رياح الاقتصاد تدفع سفينة الدبلوماسية المصرية التركية
تتحرك سفينة الدبلوماسية المصرية التركية على صفحة مياه هادئة لكن لا تبدو الرياح ملائمة لدفعها قدما.
وبعد سنوات من الاشتباك السياسي تراجعت حدة اللغة الصادرة من العاصمتين، القاهرة وأنقرة، وانطلقت مباحثات سياسية تمهيدية لتجاوز الخلافات التي كرسها الموقف من جماعة الإخوان التي تصنفها مصر كتنظيم إرهابي.
وفيما يتقدم ببطء التقارب السياسي، تدفع رياح الاقتصاد شراع العلاقات بين البلدين على أمل تذليل عقبات لا تزال تحول دون تطبيع كامل.
والتقى وفد من رجال الأعمال ومستثمرين ومصنعين أتراك، الذي يزور مصر حاليا، اليوم الثلاثاء، مع نظرائهم في مصر بأحد فنادق العاصمة القاهرة، بحضور القائم بأعمال السفير التركي لدى القاهرة صالح موتلو.
وقال شريف البربري، عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين، إن وفد رجال الأعمال التركي سيعقد، خلال زيارته، لقاءات مع رجال أعمال مصريين، بهدف تبادل الفرص الاستثمارية المتاحة.
وأضاف البربري، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الوفد التركي سيبحث أيضا سبل دعم وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية وتبادل الخبرات التجارية.
وأشار البربري، وهو عضو بجمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين "تومياد"، إلى أن الوفد التركي يتكون من 50 من رجال أعمال ومستثمرين في مجالات وقطاعات الغزل والنسيج والمعادن، والأغذية والسجاد والتصميم المعمارية والرخام.
من الاقتصاد للسياسة
في قراءة للزيارة، يرى الكاتب والمحلل السياسي التركي فراس رضوان، أنها ستكون متبوعة بزيارات لوفود اقتصادية أخرى خلال الفترة المقبلة؛ لدعم التبادل التجاري بين البلدين.
ويقول رضوان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "أي خطوة في المجال الاقتصادي والتجاري والعلاقات الجمركية تعزز التقارب بين البلدين وتستكمل مساع تطوير العلاقات؛ تمهيدا لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والسياسية".
وأمس الإثنين، عقدت جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين "تومياد"، اجتماعا لوضع خطة عمل الجمعية، وبحث سبل التعاون وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين، بحضور القائم بالأعمال السفير صالح موتلو، والملحق التجاري هاكان أتاي، وأتيلا ينيجون وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجمعية.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريح أدلى به خلال رحلة عودته من زيارة إلى أوكرانيا، إن "الشعب المصري شعب شقيق ولا يمكن أن نكون في حالة خصام معه، لذا علينا ضمان الوفاق معه بأسرع وقت".
وأوائل العام الماضي أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بدء الاتصالات الدبلوماسية بين بلاده ومصر من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، وباستثناء إغلاق عدد من القنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان، لم يحدث حتى الآن اختراق بارز، فيما بات كل جانب يعتمد لغة هادئة تجاه الآخر.