موقع فرنسي: "سلطان الظل" في تركيا يدير عمليات أردوغان القذرة
موقع "أتلنتيكو" الفرنسي يكشف مسيرة متطرفة لرئيس جهاز الاستخبارات التركية في إدارة عمليات أردوغان المشبوهة داخليا وخارجيا
كشف موقع إخباري فرنسي أدوارا خفية مشبوهة وصفها بـ"المتدنية القذرة" يقوم بها رجل الظل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان داخليا وخارجيا.
وتحت عنوان "جهاز الاستخبارات التركية: رجال الأعمال القذرة للرئيس أردوغان"، ذكر موقع "أتلنتيكو" الفرنسي أن أردوغان كان يحتاج إلى أنصار مخلصين يضمن ولاءهم، لبقاء حكمه وضمان استمراريته.
وتابع أنه وجد ذلك في رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان أو ما يطلق عليه "سلطان الظل" في تركيا.
وأوضح الموقع الفرنسي أن هذه الشخصيات تدير الملفات الحساسة والقذرة بينها "الأكراد، سوريا، إسرائيل، وأنصار الداعية فتح الله غولن".
ورأى الموقع أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي استوحى مبادئه من تنظيم الإخوان الإرهابي، استفاد من دعم أنصار غولن خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات ثم تخلص منهم، بعد نفي زعيمهم فتح الله غولن بعدما اختلف مع جهاز الاستخبارات التركية.
وأشار إلى أن أردوغان تخلص من أنصار غولن الذين رآهم يشكلون تهديدًا على استمرار نظامه في السلطة بإيعاز من الاستخبارات.
وأكد الموقع الفرنسي أن محاولة الانقلاب الفاشل المزعومة عام 2016 التي يتشكك البعض بأنها أيضًا من تدبير الاستخبارات، كانت ذريعة لشن حملة اعتقالات واسعة وفصل وقمع المعارضين، بزعم أنهم أنصار غولن، حتى لو كان ذلك بدون دليل.
وقال إنه في تركيا لا تحتاج إلى دليل للسجن، فإن جهاز أردوغان السري يستطيع فعل أي شيء من أجل الحفاظ على "السلطان الجديد"، بحسب وصف الموقع الفرنسي.
ولفت الموقع إلى أن عملية سجن الصحفيين وإدارة الملفات الحساسة في الدولة والعمليات الخارجية لا يديرها أردوغان بمفرده إنما هناك جنود في الصف الخلفي مهمتهم إعادة العامة إلى مكانهم لمنع الانتقادات حتى أصبح المعلمون والكتاب والنساء خاصة الأكراد ضحية لاستبداد النظام.
وتابع أنه في الوقت نفسه يتظاهر النظام التركي بمناخ العلمانية بما يرضي "الديمقراطيين الأوروبيين" الذين لم يفهموا تلك اللعبة بعد وظنوا لسنوات أن تركيا ضامن للعلمانية.
وأكد الموقع أن قائد هذه الأوركسترا هاكان فيدان، سلطان الظل، رئيس الاستخبارات التركية الذي يضمن بقاء أردوغان في الحكم واستقراره، والمتخصص في العمليات الداخلية والخارجية.
صعود سلطان الظل
الموقع الفرنسي قال إنه في عام 1986 بدأ هاكان فيدان حياته المهنية في سن 18 عامًا كضابط صف حتى استقال عام 2001 لمتابعة الدراسات العليا، في جامعة ماريلاند بالولايات المتحدة.
وأضاف أنه أشرف أيضا على رسالة علمية باللغة الإنجليزية بجامعة "بيلكنت" (تركيا) عن الدبلوماسية التركية في عصر المعلومات، ثم تم تعيينه في وكالة الطاقة الذرية في فيينا ثم معهد الأمم المتحدة للبحث والتطوير في جنيف.
وأشار إلى أنه انضم إلى مركز أبحاث المعلومات والتنمية والتحقق من التقنيات في لندن، ثم عاد إلى تركيا ليترأس الوكالة التركية للمساعدة الإنمائية، وفي عام 2007 تم تعيينه نائب مساعد وزير الدولة لحكومة أردوغان.
ومن خلال هذا المنصب رسخ فيدان نفوذه، بجانب قناعاته السياسية والدينية، ثم شارك في أول محادثات سرية بـ"أوسلو" مع حزب العمال الكردستاني، و(الحركة الكردية الماركسية اللينينية الانفصالية لقائدها عبدالله أوجلان).
وفي عام 2009، انضم فيدان إلى جهاز الاستخبارات التركية، وعين مديرًا للجهاز عام 2010، وكان عمره آنذاك (42 عامًا) وتخلى عن منصبه لمدة شهر واحد في عام 2015 للدخول في السياسة، لكن أردوغان أقنعه بقوة بالعودة إلى جهاز الاستخبارات التركية لأنه يحتاج إليه.
المشكلة الكردية
ووفقًا للموقع الفرنسي، فإن فيدان كان عرابًا للعديد من أنشطة جهاز الاستخبارات التركية، على رأسها الملف الكردي الأكثر حساسية للنظام التركي.
وأوضح "أتلنبكو" أن سلطان الظل لأردوغان تولى الملف الكردي عام 2011 بالمشاركة في المفاوضات السرية مع حزب العمال الكردستاني بعد الهجوم الذي استهدف 12 جنديًا في ديار بكر".
وتابع "نتيجة لاشتراكه في تلك المفاوضات وقع تحت طائلة القانون الذي ينص على حظر أي موظف بالدولة الاتصال بالمنظمة المصنفة إرهابية في تركيا وتلقى استدعاء قضائيا بهذا الشأن".
وأشار الموقع إلى أن أردوغان لإخراج رئيس استخباراته وإنقاذه من الموقف أصدر مرسومًا يعفي موظفي جهاز الاستخبارات التركية للرد على طلبات المحاكم القضائية دون إذن منه.
وأكد أنه بعد استئناف مفاوضات السلام أمر أردوغان بسجن أوجلان مدى الحياة في جزيرة سجن إميرالي وذلك بإيعاز من فيدان الذي كان مشاركًا في المفاوضات.
كما أن جهاز الاستخبارات التركية المسؤول عن عمليات التصفية الكردية وعمليات التطهير العرقي التي يشنها أردوغان ضد الأكراد.
أنصار غولن
في فبراير/شباط 2012، اكتشف جهاز الاستخبارات التركية الميكروفونات المثبتة في المنزل والمكاتب التابعة لأردوغان، حيث كان رئيسًا للوزراء آنذاك، في أنقرة، ووجهت الاستخبارات الاتهام مباشرةً إلى أنصار غولن وشكر أردوغان جهاز استخباراته، بحسب الموقع.
ووفقا لـ"أتلنتيكو" اندلعت في ديسمبر/كانون الأول 2013، فضائح فساد متورط فيها أعضاء من الحكومة وعائلة أردوغان، ووجه جهاز الاستخبارات التركية الاتهام مباشرة إلى أنصار غولن بالتسبب في هذه الفضائح.
وقال إنه بعد ذلك تم إطلاق عمليات تطهير متتالية، حيث يحدد جهاز الاستخبارات الداخلية المشتبه بهم الذين يتعاونون مع حركة غولن، وفقًا .
وأوضح الموقع الفرنسي أن أردوغان شعر بخطر التمرد المحتمل للنظام السياسي والقضائي، فسارع بالإفراج عن بعض المعتقلين العسكريين، مشيرًا إلى أن جهاز الاستخبارات التركية هو المسؤول أيضًا عن مطاردة العديد من أعضاء أنصار غولن في الخارج وتسليمهم إلى أنقرة.
وتابع "كما تشرف الاستخبارات التركية على المدارس الخاصة الأجنبية في أنقرة التي تفضلها الطبقات المتوسطة والمدارس التركية في الخارج، ولا تتردد أنقرة في الانخراط في شكل من أشكال الابتزاز مع السلطات السياسية الأجنبية لإغلاق هذه المدارس، مثلما فعلت مع فرنسا بالتهديد بإغلاق المدارس الفرنسية في تركيا إذا لم تمتثل باريس بالموافقة على مدارس تركية في فرنسا".
ودلل الموقع الفرنسي على مثال آخر بإغلاق 17 دولة أفريقية وفي آسيا الوسطى مدارس تركية لمجرد شكوك بالانتماء إلى شبكة غولن.
ملف العلاقات التركية الإسرائيلية
ولفت الموقع الفرنسي إلى أنه على الصعيد الدولي كانت العلاقات بين أجهزة المخابرات التركية والإسرائيلية ممتازة في الثمانينيات والألفينيات حتى تدهورت العلاقات بينهما بشكل كبير خاصة في مايو/أيار 2010 عندما قُتل عشرة نشطاء في حادث السفينة التركية "مافي مرمرة" على يد قوات الجيش الإسرائيلي، وذلك بعدما حاولت السفينة دخول قطاع غزة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل.
ووفقًا للموقع فإن أنقرة تحاول المتاجرة بالقضية الفلسطينية، حيث يطمح أردوغان لتولي قيادة دعم القضية الفلسطينية في العالم الإسلامي، ليظهر بطلاً لدى الفلسطينيين.
وأضاف "لكن في حقيقة الأمر للضغط على الإسرائيليين لتسيير مصالحه، مشيرة إلى واقعة اتهام الصحافة الأمريكية عام 2013 جهاز الاستخبارات التركية بمنح طهران هوية عملاء تابعين للمخابرات الإسرائيلية في إيران وتم إعدامهم".
الملف السوري
الموقع الفرنسي قال إن جهاز الاستخبارات التركية كان مقتنعًا بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط سريعًا بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وقرر أردوغان تقديم المساعدة للتنظيمات المسلحة في سوريا حتى أصبحت تركيا القاعدة الخلفية لقادة المعارضة السورية الذين يلتقون بانتظام في فنادق إسطنبول الكبرى على حساب دافعي الضرائب الأتراك.
وتابع "كان جهاز الاستخبارات التركية يعمل أيضًا على الجانب الآخر من الحدود، حيث تم القبض على العديد من عناصر الاستخبارات التركية عام 2014، على الحدود السورية داخل شاحنة مليئة بالأسلحة على ما يبدو موجهة إلى تنظيمات مسلحة في سوريا".
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن هذه القضية المدوية كانت فضحية للنظام التركي، ولكن سرعان ما تم خنقها وعاقب أعضاء العدالة والتنمية المسؤولين على تسريب الواقعة واعتقال الصحفيين الذين التقطوا الصور باعتبارها أسرار دولة.
وفقًا للموقع الفرنسي فإن الاستخبارات التركية كان لها دور في تطرف المعارضة السورية وتحويلها إلى تنظيمات مسلحة؛ الأمر الذي أتاح مناخًا لظهور تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
وأشار إلى أنه في مقابل ذلك حررت الاستخبارات التركية 46 من الأتراك كانوا رهائن في القنصلية التركية في الموصل شمالي العراق لدى تنظيم "داعش" الإرهابي؛ الأمر الذي يكشف صلة جهاز الاستخبارات بالتنظيم.
ورأى موقع "أتلنتيكو" الفرنسي أن جهاز الاستخبارات التركية، وهو جهاز سري، يعمل بشكل كامل في سوريا، لا سيما على طول الحدود وفي محافظة إدلب، حيث يدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وأشار إلى أنه من ناحية أخرى أدركت أنقرة أن نظام دمشق لن يسقط في المستقبل المنظور، لذا لعب جهاز الاستخبارات التركية دورًا في التنسيق مع موسكو وطهران لوضع تركيا بيادقها.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز