تركيا في عهد أردوغان.. إيران جديدة بالشرق الأوسط
صحيفة لبنانية شبهت النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان بـ"النظام الإيراني في عهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي".
حذر تقرير صحفي من سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي ستحول بلاده إلى "إيران جديدة" في الشرق الأوسط، خاصة مع التوترات الإقليمية التي تقف أنقرة خلفها.
وطرحت صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية، تساؤلاً في تقرير لها: هل ستصبح تركيا إيران الجديدة في الشرق الأوسط؟
وتحت عنوان "تركيا.. إيران الجديدة"، أشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن أنقرة في عهد أردوغان باتت مصدرا للقلق في منطقة الشرق الأوسط.
وعما تثيره تركيا من قلاقل بالمنطقة، قالت "لوريان لوجور": "دولة تنخرط في العديد من الصراعات بالشرق الأوسط، باسم سياسة الإمبريالية والانتقام، بلد يضاعف زعيمه خطابات الصقور المتشددة، ونجح في خلق تحالف غير مسبوق ضده بين قوى ذات مصالح متباينة للغاية".
وشبهت النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان بـ"النظام الإيراني في عهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي".
وفي غضون سنوات قليلة، أبعدت تركيا جزءا كبيرا من دول الشرق الأوسط عنها -إضافة لخصومها التاريخيين من الأكراد- وتحديداً اليونان وقبرص ومصر.
وتدهورت العلاقات التركية مع تلك الدول بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، كما أن هناك دولا تتبنى رؤية قاتمة لنفوذ أنقرة دون أن تعارضه وجهاً لوجه مثل إيران، بحسب الصحيفة.
وأكدت لورويان لوجور أن أنقرة تتدخل في الوقت الراهن عسكرياً في سوريا وليبيا والعراق، بينما يحاول أسطولها البحري في الوقت نفسه تحويل شرق البحر المتوسط إلى بحيرة تركية، وسط تقارير عن محاولة للتورط في اليمن والسيطرة على القيادة السنية في لبنان.
وفي جميع أنحاء هذه المنطقة الجغرافية، التي تتميز بعدة مسارح للصراع - ليبيا وسوريا - وبصراع من أجل الاستيلاء على موارد الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، يوجد لدى أنقرة حليفان فقط هما حكومة الوفاق غير الدستورية بقيادة فايز السراج في ليبيا، وتنظيم الحمدين في قطر الساعي لبث أيديولوجيات الإخوان بالمنطقة.
ويبدو أن السياسة التركية مدفوعة بمنطقين، الأول، الذي يدركه الجميع بشكل خاص على مستوى السرد، ينبع من الرغبة في إنعاش الإمبراطورية العثمانية، أو بالأحرى الأسطورة التي تلهمها.
وهنا لا يتردد أردوغان في استخدام الخطاب العثماني الجديد والاعتماد على كل رمز له، كما هو الحال عند تحويل آيا صوفيا السابقة إلى مسجد.
كما تتصرف أنقرة مع قوى الشرق الأدنى والأوسط وكأنها لا تزال في أيام الباب العالي وتنازع على مكانتها كزعيم للعالم السني وحامي الأماكن المقدسة، بحسب الصحيفة اللبنانية.
أما المنطق الثاني فيأتي في إطار المصالح البراجماتية التي تدفع تركيا للتدخل في ليبيا وسوريا والعراق، حيث تشعر أنقرة بالضيق من تقاسم الحدود الذي تم الاتفاق عليها خلال معاهدة لوزان في عام 1923.
وفي شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تجد تركيا نفسها معزولة تمامًا، تبنى رجب طيب أردوغان عقيدة الجنرالات الأتراك للوطن الأزرق، نظّر ذلك الأدميرال جيم جوردينيز، الذي دفع أنقرة لفرض سيادتها على مساحة 462 ألف كيلومتر مربع في البحر الأسود وبحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط.
وبمرور الوقت، أصبحت تركيا قوة مفترسة تسعى في كل مكان لتحدي القانون الدولي، وبالنسبة للكثيرين فهي العدو الذي يجب تدميره، والذي يثير أكبر قدر من الخوف، حتى أنه يحيل إيران إلى خلفية التهديدات الإقليمية لأجزاء من الدول العربية السنية.
ومثل إيران، تلعب تركيا دور عدو الغرب، ولكن على عكس نظام الملالي، فإن دولة أردوغان تعد عضو في الناتو، فهل تعد إيران وتركيا في نفس نفس المعركة؟
قد تحتفظ تركيا برغبة إعادة تحديد الدور بمنطقة الشرق الأوسط، لكن ما يبقى غير مفهوم أنها تنفذ ذلك بمنهج القوة، بعيداً عن أي مبادرة دبلوماسية، لتصبح على الأرض كـ"إيران الجديدة".
أخيرًا وليس آخرًا، تعمل إيران في كل مكان كقوة مضادة للثورة، والتي تأتي لمساعدة الأنظمة الاستبدادية أو تسعى على أي حال للحفاظ على الوضع الراهن.
ومن ناحية أخرى، تدخلت أنقرة في ليبيا، دعما للسراج، ضد الجيش الوطني الليبي، إضافة لتدخلها فى الأزمة السورية وتسببها في تمزيق خريطة هذا البلد، تحت مزاعم قتال خصومها الأكراد.