مناورات اليونان وتركيا بالمتوسط.. هل تندلع شرارة الحرب؟
أنقرة تتحين الفرصة لإشعال الشرارة، مع استخدامها لكلمة الحرب ضمن خطابها العدائي تجاه اليونان، وفق مجلة "التايم"
تجري تركيا مناورات عسكرية في شرق المتوسط، الأسبوع المقبل، بالتزامن مع تخطيط اليونان لمناورات مشتركة مع قبرص وفرنسا وإيطاليا.
ودفعت تلك التطورات مجلة "التايم" الأمريكية إلى السؤال هل تندلع شرارة الحرب بين تركيا واليونان في ظل التصعيد غير المسبوق؟.
وذكرت المجلة أن النزاع في شرق البحر المتوسط جذب اهتمام العالم نظرا لحجم التوترات التي تشهدها المنطقة، لاسيما النزاع بين تركيا واليونان.
ويحمل المجتمع الدولي تركيا مسؤولية التصعيد على خلفية قيامها بالتنقيب عن موارد للطاقة في مناطق بحرية ضمن حدود اليونان.
وأشارت المجلة، في تقرير مطول، إلى أنه منذ بداية التوتر منتصف أغسطس/ آب الجاري، أجج التنقيب التركي عن الغاز بالمنطقة الصراع ما دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للتحذير من أن "أي شرارة صغيرة قد تؤدي إلى اشتعاله وتتسبب في كارثة".
ودفع ذلك تركيا للإعلان عن إجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية قبالة الساحل الشمالي لقبرص الأسبوع المقبل، حيث تخطط اليونان أيضا لمناورات بحرية مع فرنسا وقبرص وإيطاليا.
وبالفعل، يبدو أن أنقرة تتحين الفرصة لإشعال الشرارة، مع استخدامها لكلمة الحرب ضمن خطابها العدائي تجاه اليونان.
وعن سبب التوتر في المنطقة في الوقت الراهن، قالت المجلة إن لدى تركيا واليونان مطالب بأحقية السيطرة على جزر عدة متداخلة في المياه الفاصلة بينهما، وهي مياه غنية بالغاز في شرق البحر المتوسط.
لكن النزاع تضرب جذوره تاريخيا واستراتيجيا وعسكريا، ويشمل ذلك الوضع في قبرص، والحروب في ليبيا وسوريا، والصراعات الدائرة على النفوذ في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن جذور العداء اليوناني التركي تمتد إلى ما قبل إنشاء الجمهورية التركية الحديثة، لكن على مدار نصف العقد الماضي، تركزت أخطر النزاعات حول وضع قبرص.
ويأتي تدفق المهاجرين عاملا آخر من عوامل التوتر بين اليونان وتركيا وخاصة عقب تنفيذ أردوغان تهديده بـ"فتح البوابات" للسماح لعشرات الآلاف من طالبي اللجوء بالعبور إلى اليونان، مما أثار رد فعل غاضب من أثينا، كما اتهم الاتحاد الأوروبي أنقرة باستخدام المهاجرين كأداة للمساومة.
وتوترت العلاقات أكثر في يوليو/ تموز الماضي بسبب تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، وأدى ذلك إلى إحياء نزاع دام لقرون حول أحد أكثر المباني الدينية في العالم، وأثار غضب روسيا واليونان، وهما مركزا المسيحية الأرثوذكسية.
زفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقعت تركيا اتفاقًا بحريًا مع حكومة الوفاق غير الدستورية في طرابلس، يسمح بتوسيع عمليات الحفر التركية في شرق البحر المتوسط.
لكن أردوغان استغل الاتفاق لتدخل تركيا عسكريًا في ليبيا لدعم المليشيات المسلحة في طرابلس.
وفي وقت سابق من أغسطس/ آب أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الذي وصف التوغل التركي في ليبيا بأنه "إجرامي"- طائرتين مقاتلتين من طراز رافال وفرقاطة بحرية لدعم اليونان.
واتخذت فرنسا، إلى جانب اليونان وقبرص، موقفًا قويًا ضد تركيا، مقارنة بالنهج الأكثر تصالحية الذي يفضله الاتحاد الأوروبي، خصوصا من دول مثل ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا.