مكالمة من هاتف "آيفون" تنعي دعوة أردوغان لمقاطعة المنتجات الأمريكية
كاميرات تلفزيونية رصدت وزير الدفاع التركي وهو ينقل تهنئة أردوغان، للعسكريين بمناسبة عيد الأضحى، عبر هاتف "آيفون"
مكالمة هاتفية بسيطة أجراها وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، من هاتف "آيفون" أمريكي الصنع، كشفت حالة الاضطراب التي يعاني منها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، حتى في التعامل مع الملفات الحساسة والدقيقة.
كاميرات تلفزيونية تركية مختلفة رصدت أكار وهو ينقل تهنئة الرئيس أردوغان، بمناسبة عيد الأضحى، عبر هاتف "آيفون" وهو أحد المنتجات التي طالب الأخير شعب بلاده بمقاطعتها، على خلفية التوتر الذي تشهده العلاقات التركية الأمريكية.
- ترامب: سنفرض عقوبات كبيرة على تركيا لاعتقالها قسّا أمريكيا
- شركة تركية ضمن عقوبات أمريكية على داعمي داعش
ومؤخرا، طالب الرئيس التركي بمقاطعة المنتجات الإلكترونية الأمريكية، على خلفية العقوبات التي فرضتها واشنطن على أنقرة.
عقوبات جاءت ردا على رفض تركيا الإفراج عن قس أمريكي تحاكمه أنقرة منذ 2016، الأمر الذي فاقم من التوتر المستعر بين البلدين.
ورغم اللهجة الصارمة التي غرقت فيها خطابات مسؤولين أتراك ردا على العقوبات الأمريكية والتصريحات النارية، إلا أنهم، على ما يبدو، يسيرون في هذه القضية بمنطق "حلال لنا وحرام على الشعب".
منطق تجلى بوضوح من خلال ما جسده استخدام وزير الدفاع للهاتف الأمريكي من أجل إسماع تهنئة أردوغان، أثناء زيارته في أول أيام العيد لقيادة الفرقة الثالثة مشاة بولاية هكاري، أقصى جنوب شرقي تركيا.
الوزير أكار، أخرج هاتفه النقال «آيفون»، وهاتف أردوغان الذي خاطب بدوره الجنود وقدم لهم التهنئة..
وأغفل الوزير أنه بإخراج هاتفه إنما قدم للعالم بأسره دليلا قاطعا على الاضطراب القاتل الذي يعاني منه النظام الحاكم في بلاده، وأن استخدامه لمنتج أمريكي كشف عن أن كل ما يقال ليس سوى شعارات رنانة لذر الرماد في العيون.
ومنتصف أغسطس/آب الجاري، قال أردوغان خلال مطالبته بمقاطعة المنتجات الإلكترونية الأمريكية: "سنقاطع المنتجات الإلكترونية التي تصنعها الولايات المتحدة، فلو كان لديهم آيفون، فهناك على الجانب الآخر هاتف سامسونج".
وكانت السلطات التركية اعتقلت القس الأمريكي أندرو برانسون المنحدر من كارولاينا الشمالية، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، بتهمة التجسس وممارسة أنشطة "إرهابية"، وهو حاليا قيد الإقامة الجبرية.
وأمام رفض أنقرة الإفراج عن القس، ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركية، ما أسهم في تراجع حاد في سعر الليرة التي لا تزال تعاني تدهورا جراء ذلك.
وأعلن البيت الأبيض أن تركيا، وتحديدا رئيسها أردوغان، تعاملا مع قضية القس برانسون بشكل «سيء وغير عادل».
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز