لن أعود إلى تركيا.. أوضاع الاقتصاد الكارثية تجبر الطلاب على الهجرة
تشهد أعداد الطلاب الأتراك الذين يذهبون للتعليم خارج البلاد تزايداً كل عام، ويردد القسم الأعظم من الذاهبين عبارة "لن أعود إلى تركيا".
وكشف مسح أجرته إحدى الجامعات التركية أن 78% من الأتراك الذين يغادرون بلادهم، لا يريدون العودة إليها مرة أخرى.
ووفق النتائج التي أسفر عنها المسح، الذي أجراه مركز أبحاث التكنولوجيا بجامعة عثمان غازي في العاصمة التركية أنقرة، جاءت تركيا في المرتبة الـ24 حول العالم، ضمن الدول الأكثر هجرة للعقول.
- أزمات تركيا تضرب عمقها الأمني.. هجرة الكفاءات من الشركات العسكرية
- شباب تركيا المصدوم.. نصف مليون عاطل ونظام عاجز عن الحل
كما أوضح أن 59 من كل 100 شاب متعلم في تركيا يغادرون إلى الخارج، و73 من كل 100 شاب يريدون السفر إلى الخارج، بحسب ما ذكره الموقع الإخباري التركي "دوغروسو"، وتابعته "العين الإخبارية"، الأحد.
وأشار المسح إلى أن ما يصل إلى 90% من خريجي المدارس الثانوية العليا في تركيا يتطلعون إلى مغادرة البلاد لمتابعة تعليمهم في الخارج، كما أن 113 من أصل 136 خريجا من كلية روبرت في إسطنبول تقدموا للالتحاق بالجامعات في الخارج هذا العام.
وكذلك فإن 77 من أصل 165 خريجا من مدرسة إسطنبول الثانوية قدموا بالفعل طلبات لمواصلة تعليمهم خارج تركيا.
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، قال زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو إن سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، تدفع الشباب إلى التفكير في الهجرة بشكل كبير.
وأوضح قليجدار أوغلو أن "دراسة أجراها حزب الشعب الجمهوري في مايو/أيار الماضي، طرحت على عدد من الشباب المشاركين بها سؤالًا مفاده: إذا توفرت لديكم الإمكانيات للعيش خارج البلاد هل تقبلون؟ فجاءت النتائج مفجعة للغاية".
وأشار المعارض التركي إلى أن 62.5% من المشاركين بالدراسة أجابوا على السؤال المذكور بـ"نعم"، وأن 47.3% من مؤيدي العدالة والتنمية المشاركين بالدراسة أجابوا بـ"نعم" أيضا.
ولفت قليجدار أوغلو كذلك إلى أن دراسة أخرى أجراها الحزب كذلك في سبتمبر/أيلول الماضي، طرحت سؤالا آخر مفاده: إذا أتيحت لكم الفرصة للحصول على جنسية دولة أخرى وتتركون تركيا بشكل نهائي هل تقبلون؟".
وزاد قائلا "64% من المشاركين بتلك الدراسة قالو نعم، فيما بلغت نسبة الرافضين 14%".
وشدد زعيم المعارضة التركية على أن "هذه الأرقام تعكس كارثية الأوضاع في تركيا، فلو فقدت دولة ما ثقتها لدى الشباب فلن تقوم لهذه الدولة قائمة".
ويعيش الاقتصاد التركي على وقع أزمة عملته المحلية منذ أغسطس/آب 2018، وسط عجز الحكومة المحلية والمؤسسات الرسمية عن وقف تدهورها، على الرغم من حزمة إجراءات وتشريعات متخذة، منها تقديم تسهيلات لشراء العقار من جانب المواطنين والأجانب.
ودفعت أزمة هبوط الليرة التركية منذ أغسطس/آب 2018 إلى هبوط مؤشرات اقتصادية كالعقارات والسياحة والقوة الشرائية، فيما قفزت نسب التضخم وتراجعت ثقة المستثمرين والمستهلكين بالاقتصاد التركي.
وخلفت سياسات الرئيس التركي رجب أردوغان المتخبطة أكثر من 3 ملايين قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه النظام بأي وقت، تلك القنابل ممثلة في طابور طويل من العاطلين في تركيا.