انسحاب محرم إنجه.. "ركلة انتخابية" برصيد معارضة تركيا
نقاط سياسية تحصدها المعارضة التركية في رصيدها بانسحاب محرم إنجه من السباق الرئاسي ما يعزز فرص مرشحها كمال كليجدار أوغلو.
والخميس، أعلن إنجه وهو أحد المنافسين الأربعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انسحابه من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل.
وخلال مؤتمر صحفي، قال إنجه رئيس حزب "الوطن" الذي نال بين 2 و4% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة: "أسحب ترشيحي" للانتخابات، مبررا قراره بأن تحالف المعارضة بقيادة كليجدار أوغلو "سيحمّله كل المسؤولية" في حال خسارته أمام أردوغان.
وسبق أن استقال عدة مسؤولين من حزبه في الأيام الماضية تخوفا من أن يمنع ترشح إنجه مرشح المعارضة الرئيسي كمال كليجدار أوغلو، الذي هو على رأس تحالف يضم 6 أحزاب معارضة، من الفوز أمام أردوغان.
وكان محرم إنجه في 2018، مرشح حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي-ديمقراطي) في الانتخابات الرئاسية، لكن أردوغان هزمه من الدورة الأولى.
توازنات جديدة
ويعتقد حسين تشاليشكانر، المدير العام لشركة أرتيبير للأبحاث، أن انسحاب محرم إنجه من السباق سيؤدي إلى تغيير موازين السياسة.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية" في نسختها باللغة التركية، يقول تشاليشكانر إن هناك ضغطا اجتماعيا على محرم إنجه لفترة طويلة.
ويضيف أنه: "عندما انسحب إنجه من الترشح لم يعلن أنه ينسحب لصالح كليجدار أوغلو، ولكن عبارته "إذا خسرنا الانتخابات فإن المسؤول الوحيد سيكون محرم إنجه، يعني دعم المعارضة إلى حد ما".
وتابع الخبير أنه "وفقا لأبحاثنا كان لدى إنجه 2.2% من الأصوات، وفيما يتعلق بأولئك الذين صوتوا له، فإن 60% منهم سيصوتون لكليجدار أوغلو إذا تأهل إلى الجولة الثانية".
بعد ذلك، يقول "ربما لن يذهب بعض ناخبي إنجه للمشاركة في الانتخابات، ولكن الغالبية العظمى منهم سيتجهون نحو كليجدار أوغلو، وسيؤدي هذا التطور إلى مساهمة كبيرة في فوز الأخير بالجولة الأولى".
في شباك أردوغان
وبحسب الخبير ذاته، فإن انسحاب إنجه سيؤدي إلى تشويش الأجواء في ائتلاف العدالة والتنمية الحاكم والناخبين، معتبرا أن "الجهود التي بذلتها الحكومة الحالية كانت تركز على تأجيل حسم الانتخابات إلى الجولة الثانية".
وقال إن "تقارير العديد من شركات الأبحاث، بما في ذلك العديد من التقارير التي تم إعدادها بواسطتنا، تشير إلى أن أردوغان لن يفوز في الجولة الأولى، وسيقلب هذا القرار كل التوازنات.. ستكسب المعارضة الثقة والدفع، وستتأثر الحكومة بشكل كبير بهذا القرار".
وبالتوازي مع ذلك، يبرز إشكال آخر يطرحه انسحاب إنجه، وهو أن توقيت قراره متأخر، خصوصا أنه يأتي بعد انطلاق التصويت في الخارج أي أن أوراق الاقتراع مطبوعة.
ولذلك سيتم احتساب الأصوات التي تم تسليمها في الانتخابات لصالح إنجه في التصويت الخارجي، وسيقوم المجلس الأعلى للانتخابات بإعلان نسبة الأصوات التي حصل عليها عند إعلان النتائج.
وفي حديثه مع "العين الإخبارية" باللغة التركية، أكد رئيس "بحوث ماك" محمد علي كولات أنه لا يتوقع أن تقوم المفوضية العليا للانتخابات بتعديل ورقة الاقتراع بعد انسحاب إنجه.
وقال: "انتهت عملية التصويت أمس، لن يصلح الأمر في هذا الوقت، ولذلك فإنه من المستحيل جعل الأصوات التي أدلى بها الناخبون في الخارج غير صالحة للاستخدام".
ويعتبر كولات أن تطورات الأحداث قد زادت فرص المعارضة في الانتخابات، حيث قال: "من الآن فصاعدًا يجب على المعارضة استخدام كل الإمكانيات المتاحة لها لنشر هذا الخبر بشكل قوي لجميع الناخبين لأن الوقت قليل للغاية، بالإضافة إلى ذلك يوجد لدى المعارضة وسائل إعلامية قوية وستنشر هذا الخبر بسرعة وفاعلية".
وأشار إلى أن المعارضة حصلت على فرصة قبل الانتخابات، مضيفا أنه "وفقا لأبحاثنا كانت الانتخابات في المنطقة المتأزمة ولكن في النهاية سيكون الفائز في الدور الأول، ومع ذلك يشكل انسحاب إنجه مكسبا كبيرا للمعارضة".
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز