أردوغان يقر بوجود اضطرابات وانقسامات داخل حزبه
حزب العدالة والتنمية في تركيا خسر نحو 60 ألفًا من أعضائه خلال الشهرين الماضيين بسبب سياسات أردوغان.
أقر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بوجود اضطرابات داخلية في حزب "العدالة والتنمية"، الحاكم، وذلك على خلفية الانشقاقات والاستقالات الأخيرة، وما يشهده الحزب من صراع أجنحة مختلفة.
وقال أردوغان، مساء اليوم الأحد، في ختام الاجتماع الاستشاري الـ29 لحزبه بأنقرة: "لاحظت خلال أعمالنا هنا أن الفتنة مسيطرة بشكل كبير على الأجواء، وكما تعلمون لا خير ولا بركة من أماكن تسيطر عليها الفتنة"، وفقا لما أوردته صحيفة "برجون" المعارضة.
وأضاف: "حقيقة الفترة التي مررنا بها منذ تأسيس العدالة والتنمية تؤكد أنه كلما كان العدالة والتنمية قويًا، كلما كانت تركيا قوية، وضعف الحزب يعني ضعف تركيا"، مضيفا "أرجو من كل عضو منكم أن يدرس كل خطوة يقدم عليها دراسة جيدة ويزنها بميزان العقل".
وزعم أردوغان أن "تركيا تمر حاليا بمرحلة ستحدد معالم ربع أو نصف قرن قادم، مبينا "أن الشعب التركي لم ينحنِ أمام الهجمات العلنية والسرية الجارية ضده منذ 6 سنوات"، على حد تعبيره.
وفي سياق نظرية المؤامرات التي يلجأ إليها دائمًا ليبرر فشله قال أردوغان: "صحيح أن الهجمات العلنية والسرية المستمرة منذ 6 سنوات ضد بلادنا، لم تركع شعبنا، لكنها أتعبته، وكل مشكلة واجهناها وتغلبنا عليها، ساهمت في زيادة قوة بلادنا".
ويشهد الحزب الحاكم منذ فترة سلسلة استقالات كان أبرزها، استقالة نائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان، في يوليو/تموز الماضي، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو يوم 13 سبتمبر/أيلول بعد فترة من انتشار مزاعم حول اعتزامهما تأسيس حزبين جديدين مناهضين للحزب الحاكم، بزعامة أردوغان.
وجاءت هذه الانشقاقات المتتالية؛ اعتراضاً على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم، ومن المنتظر أن يعلن باباجان، وداود أوغلو عن حزبيهما الجديدين بحلول نهاية العام الجاري.
وخسر "العدالة والتنمية" 60 ألفًا من أعضائه خلال الشهرين الماضيين، بحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، مؤخرًا.
في سياق آخر قال أردوغان إن نظيره الأمريكي دونالد ترامب أقر مسألة انسحاب قوات بلاده من منطقة شرق نهر الفرات السورية، لكن من حوله لم يعملوا إلى الآن بتوصياته.
وفي تحدٍ سافر للقانون الدولي وانتهاك لسيادة الدول أعلن أردوغان، السبت، في الاجتماع ذاته المستمر ليومين أن بلاده ستنفذ عملية عسكرية جوية وبرية شرقي الفرات في سوريا"، وهي إحدى النقاط المتفق على تأسيس "منطقة آمنة" فيها بين واشنطن وأنقرة.
وتابع "أجرينا ترتيباتنا.. أعددنا خططنا للعملية وأعطينا التعليمات الضرورية"، مضيفا أن تركيا ستنفذ عمليات جوية وبرية وأن هذه العمليات قد تبدأ "اليوم أو غدا".
من جهتها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أنها لن تتردد في تحويل أي هجوم تركي غير مبرر إلى "حرب شاملة" للدفاع عن منطقتها في شمال شرق سوريا.
وكانت الولايات المتحدة قد اتفقت مع تركيا على إقامة "منطقة آمنة" على الحدود السورية لكن أنقرة تقول إنها غير راضية عن سير العملية وتهدد من حين لآخر بتنفيذ عمليات عسكرية هناك.
واحتلت القوات التركية والفصائل المسلحة التابعة لها منطقة عفرين السورية في 18 مارس/آذار 2018 ، إثر عملية عسكرية أطلق عليها أردوغان اسم "غصن الزيتون"، ونفذتها في يناير/كانون الثاني 2018.
وأدت العملية إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، وقتل أكثر من 4 آلاف، وأعربت سوريا عن رفضها القاطع والمطلق للاتفاق الأمريكي التركي حول ما يسمى "المنطقة الآمنة".
وأكدت أنه يشكل اعتداء فاضحا على سيادة ووحدة أراضي سوريا وانتهاكا سافرا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.