انتخابات تركيا.. هل تورطت روسيا في انسحاب "إنجه"؟
بلغت الانتخابات الرئاسية التركية أمتارها الأخيرة الحاسمة، وسط تطورات متلاحقة قبل 48 ساعة من بدء الاقتراع.
فقد اتّهم كمال كليجدار أوغلو، زعيم المعارضة والمنافس الرئيسي للرئيس رجب طيّب أردوغان في الانتخابات التي ستجرى بعد غد الأحد، روسيا بأنّها لجأت إلى "تقنيّة التزوير العميق" في إطار الحملة الانتخابيّة.
جاءت اتّهامات كليجدار أوغلو هذه بعد ساعات على إعلان مرشّح آخر هو محرم إنجه انسحابه من السباق الانتخابي بعد تحوّله إلى هدف لحملة تشهير عبر الإنترنت.
وقال كليجدار أوغلو في تغريدة عبر تويتر "الأصدقاء الروس الأعزّاء، أنتم تقفون وراء عمليّات المونتاج والمؤامرات والتزوير والتسجيلات التي كُشِفت أمس في هذا البلد".
وأضاف "إذا كنتم تريدون صداقتنا بعد 15 مايو/أيار، فلا تمسّوا الدولة التركيّة.. نحن نؤيّد دومًا التعاون والصداقة".
وكان كليجدار أوغلو قد انتقد أردوغان في وقت سابق بسبب تقاربه مع روسيا.
وقال كليجدار أوغلو إن "الرئيس الذي سيختاره الشعب التركي لن يركع أمام أي سلطة".
وأشار زعيم المعارضة التركية إلى حادثة مقتل جنود أتراك إثر استهدافهم في سوريا عام 2020، حيث تلا ذلك عقد اجتماع بين أردوغان وبوتين في موسكو.
وأضاف كليجدار أوغلو "عندما يستشهد 34 من جنودنا في سوريا ويطلق الجنود الروس النار عليهم، فإن الرئيس الذي يختاره الشعب لن ينتظر دقائق عند باب بوتين".
وتُظهر استطلاعات الرأي تقدّم زعيم المعارضة التركية بشكل طفيف على أردوغان في الانتخابات الرئاسيّة الأحد.
وإذا لم يحصل أيّ من المرشّحين على أكثر من 50% من الأصوات، سيخوض أعلى مرشحين حاصلين على الأصوات جولة الإعادة في 28 مايو/أيّار الجاري.
كان رئيس حزب "الوطن" محرم إنجه قد أعلن، الخميس، انسحابه من السباق الرئاسي على أثر تحوّله إلى هدف لحملة تشهير على الإنترنت، تضمّنت خصوصًا صورًا له وصفت بأنها مخلة بالآداب.
في إشارة إلى الاتهامات والشائعات التي لاحقته، قال إنجه في مؤتمر صحفي عقده الخميس "ما رأيته في الـ45 يوما الماضية لم أره خلال الـ45 عاما الماضية، إيصالات مزيفة، أرجل غير موجودة، صور غير موجودة.. يأخذ الصورة من موقع إباحي إسرائيلي ويضع رأسي".
ومحرم إنجه، كان أحد قيادات حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) ومرشحه في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2018.
وحصد الرجل في تلك الانتخابات أكثر من 30 بالمئة من الأصوات، قبل أن يدخل في خلاف مع زعيم المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، ليخرج ويؤسس حزبه "البلد".
وطيلة الفترة الماضية، تمسك محرم إنجه بقراره بالترشح للرئاسة وعدم دعم كمال كليجدار أوغلو، مرشح تحالف الأمة المعارض.
وفقدت المعارضة التركية التوحد الكامل أمام المنافس أردوغان حين قرر إنجه الترشح كمستقل، مما أثار مخاوف من تشتيت أصوات المعارضة.
وقبل انسحاب إنجه أظهر أحد استطلاعات الرأي أن مصير الانتخابات الرئاسية سوف يحسمه أنصاره إلى جانب المترددين.
وبرر إنجه قراره بالتراجع عن خوض انتخابات الرئاسية بأن تحالف المعارضة بقيادة كليجدار أوغلو "سيحمّله كل المسؤولية" في حال خسارة الأخير أمام أردوغان.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز