تركيا: اكتشاف امرأة وطفل دُفنا قبل 2500 عام مع سلاحف نادرة
عُثر على امرأة وطفل في مقبرة عمرها 2500 عام، بجانب 17 سلحفاة من سلالة سلاحف نهر الفرات المعروفة بسلوكها العدواني بولاية ديار بكر
عُثر على امرأة وطفل مدفونين في مقبرة عمرها 2500 عام، بجانب 17 سلحفاة من سلالة سلاحف نهر الفرات المعروفة بسلوكها العدواني، في منطقة حفريات "كافوشان" بولاية ديار بكر.
عثر فريق البحث والتنقيب في منطقة ركام كافوشان بولاية ديار بكر، جنوب شرق تركيا، على بقايا 4 سلاحف من أنواع مختلفة، تعود إلى فصيلة نهر الفرات، المعروفة بصدفتها الرقيقة وسلوكها العدواني، حسبما ذكرت صحيفة "زمان" التركية.
وبحسب موقع “Arkeofili” التركي المتخصص في شؤون الآثار والتنقيب فإن ركام حفريات كافوشان يعتبر من أهم معالم الآثار البيولوجية الواقعة في الشاطئ الجنوبي لنهر دجلة بولاية ديار بكر.
وتشير التسجيلات الحفرية إلى أن الحفريات تعود إلى عملية الاستقرار في المنطقة منذ نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد وحتى القرن 14 الميلادي.
وكان قد عُثر في عام 2008 على ثلاث صوامع يُعتقد أنها تعود للعصر الآشوري الحديدي الأخير في القرن 6 قبل الميلادي.
وأشار الفريق المشرف على عمليات الحفريات إلى أن الصوامع كانت تستخدم في تخزين الغلال والحبوب، وحولت إحداهم بعد ذلك إلى مقبرة للموتى.
عثر فريق البحث والتنقيب على رفات لطفل يبلغ من العمر 6-7 أعوام، وغير معروف جنسه وامرأة تبلغ من العمر 45-55 عاما، مدفونين داخل إحدى الصوامع، بالإضافة إلى بقايا 17 سلحفاة من فصيلة سلاحف نهر الفرات.
وقال الفريق إن الطفل كان مستلقيا على وجهه، وقدمه اليسرى ملتفة عند مفصل الركبة، والساق اليمنى ممتدة، وذراعه الأيمن أسفل جسمه، والأيسر أمام رأسه، وكأنه يحاول حماية وجهه.
وقالوا إنهم وجدوا المرأة أسفل الطفل مباشرة، مستلقية على ظهرها، موضحين أنهم لم يجدوا أي آثار لتعرض الطفل والمرأة لعنف شديد قبل الموت، بينما لم يتم التأكد من العلاقة بين الطفل والسيدة، بسبب عدم إجراء تحليل الحمض النووي (DNA).
وعلق عالم الآثار البيولوجية المتخصص في دراسة بقايا الحيوانات في المتحف الوطني للطبيعة في باريس ريمي بيرثون قائلاً: "إنه أمر لم نكن نتوقعه".
وأعرب عن اندهاشه من العثور على أعداد كبيرة من سلاحف نهر الفرات في تلك المنطقة.
وأوضح بيرثون أن السلاحف بها آثار قطع في قشرتها الخارجية الموجودة على الظهر، ما يشير إلى أكل لحومها؛ وأشار الباحثون إلى أن السلاحف عثر عليها مقطوعة الأطراف أيضا.
ولفت بيرثون إلى أن الطفل دُفن بعد فترة قصيرة من دفن المرأة.
وكانت البعثة قد عثرت على رفات الطفل والمرأة في منتصف الحفرة ويحيط بهم بقايا سلاحف، بالإضافة إلى الغطاء الصدفي لسلحفاتين في منتصف المدفن وبقايا رفات أخرى متناثرة. وتوصلت إلى أن إحدى القشور الموجودة في منتصف القبر تخص السلحفاة مهمازية الورك، والبقايا الأخرى تخص سلاحف مخططة.
وأكد بيرثون أن السلاحف المخططة قد تكون منتشرة في شرق تركيا، إلا أنها المرة الأولى التي تظهر بقايا لها داخل أي مقابر أو مدافن جنائزية، مشددا على أنها المرة الأولى التي تظهر فيها سلحفاة نهر الفرات أيضا داخل المقابر.
وأشار إلى أنه من الواضح أن سلحفاة الفرات كانت مقطعة وجاهزة للتناول، بينما تمت ملاحظة عدم وجود بعض الأعضاء التشريحية، والتي يعتقد استخدامها في المراسم الجنائزية.
ويقول الباحثون إن باقي السلاحف من جنس السلاحف المهمازية لم تُقطع أو تُستخدم في المراسم الجنائزية، وإنما اُستخدِم صدفها فقط، موضحين أن سلاحف نهر الفرات قد تتغذى على الفواكه والنباتات، إلا أنها حيوانات تتغذى على الجيف (نسر أفريقي)، وقد يصل حجمها إلى حجم حصان كامل.
يُشار إلى أن سلحفاة نهر الفرات تعيش في نهري دجلة والفرات، وتنتشر في تركيا وسوريا والعراق، وتدخل ضمن قائمة الأمم المتحدة لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض.