"التايمز": أردوغان يقمع الأكراد بالاعتقالات والغاز المسيل
صحيفة التايمز حذرت من أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ حملة قمعية ضد الأكراد في مدن عدة جنوب شرقي البلاد
حذرت صحيفة "التايمز" البريطانية من حملة قمعية يشنها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الأكراد في مدن عدة جنوب شرقي البلاد.
وقالت الصحيفة إن الشرطة التركية تستخدم الغاز المسيل للدموع، وتبني الحواجز لمحاصرة عدة مدن تركية بينها ديار بكر وماردين وفان، كما تعاقب موظفين تتدعي أنهم على علاقة بالداعية فتح الله غولن بوقفهم عن العمل بعد أن خرج المتظاهرون احتجاجا على إقالة مسؤولين منتخبين.
وشهدت مدن ديار بكر وفان وماردين جنوب شرقي تركيا، الأسبوع الماضي، احتجاجات عارمة، نددت بقرار أردوغان "الديكتاتوري" القاضي بعزل رؤساء 3 بلديات "أكراد" منتخبين من مناصبهم واستبدالهم بـ"وصاة" معينين بقرارات إدارية.
وأشارت الصحيفة إلى أن متاريس قوات شرطة مكافحة الشغب تحاصر مبنى دار بلدية "ديار بكر"، وفي المقاهي القريبة يتحدث الموظفون الموقوفون عن العمل عن حملة القمع الأخيرة التي شنها الرئيس أردوغان من أجل السيطرة على جميع المجالس التي يديرها أكراد انتخبوا قبل 5 أشهر.
وقال فرات أيدين، 43 عاما، وهو أحد العشرات من الموظفين الموقوفين من بلدية ديار بكر: "لا نحتاج إلى التصويت مجددا لأنهم لا يحترمون أصواتنا أبدا. إنهم يوضحون لنا أن جميع مؤسسات الدولة هي منظماتهم".
وتقع ديار بكر، التي تعد العاصمة الفعلية للمنطقة الكردية في تركيا، على بعد 900 ميل من إسطنبول وتعصف بها الصراعات منذ فترة طويلة، حيث هدم حي "سور" التاريخي في قلب المدينة بالكامل تقريبا منذ انهيار وقف إطلاق النار بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني.
واشترت الدولة منازل قسرا، وتقوم ببناء حي "سور" جديد، غير أن السكان القدامى، وهم أفقر الناس في ديار بكر، لن يتمكنوا من العيش في فيلات جديدة وانزلقوا إلى أبراج الضواحي الخارجية.
وفي إطار حملة أردوغان القمعية، أغلقت السلطات المئات من الجمعيات النسائية ومراكز اللغة والفنون بمقتضى مرسوم رئاسي.
كما استولت أنقرة على المجلس، الذي يديره حزب "الشعب الديمقراطي"، الحزب الكردي الرئيسي، بعد اتهامه بمساعدة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وهي تهمة لم تنظر أمام القضاء قط.
ورجحت الصحيفة أن أردوغان يحاول استعادة الدعم الشعبي من خلال إثارة الغضب ضد حزب "العمال الكردستاني"، وتمزيق التحالف المبدئي الذي شكله العلمانيون والأكراد ضده في انتخابات مارس/آذار الماضي.
وأعلنت وزارة الداخلية التركية عزل رؤساء بلديات ديار بكر (عدنان سلجوق مزراقلي) وماردين (أحمد ترك) ووان (بديعة أوزغوكتشه أرطان) بدعوى "انتمائهم لتنظيم إرهابي"، في إشارة لحزب العمال الكردستاني، حسب صحيفة "جمهورييت" المعارضة.
وزعمت الداخلية التركية أنها اتخذت هذا الإجراء كتدبير مؤقت بموجب قانون البلديات رقم 5393 من المادة رقم 127 من الدستور؛ لحين انتهاء التحقيقات بحقهم وأن لديها أدلة تثبت إدانتهم.
وتشهد محافظات شرق وجنوب شرق تركيا انتهاكات أمنية كبيرة بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني، حيث تشن السلطات من حين لآخر حملات اعتقال واسعة بها تستهدف الأكراد؛ بزعم دعمهم الحزب المذكور، ما يدفعهم للتظاهر بين الحين والآخر رفضا للقمع.
وأمام ذلك، أكدت وسائل إعلام تركية أن قرار عزل الرؤساء المنتخبين جاء تنفيذا لتهديد سابق لـ"أردوغان"، حيث هدد في مارس/آذار الماضي بـ"عزل وحبس" الأكراد الفائزين برؤساء البلديات بدعوى أنهم قيد الملاحقة القضائية.
ورؤساء البلديات الثلاثة المقبوض عليهم فازوا بأغلبية الأصوات في انتخابات 31 مارس/آذار الماضي؛ حيث حصل مزراقلي على 62.93% من الأصوات وترك على 56.24% وبديعة على 54%.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز