قرار أمريكي ينغص أحلام أردوغان في مشروع "السيل الشمالي"
طموحات تركيا للتحول إلى مركز للطاقة في منطقة شرق أوروبا والبحر المتوسط، ستبقى مجرد أحلام في ظل تهديدات أمريكية.
يبدو أن طموحات تركيا للتحول إلى مركز للطاقة في منطقة شرق أوروبا والبحر المتوسط، ستبقى مجرد أحلام، بفعل ضغوطات أمريكية تمس أحد أهم مشروعين للطاقة يمر أحدهما عبر تركيا.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات إضافية على المشروعين الروسيين لأنابيب الغاز، "السيل الشمالي- 2" والفرع الثاني من "السيل التركي".
ووجه بومبيو تحذيرا شديد اللهجة ونهائيا للشركات المشاركة في تنفيذهما؛ وقال مهددا: "توقفوا عن العمل فورا، وإلا فإنكم تخاطرون بعواقب غير سارة".
وعلى الرغم أن ظاهر التصريحات، تمثل عقوبات أمريكية على روسيا، إلا أن تركيا تمارس سياسات منفرة للإدارة الأمريكية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب الحكم في 2017، ودفعته في أكثر من مناسبة لتهديد أنقرة من البوابة الاقتصادية.
لكن، ما هو مشروع السيل التركي الذي يمر من روسيا عبر البحر الأسود إلى الأراضي التركية لتزويدها والقارة الأوروبية بالغاز الطبيعي.
يتألف "السيل التركي" من خطي أنابيب طولهما 930 كم تعبران قاع البحر الأسود لنقل الغاز إلى تركيا؛ وتبلغ السعة الإجمالية لـ"السيل التركي" 31.5 مليار متر مكعب سنويا، وستغطي كامل احتياجات الغاز في أوروبا، بحسب وزارة الطاقة الروسية.
ويعد السيل التركي؛ مشروعا اقتصاديا مشتركا بين موسكو وأنقرة، يقوم على نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى تركيا ودول جنوب وشرق أوروبا، من خلال خطوط أنابيب ناقلة تمر من البحر الأسود وعبر الأراضي التركية، أعلن عنه رسميا نهاية 2014.
وتعثر المشروع بعد توتر شاب العلاقات بين موسكو وأنقرة، بعد أن أسقط مقاتلون أتراك طائرة روسية من طراز سوخوي 24 فوق الأراضي التركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015؛ قبل أن يتم إعادة إحياء المشروع خلال زيارة أردوغان لموسكو، وتحقيق المصالحة التركية الروسية في أغسطس/ آب 2016.
وسيكون الضرر الواقع على تركيا كبيرا في حال تعطيل مشروع السيل التركي، لأنه في المقام الأول، كلف البلدين قرابة 13 مليار دولار أمريكي، عدا خسائر أخرى تتمثل في توفير مصدر مستدام للغاز إلى تركيا.
وستخشر تركيا أيضا أسعارا تفضيلية لشراء الغاز من روسيا، إلى جانب رسوم عبور الغاز عبر أراضيها إلى أوروبا بشكل سنوي، ما يهدد أمن الطاقة لدى القطاعات الاقتصادية التركية.
تتزامن هذه التهديدات، مع خطوات تنفذها تركيا في أفريقيا، خاصة شمال وشرق القارة في محاولة للاستيلاء على الطاقة في بلدان مثل ليبيا والصومال، في منطقة البحر المتوسط من خلال التنقيب عن مصادر الطاقة في المياه الإقليمية القبرصية.
وتركيا البلد الفقير في مجال الطاقة التقليدية، سعت منذ 2014 إلى البحث عن موارد شبه مجانية للنفط الخام، من خلال عقد تحالفات وشراكات، هدفها الحقيقي توفير حاجتها من الوقود بأسعار تقل عن السوق العالمية لمصادر الطاقة.
وبحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية اطلعت عليها "العين الإخبارية"، تبلغ واردات الطاقة التركية سنويا، 40 - 45 مليار دولار أمريكي، وهو نقد أجنبي تحاول أنقرة إبقاءه داخل الأسواق، بالتزامن مع شح وفرة النقد الأجنبي داخل قنواتها الرسمية.
بينما السيل الشمال - 2، والذي لا علاقة له بتركيا، فهو مشروع خط أنابيب، لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، بطاقة تقدر بـ55 مليار متر مكعب سنويا، وتنفذه شركة نورد ستريم الروسية.
وكشفت موسكو عن المشروع عقب تصاعد التوتر مع أوكرانيا، عام 2014، التي كان الغاز الروسي المصدر إلى أوروبا يمر عبر أراضيها.
وتتخوف دول أوروبية من "السيل الشمالي - 2"، لآثاره الاقتصادية والاستراتيجية المتوقعة على دول في وسط وشرقي القارة، التي تعتمد بشكل شبه كامل على الغاز الروسي.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز