هربا من الزلازل.. فرار العمالة بقطاعي الصناعة والزراعة التركي
خسائر فادحة لحقت بتركيا على كافة المستويات جراء الزلازل، وما يفاقم الأزمة هجرة العاملين في قطاعي الصناعة والزراعة بحثا عن الأمان.
تواجه المصانع والمزارع التركية في المناطق المتضررة من الزلازل مؤخرا نقصا في العمالة بعد رحيل كثيرين إلى أجزاء أخرى من البلاد طلبا لمناطق آمنة، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الثلاثاء.
وأودى زلزالان مدمران في 6 شباط/ فبراير الجاري بحياة أكثر من 41 ألف شخص في تركيا، كما انهارت عشرات الآلاف من المباني.
وتعين على الناجين الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى أو الذين ساورهم الخوف من العودة إلى المباني المتضررة، العثور على مأوى مؤقت في الخيام والسيارات والفنادق، أو الهجرة إلى أماكن أخرى.
وقال كاظم تايجي، رئيس جمعية الصادرات الزراعية اليوم الثلاثاء: "إن الخسارة الرئيسية في الإنتاج هي بسبب الأشخاص الذين يغادرون المنطقة"
في وقت سابق، كشف بنك "جيه.بي مورجان" الأمريكي عن تقديرات "مهولة" للأضرار المباشرة لزلزال تركيا.
وقال أكبر بنك أمريكي قبل أيام، إن الأضرار المباشرة التي لحقت بالمنشآت في تركيا بسبب الزلزال المدمر الذي وقع في السادس من فبراير/ شباط قد تصل إلى 2.5 بالمئة من نمو الناتج المحلي أو 25 مليار دولار.
من جانبه، قال اتحاد الشركات والأعمال التركي إن أسوأ زلزال شهدته البلاد خلف دمارا يمكن أن يكلف أنقرة ما يصل إلى 84.1 مليار دولار، فيما قدر مسؤول حكومي الخسائر بأكثر من 50 مليار دولار.
في المقابل، قال مهندسون معماريون ومدنيون إن خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة الإعمار سريعا بعد الزلازل المدمرة التي ضربت بلاده تنذر بوقوع كارثة أخرى ما لم يتم إعادة النظر بعناية في التخطيط الحضري وسلامة المباني.
فبعد أيام من وقوع أسوأ زلزال بتركيا في التاريخ الحديث تعهد أردوغان بإعادة بناء المنطقة الجنوبية، التي شهدت وقوع الكارثة، في غضون عام وهو تعهد تشير تقديرات متحفظة إلى أن تكلفته ستبلغ نحو 25 مليار دولار في حين تشير توقعات أخرى إلى أنها أعلى من ذلك بكثير.
وتسببت الزلازل التي وقعت في السادس من فبراير شباط، والتي ضربت سوريا المجاورة أيضا، في تشريد ما يربو على مليون شخص ومقتل عدد أكبر كثيرا من أحدث حصيلة رسمية بلغت 46 ألف شخص في كلا البلدين.
ودمرت الزلازل جنوب تركيا في ذروة فصل الشتاء الذي تقترب فيه البرودة أثناء الليل من درجة التجمد، مما جعل الكثير من خيام الطوارئ غير مناسبة للمشردين. وغادر أكثر من مليوني شخص المنطقة التي كان يقطنها أكثر من 13 مليون نسمة.
وقال خبراء إن الزلازل كشفت عن هشاشة البنية التحتية لتركيا لأنها دمرت المباني الحديثة والقديمة، بما في ذلك مستشفيات ومساجد وكنائس ومدارس.
ويشعر البعض الآن بالقلق من أن الإطار الزمني الطموح للحكومة لا يترك سوى القليل من الوقت لإصلاح أخطاء الماضي.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز