قتيلان بمشاجرة بين الناخبين في استفتاء تركيا
مدينة ديار بكر التي تشهد معارضة شديدة لأردوغان شهدت مشاجرة قُتل على إثرها اثنان في خلاف حول عملية التصويت
في الساعات الأولى من التصويت على التعديلات الدستورية في تركيا، الأحد، قُتل شخصان في شجار قرب مركز اقتراع بمدينة ديار بكر المضطربة جنوب شرق تركيا.
وكان سبب المشاجرة هو أن أنصار حزب العدالة والتنمية أرادوا التصويت بدلاً من الناخبين الذين لم يحضروا من أجل التصويت على الاستفتاء الدستوري؛ ولهذا السبب أطلقوا النار على الأشخاص الذين منعوهم من فعل ذلك، بحسب ما ذكرت صحيفة "جريهات" التركية.
وديار بكر التي يتركز فيها الأكراد تشهد معارضة واسعة ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خاصة مع تواصل المعارك بين الجيش التركي وفصائل كردية يتهمها بالإرهاب؛ كونها تطالب بالانفصال وتكوين دولة كردية.
وسبق هذا الشجار وقوع هجوم شنه مسلحون أكراد على سيارة كانت تقل مسؤولا من حزب العدالة والتنمية الحاكم في جنوب شرق تركيا، قتل حارسه وأصيب حارس آخر.
وبخلاف ذلك تشهد بقية المدن التركية، حتى الآن، هدوءًا في علمية التصويت في الاستفتاء الذي من المقرر إذا رجحت الكفة لصالح "نعم" أن يحول نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، ويوسع صلاحيات الرئيس بدرجة غير مسبوقة منذ سنوات.
وتحدثت جهات معارضة للاستفتاء عن حدوث عملية تزوير في مدينة كوجالي شمال غرب تركيا.
ووفق ما نشرته جريدة "زمان" التركية المعارضة فإن كوجالي شهدت واقعة تلاعب في التصويت من خلال سيدة صوتت في صندوقين انتخابيين مختلفين.
وعلى الفور قام المراقبون التابعون لحزب الشعب الجمهوري المعارض باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
كما شهدت مدينة إسطنبول، انتشار اللوحات الدعائية لصالح نعم للدستور في أحد المقرات الانتخابية، بشكلٍ مبالغ فيه أثار غضب المتواجدين.
وفي حي أسكودار شوهد العديد من الصور الخاصة بليلة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/ تموز 2016، كمحاولة للتأثير على الرأي العام.
أمَّا مدينة حكاري فقد تم تعيين جميع أعضاء لجنة الإشراف على الصندوق الانتخابي رقم 212، من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ولم يتسن على الفور معرفة تعليق المصادر الحكومية حول صحة هذه الأمور.
وتتعلق أهم التعديلات الدستورية بصلاحيات الرئيس التركي فيما يخص القضاء وتعيين أو إقالة المسئولين، وفرض حالة الطوارئ، ومدة ولاية الرئيس، وعدد نواب البرلمان.
وستحدد نتائج الاستفتاء كذلك مستقبل علاقات تركيا المتوترة مع الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن أردوغان قال إنه سيعيد النظر في هذه العلاقات بعد الاستفتاء.
وتسببت الدعاية المكثفة لأردوغان في نشوب خلافات غير مسبوقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة؛ حيث سعى الرئيس التركي لعقد تجمعات دعائية غير مسبوقة للتصويت لصالح نعم في الاستفتاء في أوساط الجالية التركية في أوروبا.
ورفضت معظم الدول الأوروبية، وخاصة هولندا والسويد وألمانيا، إقامة هذه التجمعات "لأسباب أمنية"، وخوفا من نشوب اشتباكات بين المؤيدين والرافضين لأردوغان، وهو ما قابله الأخير بتصريحات نارية تتهم أوروبا بالعودة للنازية والفاشية وبالحرب على الإسلام.