تصادم تركي-أوروبي محتمل.. عقوبات وتغيير سياسات على الطاولة
تصريحات متطايرة بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي تنذر بتصادم وشيك، ووزراء أوروبيون يقترحون فرض عقوبات وتغيير سياسات اتفاق المهاجرين.
تبادل قادة أوروبيون ومسؤولون أتراك، الاثنين، التصريحات حول انتقادات الاتحاد الأوروبي لتعامل أنقرة مع الموظفين الحكوميين المفصولين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز الماضي، ووصفتها لوكسمبورج بأنها إجراءات "نازية".
وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان إسلبورن، الاثنين، إن تعامل تركيا مع الموظفين الحكوميين المفصولين تذكره بالأساليب التي استخدمها النازيون، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيضطر للرد على ذلك بفرض عقوبات إن آجلا أو عاجلا.
ومنذ محاولة الانقلاب العسكري في يوليو/تموز الماضي، تم اعتقال أو عزل أو إيقاف أكثر من 110 آلاف من الموظفين الحكوميين عن العمل في تركيا، من بينهم جنود وقضاة ومعلمون وصحفيون، فيما قال منتقدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنها حملة لقمع كل أشكال المعارضة.
وقال مسؤولون أتراك إن هذه الإجراءات مبررة بسبب التهديد الذي مثلته محاولة الانقلاب التي قتل خلالها أكثر من 240 شخصا بعد استخدام الجنود المارقين طائرات مقاتلة ودبابات، لقصف البرلمان ومبان أخرى.
وأشار إسلبورن إلى أن هناك أشخاصا جردوا من شهاداتهم الجامعية، وأن كثيرين لم يعد لهم مصدر للدخل، مضيفا: "أقول بوضوح إن هذه أساليب استخدمت خلال الحقبة النازية وهذا تطور سيء جدا.. لا يمكن للاتحاد الأوروربي قبوله ببساطة".
واقترح إسلبورن فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، مشيرا إلى أن 50% من الصادرات التركية تذهب إلى الاتحاد الأوروبي و60% من الاستثمارات في تركيا تأتي من الاتحاد، قائلا إنه "في وقت ما لن يكن لدينا أي خيار سوى تطبيق العقوبات للتصدي للوضع غير المحتمل لحقوق الإنسان".
ومن المقرر أن يستقبل وزير الدفاع النمساوي هانز بيتر دوسكوزيل نظراءه من دول وسط أوروبا، الاثنين والثلاثاء، لمناقشة أزمة الهجرة في الاتحاد الأوروبي في ضوء الوضع في تركيا.
اقرأ أيضا:
تقرير أوروبي يشير إلى "انتكاسة" لحرية الصحافة في تركيا
"جمهورييت".. الصحيفة التركية الأعرق التي تحولت لكابوس أردوغان
بوصلة تركيا تتجه نحو روسيا لتسوية الأزمة السورية
وفي السياق ذاته، أعرب وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس، الاثنين، عن رغبته في أن يشدد الاتحاد الأوروبي لهجته تجاه أنقرة، ردا على حملة القمع الجارية في تركيا، وأن يعدل عن تقديم المليارات الموعودة في حال لم تحترم هذه الدولة اتفاقها مع بروكسل حول الهجرة.
ودعا كورتس إلى إدراج مسألة تركيا على جدول أعمال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يرتقب عقده الاثنين المقبل، معربا عن أمله في أن يقرر المجتمعون "سياسة أوروبية مختلفة" حول هذا الموضوع.
وعلى الجانب الآن، رفضت تركيا، الاثنين، أمام سفراء دول الاتحاد الأوروبي في أنقرة انتقادات بلدانهم لحملة التطهير الواسعة التي أعقبت محاولة الانقلاب، وفق ما أعلن وزير الشؤون الأوروبية التركي عمر جيليك، الذي قال إن العلاقات الأوروبية التركية تمر بمرحلة "هشة" للغاية.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز