قيصري.. كيف أشعلت معلومة «مغلوطة» تركيا وسوريا؟
إحراق جماعي لممتلكات السوريين وأعمال شغب واعتداءات؛ هكذا قضت ولاية قيصري، وسط تركيا، ليلة صعبة طويلة، مساء الأحد، بعد شرارة إلكترونية.
وأشعل الشرارة انتشار مقطع فيديو يُظهر "تعدي شاب سوري الجنسية على طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات"، قيل في البداية إنها تركية، قبل أن تتبين السلطات أنها سورية.
وعلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الهجمات التي نفذها أتراك على منازل وممتلكات تعود لسوريين، في مدينة قيصري، واصفا إياها بأنها "أمر غير مقبول، بغض النظر عمن كانوا ومن قام بها".
واعتبر أن "أحد أسباب الأحداث المحزنة، التي تسببت بها مجموعة صغيرة في مدينة قيصري، هو الخطاب المسموم للمعارضة التركية".
وتفصيلا، ذكرت وسائل إعلام تركية أن العشرات من الأشخاص استهدفوا متاجر وممتلكات لسوريين بالولاية بعد اعتقال سوري للاشتباه في "تحرشه بقاصر"، مع تداول فيديو للاعتداء على منصات التواصل الاجتماعي وانتشار الأخبار المحرضة ضد اللاجئين.
الأشخاص الأتراك قادوا هجوما على عدة أصعدة؛ إذ أظهرت العديد من مقاطع الفيديو المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، تأكدت وكالة "فرانس برس" من صحتها، لتحطيم نافذة محل بقالة، يُزعم أنه بإدارة تجار سوريين، قبل أن يُضرم الفاعلون النار فيه.
كما أوضحت مقاطع فيديو أخرى عمليات حرق محال تجارية مختلفة، واستهدافا لسيارات بعض السوريين، ورمي البيوت بالحجارة وتكسير زجاج النوافذ.
كما عمل شبان، بواسطة حجارة وأدوات معدنية، على تحطيم دراجات نارية ومركبات في المنطقة نفسها.
وذكرت وكالة "دوغان" الخاصة للأنباء (دي إتش إيه) أن مثيري الشغب استهدفوا ممتلكات أخرى تعود لسوريين.
بدورها، انتشرت قوات من الشرطة التركية لمحاولة استعادة النظام، ودعت ولاية قيصري السكان إلى ضبط النفس.
واقعة تحرش
الدعوة جاءت في بيان للولاية نص على أنه "في 30 يونيو/حزيران، في منطقة دانشمنت غازي بولايتنا، تحرش شخص سوري بطفلة سورية صغيرة".
وأكد البيان أنه "جرى اعتقال المتهم من قبل وحدات الأمن، ووُضعت الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة".
البيان مضى قائلا، إن "الولاية تتابع الأمر بعناية فائقة، ودعت المواطنين إلى التحلي بالهدوء، وعدم الانخراط في أي أعمال غير مصرح بها من قبل السلطات الرسمية".
كما لفت البيان إلى أن "المتهم والطفلة أقرباء من أصحاب الجنسية السورية".
ومن جانب آخر، بدأ تداول معلومات حول "معاناة المتهم من اضطرابات عقلية"، إلا أن أعمال الشغب استمرت.
والأضرار طالت أيضا قوات الشرطة، إذ ذكرت وسائل إعلام محلية أن أحداث الشغب في ولاية قيصري أسفرت عن إصابة 14 ضابط شرطة ورجل إطفاء.
بدورها، أعلنت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، "وضع الطفلة الضحية وإخوتها ووالدتها تحت حماية الدولة بعد الإجراءات في مركز الشرطة، وبدأت فرق الخبراء عملية دعم نفسي واجتماعي للطفلة وعائلتها".
تعليق الداخلية
من جانبه، أدان وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، الاعتداءات التي وقعت على ممتلكات السوريين.
وأوضح كايا أنه تم القبض على شخص سوري يدعى (إ.أ) من قبل مواطنين "بعد اتهامه بالتحرش بطفلة سورية من أقاربه" وتم تسليمه إلى قوات الأمن، مؤكدا أنه تم فتح تحقيق فوري في الحادث.
الوزير التركي أشار إلى أنه على الرغم من هذا الإجراء، تجمّع عدد من المواطنين في المنطقة وارتكبوا "أعمالا غير قانونية لا تتماشى مع القيم الإنسانية، حيث دمروا ممتلكات تعود لسوريين، بما في ذلك منازل ومحال وسيارات". موضحا "خلال تدخل قوات الأمن لفض هذه الأعمال، تم اعتقال 67 شخصا، وتفرق التجمع بعد الثانية فجرا".