ترامب وأردوغان.. 3 ملفات "شائكة" في أول لقاء
قضايا تنتنظر الرئيس التركي رجب أردوغان في لقائه المرتقب مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
حقيبة مثقلة بالملفات الشائكة، وتباعد في وجهات النظر بالعديد من القضايا، هكذا يكون اللقاء الأول داخل البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يصل إلى واشنطن، اليوم، في زيارة للولايات المتحدة تستمر يومين.
زيارة مهمة في توقيت صعب، فرياح المنطقة لم تأتِ بما تشتهيه سفن أردوغان، الذي ينتهج هذه الأيام ارتجالا سطحيا في صيانة علاقة أنقرة مع واشنطن، 3 ملفات مهمة يطرحها أردوغان داخل البيت الأبيض.
تسليح الأكراد
الملف الأصعب والأخطر في علاقة أنقرة بواشنطن، حيث يأتي اللقاء بين الطرفين من موافقة ترامب الأسبوع الماضي، على خطط لتزويد وحدات حماية الشعب الكردية بالسلاح في تقدمها صوب معقل تنظيم داعش في الرقة بسورية.
حيث ترى أنقرة الشريك الأساسي في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب على داعش أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن حركة تمرد في جنوب شرق تركيا منذ 3 عقود.
من الجانب الآخر، ترى واشنطن أن وحدات حماية الشعب كيان مختلف عن حزب العمال وشريك ثمين في الحرب على داعش.
تسليح الأكراد والذي يعتبر الصداع المزمن في رأس أردوغان، سيكون الملف الأول للنقاش مع الإدارة الأمريكية الجديدة، في الوقت الذي يحظى فيه هذا الملف توافق بين روسيا وواشنطن.
قبل الزيارة بأيام، ارتفعت وتيرة الاعتراض التركي على قرار واشنطن الخاص بتسليح الأكراد؛ حيث أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، في مقابلة أجرتها معه شبكة "بي بي سي" البريطانية، "لسنا بصدد إعلان حرب على أمريكا، بل حربنا متواصلة ضد المنظمات الإرهابية سواء كانت حزب العمال الكردستاني أو ذراعه في سوريا "الوحدات" الكردية".
وأوضح يلدريم أن هناك رسائل سيقوم أردوغان بنقلها إلى نظيره ترامب وهي نحن منذ البداية حلفاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وشركاء استراتيجيون، ويمكنكم محاربة الإرهاب في المنطقة بالتعاون مع تركيا فقط، وليس مع منظمات إرهابية أخرى.
وبعد القرار الأمريكي بخصوص الأكراد، قال مسؤولون أتراك إن تركيا قد تزيد من عملياتها العسكرية ضد المليشيات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة كرد فعل على قرار تزويدهم بالسلاح، ونقل بعض المسؤولين رسائل متعددة إلى نظرائهم الأميركيين مفادها بأن تركيا ستحتفظ بحق الرد.
فتح الله كولن
انقلاب فاشل في منتصف يوليو/تموز الماضي، تلته حملة اعتقالات واسعة مستمرة حتى الآن، أما خارجياً فشن أردوغان حملة من التصريحات النارية على حلفائه في أوروبا وواشنطن، مطالباً إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بتسليم رجل الدين فتح لله كولن، الذي يتهمه أردوغان بالرأس المدبر للانقلاب الفاشل.
فبعد الانقلاب بأيام أعلنت أنقرة أن أي دولة تحمي فتح الله كولن نعتبرها عدوة لتركيا"، كما طالبت رسمياً الولايات المتحدة الأمريكية القبض على كولن.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي وعلى هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الصين، ناقش أردوغان مع باراك أوباما تسليم كولن، وكان رد الإدارة الأمريكية حينها هو الرفض وأن أمر تسليم كولن سيكون قراراً قانونياً وليس قراراً سياسياً.
لم تنته حرب التصريحات، التي أطلقها أردوغان ضد واشنطن؛ حيث طالبهم بالاختيار بين أنقرة وبين فتح الله كولن، وكان الرد من الجانب الأمريكي واحدا؛ حيث طالبت أردوغان بتقديم أدلة دامغة تثبت تورط كولن بعملية الانقلاب.
ملف مهم يطرحه أردوغان في اللقاء مع ترامب، حيث أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن من ضمن الرسائل التي سينقلها أردوغان إلى ترامب خلال اللقاء هي "بما أننا دولتان صديقتان وشريكتان لذا ينبغي عليكم طرد زعيم منظمة كولن، خارج حدودكم، بعد استكمال العملية القانونية".
العمليات في سوريا
الملف السوري الذي يمثل حيرة لأردوغان، بين الروس والأمريكان؛ حيث أعلن قبل الزيارة أنه سيبحث العمليات المحتملة في منبج والرقة بسورية مع الرئيس الأمريكي.
فبعد عملية تنسيق كاملة مع الروس في الملف السوري، قام أردوغان بالإشادة بالضربة الأمريكية على مطار الشعيرات، تصريحات أردوغان حينها أغضبت حليفه بوتين.
أزمات وملفات شائكة يحملها أردوغان للإدارة الأمريكية، في وقت يسود التوتر علاقة أنقرة مع واشنطن من جانب، والاتحاد الأوروبي من جانب آخر.