالقدر نفسه.
وقال مايكل روبين، باحث مقيم في معهد "أميركان إنتربرايز" ومسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، في مقال له نشرته مجلة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية، الخميس، إن إسبر أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي خلوصي آكار يوم 29 يوليو/تموز الماضي لأول مرة منذ توليه منصب وزير الدفاع رسمياً، وأن المحادثة الهاتفية لم تسر على ما يرام.
وأضاف روبين أن آكار طلب من إسبر أن تمنح الولايات المتحدة تركيا منطقة عازلة في شمال سوريا تمتد لمسافة 20 ميلاً داخل البلاد، وفقاً للقراءة التركية للمحادثة الهاتفية.
وأوضح الباحث أن آكار برر طلبه بأن تركيا قادرة على توفير الأمن بمفردها، وأن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا أوكار إرهابية. ويزعم المسؤولون الأتراك أن حزب العمال الكردستاني يسيطر على المناطق التي يتواجد بها الأكراد في شمال وشرق سوريا.
وهدد آكار إسبر بأن أنقرة ستشن عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال سوريا إذا لم توافق الولايات المتحدة على المطالب التركية.
وقال روبين إنه زار المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا مرتين خلال السنوات الخمس الماضية، وإن ما حققه الأكراد بجانب العرب السنة والمسيحيين والإيزيديين وغيرهم أمر ملحوظ.
وأوضح روبين أن الأكراد تمكنوا بأموال قليلة من توفير الأمن ومجتمع متسامح. وبينما كانت تركيا تقدم الدعم للجماعات المتطرفة وتفتح حدودها للآلاف من عناصر تنظيم داعش، تمكنت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة الكردية من الوقوف أمام الجماعات الإرهابية وهزيمتها في النهاية.
ويرى الباحث الأمريكي أن المخاوف بشأن مكافحة الإرهاب ليست الدافع وراء مطالب تركيا بشأن إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، وأن هناك ثلاثة أسباب وراء هذه المطالب.
وأوضح روبين أن السبب الأول هو رغبة تركيا في السيطرة على الأراضي، مشيراً إلى أن العملية العسكرية التي شنتها أنقرة في مدينة عفرين السورية لم تكن لمكافحة الإرهاب، لكنها كانت بمثابة تطهير عرقي.
وأضاف أن السبب الثاني هو رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تشتيت الأتراك عن إخفاقاته، محذراً من أن غطرسة أردوغان ربما تورط تركيا في حرب قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تقسيم البلاد.
وتمثل السبب الثالث في تعطش تركيا للنفط. وأشار الباحث إلى افتقار تركيا مواردها الخاصة من الغاز والنفط، وقال إن العدوان التركي في قبرص مدفوع إلى حد كبير برغبتها في الحفاظ على احتكار أنقرة لخطوط الأنابيب، وامتلاك مصادر النفط والغاز الخاصة بها.