بذخ أردوغان.. 270 ألف دولار تكلفة نقل سيارتين شاركتا بموكب نيويورك
كشف تقرير نشره موقع إخباري تركي عن أن البلاد تكبدت فاتورة ضخمة جرّاء رحلة الرئيس، رجب طيب أردوغان، الأخيرة لنيويورك.
التقرير نشره موقع "كرونوس" الإخباري، وتابعته "العين الإخبارية"، الخميس، حيث أفاد بأن تركيا تكبدت فاتورة ضخمة جراء نقل أردوغان سيارتين مصفحتين إلى الولايات المتحدة لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ76.
وأوضح التقرير أن الرئيس أردوغان استخدم عربتين مصفحتين، كل واحدة منهما قيمتها 4.6 مليون دولار، خلال زيارته التي استمر أربعة أيام إلى الولايات المتحدة.
ولفت أن المدرعتين من نوع مرسيدس S600، كان يستخدمهما أردوغان في تركيا، حيث قام نقل مركباته الرسمية من مطار "أسَنْ بوغا" في أنقرة، يوم الأحد الماضي، إلى مطار جون كنيدي في نيويورك على متن طائرة شحن عسكرية، وهو نفس اليوم الذي توجه فيه للولايات المتحدة.
ولفت التقرير، نقلا عن مصادر مطلعة أن "تكلفة نقل السيارتين المدرعتين بلغت 270 ألف دولار".
هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها أردوغان سياراته الرسمية في الخارج، بل اعتاد على استخدام سياراته الرسمية في جميع زياراته الخارجية منذ عام 2017، فمثلا أنه نقل سيارتيه المصفحتين إلى تشيلي وبيرو والإكوادور كذلك.
بذخ وانتقادات
الأسلوب الفاره لحياة أردوغان وعائلته وميله للبذخ يثير انتقادات دائما في الوقت الذي ينصح جميع المواطنين بالتقشف، لا سيما في الوقت الذي تمر فيه البلاد بمشاكل مالية واقتصادية.
ويوم الإثنين افتتح أردوغان (البيت التركي) في مدينة نيويورك، وهو مبنى شاهق مكون من 36 طابقًا كلف تركيا 291.2 مليون دولار لبنائه.
هذه التكلفة الباهظة دفعت رواد وسائل التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن انتقادهم بأنه كان من الممكن استخدام هذه الأموال بشكل أفضل، لا سيما في الوقت الذي يحتج فيه طلاب الجامعات في تركيا على ارتفاع أسعار السكن والإيجارات.
وشارك عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي صورًا للبيت التركي المذكور تحت وسم "لا نجد مأوى"، في إشارة إلى مجموعة من طلاب الجامعات الذين ينظمون وقفات احتجاجية ينامون فيها على الأراضي والمقاعد العامة في الهواء الطلق للاحتجاج على ارتفاع أسعار السكن الجامعي وإيجارات. المنازل
بعض رواد الإعلام الاجتماعي قالوا إن مبلغ 291.2 مليون دولار الذي تم إنفاقه على بناء البيت التركي المذكور كان يكفي لبناء مساكن للطلاب في تركيا لإيواء 35 ألف طالب.
موكب الرئيس
والثلاثاء الماضي، انتقدت المعارضة التركية، بذخ الرئيس، أردوغان، خلال زيارته لنيويورك، ولا سيما الموكب المصاحب له والحراسة.
طونجاي أوزقان، النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، كبير مستشاري الحزب، علّق على مقاطع فيديو انتشرت خلال اليومين الماضيين على مواقع التواصل الاجتماعي لموكب أردوغان في شوارع نيويورك.
وشارك المعارض المذكور مقطع الفيديو على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال مستنكرًا "إسراف في الداخل وإسراف في العالم".
وبات موكب أردوغان المكون من مئات السيارات، من بينها 10 سيارات حراسة، محط استنكار وسخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، متسائلين عن "سبب لجوء الرئيس إلى الاستعراض في شوارع نيويورك بهذا العدد الكبير من السيارات"
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي، فيديو لموكب أردوغان .ويظهر في الموكب، عشرات السيارات، وهو نفس شكل الموكب المعروف داخل تركيا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أقر فيه الرئيس التركي أردوغان، التعميم بشأن تدابير الادخار في القطاع العام، وتم نشر القرار بتوقيع أردوغان في الجريدة الرسمية التركية. وتم استثناء إدارة الشؤون الإدارية الرئاسية والأمانة العامة للبرلمان التركي من هذا التعميم.
كما يأتي في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تشهدها البلاد، وأثرت بشكل كبير على الأوضاع المعيشية للمواطنين.
إسراف مستمر
جدير بالذكر أن أحزاب المعارضة في تركيا تنتقد بين الحين والآخر إسراف نظام الرئيس، أردوغان، المبالغ فيه، سواء على مستوى النفقات في قصره أو وسائل الرفاهية التي يستخدمها كالقصور الصيفية وأسطول الطائرات والسيارات الفارهة المخصصة له.
وفي وقت سابق من أيلول/سبتمبر الجاري، كشف معارض تركي عن إنفاق القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، أكثر من 60 ألف ليرة يوميًا على الكهرباء.
وليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها المعارضة التركية عن إسراف وتبذير نظام أردوغان في النفقات غير الضرورية في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة.
ففي أغسطس/آب الماضي، كشف تقرير رقابي أن القصر الرئاسي أنفق 187 ألف ليرة على مياه الشرب فقط، وسط حالات انتحار لأتراك بسبب الفقر المدقع.
التقرير صادر عن ديوان المحاسبات التركي، دون أن يذكر المدة التي أنفقت فيها تلك الأموال.
يذكر أن البيانات التي كشفتها تقارير ديوان المحاسبة، أوضحت مدى الرفاهية والبذخ الذي يعيش فيه القصر الرئاسي، رغم دعوات حزب العدالة والتنمية إلى التقشف.
وكان تقرير ديوان المحاسبات أشار إلى إنفاق القصر الرئاسي على المركبات في عام 2018 مبلغ 506 ملايين و437 ألف ليرة تركية ولسوء الحظ ارتفع هذا الرقم إلى مليار و208 ملايين و894 ألف ليرة تركية في عام 2019. بزيادة 700 مليون خلال سنة واحدة.
حماية أردوغان
وكانت بيانات رسمية تركية، قد كشفت الشهر الماضي أيضًا، عن إنفاق أكثر من 151 مليون ليرة لحماية الرئيس أردوغان، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.
جاء ذلك بحسب البيانات المالية للمديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية، التي أشارت إلى أنه تم إنفاق 151 مليون ليرة تركية في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، كنفقات لحماية أردوغان.
كما أوضحت البيانات نفسها أن مقدار ما أنفقته إدارة الحماية البرلمانية بلغ 54 مليون ليرة خلال ذات الفترة.
التقشف للشعب
وفي يوليو/تموز الماضي، أصدر أردوغان تعميمًا بشأن تدابير الاقتصاد والتقشف في نفقات القطاع العام.
جاء ذلك بموجب مرسوم رئاسي، يحمل توقيع أردوغان نشر بالجريدة الرسمية التركية، آنذاك، واستثنى من ذلك إدارة الشؤون الإدارية الرئاسية والأمانة العامة للبرلمان.
وإلى جانب الاقتصاد في النفقات، نص المرسوم على الحد من الإجراءات البيروقراطية واستخدام الموارد العامة بشكل فعال واقتصادي.
وتعليقا على القرار حينها، قال النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل: "على القصر الرئاسي أن يبدأ بنفسه في تطبيق التقشف في نفقاته".
وتعيش تركيا أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية بالتزامن مع ضعف حاد في العملة المحلية، وارتفاع تكلفة الإنتاج والاستيراد، في وقت تعاني فيه البلاد من التضخم وارتفاع نسب الفقر.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز