باحث فرنسي: 4 عوامل تجعل الطلاق بين تركيا والغرب حتميا
تدهور علاقات تركيا بحلفائها في حلف الناتو والتوتر مع الولايات المتحدة جراء التقارب مع روسيا وقمع الحريات
اعتبر الباحث الفرنسي برنو تيرترايس أن هناك طلاقا حتميا بين تركيا والغرب، نتيجة لأربعة عوامل، أبرزها تدهور علاقات أنقرة بحلفائها في حلف شمال الأطلسي الناتو والتوتر مع الولايات المتحدة وقمع الحريات.
وقال نائب مدير مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية، في تحليل لصحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، إن العلاقات بين واشنطن وأنقرة تدهورت بشكل كبير واستدارت تركيا نحو روسيا، في ظل خطر التشكيك في عضويتها بحلف شمال الأطلسي "ناتو".
- مجلة ألمانية تحذر: تركيا خطر على السائحين
- موقع فرنسي: "سلطان الظل" في تركيا يدير عمليات أردوغان القذرة
وأشار الباحث الفرنسي إلى أن مكانة تركيا في "الناتو" باتت مسألة نقاش حقيقية، لافتاً إلى أن الأمر يتعلق النزاع المباشر بين واشنطن وأنقرة بحصول الأخيرة على أنظمة دفاع جوي من روسيا.
وتابع: "ردا على ذلك، قررت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وقف تسليم قاذفات المقاتلة الأمريكية من طراز اف – 35، وطرد تركيا من برنامج التدريب الرئيسي على المقاتلات".
التوتر بين واشنطن وأنقرة
ووفقاً للباحث الفرنسي، فإن بداية التوترات بين البلدين تعود إلى عام 1990، منذ عمليات البلقان، حيث سعت أنقرة إلى إعادة الاتصال بالنفوذ القديم، والتوغلات التركية في الشرق الأوسط، بداية من عام 2003 ورفض تركيا استغلال أراضيها لعبور قوات التحالف الدولي المتجهة إلى العراق، واختلاف الرؤى بين تركيا وحلفائها فيما يتعلق بالملف السوري عام 2014.
وأوضح أن هذه الأزمة كانت موضوع صراع مفتوح بين تركيا والغرب.
وأضاف تيرترايس أن الغرب يدعم القوات الكردية التي تكافح تنظيم "داعش" الإرهابي، فيما تعتبر أنقرة هذه القوات خطراً على تركيا وتسعى إلى قمعهم.
حيلولة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
من جهة أخرى، فإن العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي لم تكن أفضل حالاً من الولايات المتحدة، حيث إن السياق السياسي بين أنقرة وبروكسل أكثر تعقيداً، بعد رفض أوروبا أي احتمالية لانضمام تركيا إلى التكتل.
كما أن العديد من الحكومات الأوروبية منزعجة من النفوذ التركي في بلادهم، فضلاً عن اعتراف الدول الأوروبية بالإبادة الجماعية للأرمن، وفقاً للباحث الفرنسي.
قمع الحريات في تركيا
ومن بين العوامل التي تؤجج التوتر بين تركيا والغرب، كما يراها الباحث الفرنسي هي جنون العظمة لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016، باتهامه للقوى الغربية أنها وراء محاولة الانقلاب والسعي بأي طريقة لحماية مراكز سلطته بالقمع والاعتقالات على الصعيد الداخلي، والتوسع في شراء الأسلحة من أنظمة معادية لحلفائه في الناتو على الصعيد الخارجي.
وأضاف تيرترايس أن تركيا تواجه عقوبات بموجب القانون الأمريكي، بعد شراء المنظومة الروسية، موضحاً أنه رغم المحاولات عرقلة تنفيذ العقوبات على تركيا لحين التوصل إلى حل وسط، ولكن لا يبدو أن هناك أي حلول في الأفق.
أردوغان خطر على "الناتو"
ويرى تيرترايس أن الأزمة بين تركيا والغرب تتفاقم، في ظل لجوء أردوغان إلى روسيا حيث تتوافق المصالح بين البلدين جزئياً اقتصادياً وتكتيكياً، فيما يتعلق بالطاقة والأسلحة الروسية، رغم تضاد المصالح في سوريا.
ورجح انفصال تركيا عن شراكتها مع الغرب، لأنه من المفترض أن يشترك أعضاء "الناتو" في القيم والمصالح نفسها، وهذا الشرط غير متوفر مع أنقرة.
علاوة على ذلك، لا يُتوقع إجراء لاستبعاد دولة من الناتو؛ لأن القانون الأساسي للحلف لا ينص على ذلك، ولكن الخطر يكمن في إراقة أردوغان الدماء واتخاذ قرارات تضر بالحلف، معتبراً أن سياسات أردوغان تتسبب في تفكك حلف "الناتو".
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC42NSA=
جزيرة ام اند امز