في 17 عاما من حكم أردوغان.. أتراك يأكلون القمامة وأطفال جياع
وفق بيانات رسمية.. ارتفع معدل الفقر في تركيا من 18% قبل تولي أردوغان الحكم إلى 37.5% العام الجاري
"اليوم.. يجمع مواطنو الأناضول طعامهم من حاويات النفايات".. هكذا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل 17 عاما، أي قبل توليه رئاسة الحكومة.
بدا متحمسا في تلك المقابلة التلفزيونية، وهو يتهم الحكومة بتجويع الشعب، ودفعه إلى صناديق القمامة، فيما تابعه الأتراك معتقدين بأنه منفذ الخلاص، قبل أن يستوعبوا سريعا أن ذلك الوضع كان أهون بكثير مما ينتظرهم في عهده.
- مجلة أمريكية تكشف: داعش نقل أمواله إلى تركيا
- "بلومبرج": تركيا تحاصر المستثمرين الأجانب قبل أيام من الانتخابات
وبالنبرة ذاتها التي تحاول الغرق في حال استياء وغضب مصطنعين، قال أردوغان حينها "إن 50% من الأتراك تحت خط الفقر".
وأضاف أنهم "أصبحوا يجمعون طعامهم من القمامة وفضلات الأسواق، ولا يقدرون على سداد الإيجار وفواتير الماء والكهرباء"، مهاجما الحكومة ومحملا إياها مسؤولية معاناة الشعب.
تصريحات جمعها موقع مختص في الشأن التركي يحمل اسم Dogrusu Arabic، في فيديو ضمنه أيضا لقطات حديثة لأتراك ينبشون صناديق القمامة بحثا عن الطعام.
ووفق بيانات رسمية، ارتفع معدل الفقر في تركيا من 18% قبل تولي أردوغان الحكم إلى 37.5% العام الجاري.
وبانتشار الفقر، بات جزء كبير من الأتراك يكابدون من أجل توفير مستلزمات حياتهم، في وقت وصل فيه معدل التضخم (أسعار الاستهلاك) الشهري إلى 1.06%، فيما بلغ المؤشر نفسه على أساس سنوي 20.35%، بينما ترفع تقارير مستقلة غير رسمية الرقم إلى 40%.
"الأطفال في تركيا ينامون بلا عشاء"
كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، هاجم أردوغان، قائلا إن الأطفال في تركيا يذهبون للنوم بلا عشاء بسبب رئيس بلادهم.
وفي كلمة ألقاها، الأربعاء، في أحد أحياء إسطنبول قبل أيام قليلة من الانتخابات المحلية المقررة الأحد المقبل، قال كليجدار أوغلو: "لن نكون أبدا أداة للظلم".
وتابع أن "المواطن التركي يعاني كثيرا من المتاعب والمشاكل، لكن بالنسبة لأردوغان لا وجود لأي مشكلة، فهو ينظر إلى مطبخه، فيجد كل شيء متوفرا".
ومتوجها لأردوغان "الواقع مختلف تماما عن واقعك، وإذا كانت هناك دولة يوجد بها 8 ملايين عاطل، وآلاف الأطفال يذهبون إلى نومهم جياع، و6 ملايين شخص يعيشون ويكسبون قوت يومهم من الشوارع فإن هذه الدولة تحتاج إلى تغيير".
حالة يأس وإحباط
مواطن تركي حاول إضرام النار في جسده، الثلاثاء، أمام مبنى بلدية غازي عنتاب جنوبي تركيا، بعد أن سدت بوجهه سبل الحياة، وبات عاجزا عن توفير أدنى مقومات الحياة لأسرته، خصوصا بعد فصله من عمله قبل عامين.
ووفق صحيفة «زمان» التركية، فقد خلع الرجل ملابسه، وحاول إشعال النار في جسده، إثر رفض طلبه لقاء رئيسة البلدية المنتمية لحزب أردوغان.
وأثناء محاولته إحراق نفسه، تحدث الرجل على الملأ عن حياته، وقال إنه كان يعمل بالبلدية نفسها، وفصل منها قبل عامين.
وأضاف «أبنائي جائعون، وأنا عاطل عن العمل ولم أحصل حتى على تعويضاتي، كما أني لا أحصل على إعانة بطالة».
وسارع المحيطون به بإخماد النار باستخدام مطفأة حريق، قبل نقله إلى مستشفى بالمدينة رفقة عناصر من الشرطة.
وحسب أرقام رسمية صدرت في ديسمبر/كانون أول الماضي، بلغ عدد العاطلين عن العمل في تركيا 3.4 مليون شخص، ما خلق حالة من الإحباط واليأس وعدم الأمان الاجتماعي والاقتصادي في صفوف شريحة واسعة من المجتمع التركي، وفق مختصين.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز