قيصري..«تلة الرماد» تشعل تركيا وسوريا
إذا أخبرت تركياً أنك ستزور قيصري، فحتما سيوصيك بتذوق طبق "المانتي" اللذيذ، والاستماع بجمالها الطبيعي وقلاعها الضاربة في عمق التاريخ
ومنذ يومين، تتصدر مدينة قيصري وسط تركيا، عناوين ونشرات الأخبار، بعد مهاجمة ممتلكات سورية وإشعال النيران فيها، على خلفية مزاعم بتحرش سوري بقاصر.
وسرعان ما امتدت ألسنة الغضب إلى مناطق سورية تسيطر عليها المعارضة المسلحة، حيث شهدت احتجاجات مناهضة لتركيا، تخللها هتافات رافضة للتعامل مع اللاجئين السوريين في هذا البلد المجاور.
أحداث قيصري، لم يتجاهلها المسؤولون الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أكد أن حرق بيوت الناس وإضرام النار فيها أمر مرفوض، متهما المعارضة بتأجيج هذه المشاعر عبر خطابها الذي وصفه بـ"المسموم".
قيصري.. قلب الأناضول
قيصري هي واحدة من 81 مقاطعة في تركيا، وتقع في منطقة الأناضول الوسطى.
تُعتبر المدينة أيضا واحدة من مراكز الثقافة والعلوم والفنون والسياحة في تركيا. وتعد من أقدم مراكز الحضارة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى 6000 عام. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في مواقع تركية بينها الجامعة التي تحمل اسم المدينة.
تقع قيصري على طرق التجارة الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، وتحتل المرتبة 15 من حيث عدد السكان في البلاد بمليون ونصف المليون نسمة، وتضم 16 منطقة، وفق صحيفة "ملييت"
"مزاكا" ما بين الأمس واليوم
كانت قيصري التي تعد من بين أقدم مدن العالم، تُعرف بـ"مزاكا" واستمر هذا الاسم حتى العصر الروماني الذي أطلق عليها "قيصرية" أي مدينة الإمبراطور.
وبعد أن فتح الأتراك الأناضول، أطلقوا على المدينة اسم قيصري.
متحف في الهواء
يصفها الكثيرون بأنها متحف في الهواء الطلق بقلعتها من العصر الروماني ومقابرها من العصر السلجوقي، وأطلال كولتيبي التي يعود تاريخها إلى 6 آلاف عام.
تم بناء قيصري على سفوح "إرجييس" أعلى جبل في المدينة، حيث يبلغ ارتفاعه 3916 متراً.
وجبل "إرجييس" عبارة عن مجموعة من التلال البركانية الثانوية على صدره وسفوحه. وهو قبلة لرياضات تسلق الجبال والسياحة الشتوية.
تعتبر قلعة قيصري من بين المواقع التاريخية الشهيرة في المدينة، والتي تم بناؤها لاتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد الهجمات والاحتلالات في الماضي.
ويعتبر المسجد الواقع بجوار القلعة من أكبر المساجد التي بقيت من عصر السلاجقة.
ولا تكتمل زيارة قيصري بدون المرور على مستنقعات السلطان الواقعة عند سفوح إرجييس، والمعروفة باسم جنة الطيور، حيث بإمكان الزائر رؤية الطيور المهاجرة التي تأتي من أفريقيا وأوروبا لتعشش في الأراضي الرطبة كل ربيع.
"تل الرماد"
ولا يفوتك أيضا زيارة منطقة "كول تبه" الأثرية (تل الرماد)، التي تشتهر بالألواح الطينية والقطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين،
وتعتبر "كول تبه" أحد أهم مواقع التنقيب في تركيا، حيث اكتشف علماء الآثار بقايا قطع أثرية من عصور قديمة تعاقبت على المدينة.