وثائق تكشف تمويل استخبارات تركيا لحركة الشباب الصومالية الإرهابية
كانت حركة الشباب الإرهابية أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم المسلح الذي وقع الثلاثاء، في العاصمة الكينية نيروبي، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص
كشف موقع سويدي، الأربعاء، أن جهاز الاستخبارات التركي، الذي يترأسه شخصية موالية لإيران، متورط في تحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة "الشباب" الإرهابية في الصومال، عبر وسيط كان معتقلاً سابقاً في "جوانتانامو".
كانت حركة الشباب الإرهابية أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم المسلح الذي وقع أمس الثلاثاء في العاصمة الكينية نيروبي، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص.
وقال موقع "نورديك مونيتور – Nordic Monitor"، المتخصص في تتبع الحركات المتطرفة، إن الحكومة الأمريكية رصدت التحويل المالي، وطالبت بإجراء تحقيق حول الشبكة التي سمحت بتمويل حركة "الشباب"، لكن الحكومة التركية تسترت على التحقيق الذي تم إجراؤه بعد تلقي إخطار من ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية آنذاك.
ووفقاً للمعلومات الواردة في صحيفة الاتهام في قضية اغتيال السفير الروسي، أندريه كارلوف، في العاصمة التركية أنقرة في 19 ديسمبر/كانون الأول 2016، على يد ضابط شرطة ذي صلة بتنظيم القاعدة يُدعى مولود ميرت ألتنتاش، زعمت الحكومة التركية أنها لم تعثر على دليل حول هذا التحويل المالي.
وجاء في صحيفة الاتهام المقدمة إلى المحكمة في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 أن مكتب كوهين نقل معلومات للحكومة التركية، تبين أن مواطنا يُدعى إبراهيم شين (37 عاماً) كان متورطاً في تحويل مبلغ بقيمة 600 ألف دولار إلى حركة الشباب الصومالية في سبتمبر/أيلول 2012.
وقال "نورديك مونيتور" إن حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زعمت أن هيئة التحقيق في الجرائم المالية، وهي وكالة حكومية تابعة لوزارة المالية والخزانة يرأسها صهر أردوغان بيرات ألبيرق، لم تجد أي دليل على هذا التحويل.
وأضاف الموقع السويدي أن حكومة أردوغان أرادت التكتم على التحقيق مع شين، والذي كان يعمل لدى وكالة الاستخبارات التركية لنقل الإرهابيين من وإلى سوريا.
ووفقاً لملف التحقيق الذي نُشر في يناير/كانون الثاني 2014، أعتُقل شين في باكستان بسبب علاقته بتنظيم القاعدة ونقل إلى "جوانتانامو" ومكث هناك حتى عام 2004، قبل أن يقرر المسؤولون الأمريكيون تسليمه إلى تركيا.
وجاء في ملف التحقيق أن شين عمل مع جهاز الاستخبارات التركي منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، وقال الموقع السويدي إنه كان يتمتع بغطاء سياسي من قبل الحكومة وجهاز الاستخبارات التركية، وبدا ذلك من خلال خروجه من مشكلات قانونية لأكثر من مرة.
وفي عام 2014، ألغت الحكومة التركية التحقيق وسرحت قادة الشرطة، والمدعين العامين، والقضاة الذين شاركوا في محاكمة شين وشركائه.
ولفت "نورديك مونيتور" إلى أن أجهزة التنصت التي حصل عليها المدعون العامون بموجب أمر من المحكمة كشفت أن شين على صلة بجهاز الاستخبارات التركي.
وأوضح الموقع أن شين استخدم منظمات غير حكومية، من بينها هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات، لإخفاء الشحنات غير القانونية المرسلة إلى الإرهابيين في سوريا.
وتعرفت الشرطة التركية على 3 أشخاص متورطين في تهريب البضائع إلى سوريا مع شين، وهم عمر فاروق اكسابزيجي، ورجب شامدالي، وإبراهيم خليل الجي، ويعملون في فروع مختلفة لهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات.
وأظهرت سجلات التنصت على المكالمات الهاتفية بين شين وشركائه كيفية تخطيطهم لاستخدام سيارات الإسعاف في نقل البضائع للإرهابيين بعد قرار منع عبور الشاحنات إلى سوريا.
وأشار الموقع إلى أن أردوغان أبدى اهتمامه بالصومال منذ عام 2011، وأمر بتشييد أكبر مجمع لأكبر سفارة تركية في مقديشيو، وبناء مركز تدريب عسكري ومدرسة عسكرية هناك.