مرتزقة أردوغان بليبيا.. ورقة ضغط ضد السلطة المرتقبة
تخطط تركيا لوضع مرتزقتها في ليبيا كورقة لمساومة السلطة التنفيذية المرتقبة في ليبيا والمجتمع الدولي خلال الفترة الانتقالية.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، إن تركيا تجري "عمليات تبديلية" للمرتزقة الموالين لها في الأراضي الليبية.
وأضاف عبد الرحمن، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا تقوم بتجهيز وتدريب دفعات جديدة من المرتزقة السوريين في مناطق بالقرب من الحدود السورية لنقلهم إلى ليبيا.
وأشار مدير المرصد السوري إلى أن الدفعات الجديدة تستعد لنقلها إلى ليبيا مقابل عودة بعض المرتزقة من طرابلس وذلك لتقليل غضب المرتزقة بعد تقليل رواتبهم.
وأكد عبد الرحمن أن آخر إحصائية تمت منذ بضعة أشهر للمرتزقة في ليبيا 7 ألاف مرتزق وهم ثابتون منذ فترة، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال الأيام الماضية عبارة عن عمليات تبديلية، تعود خلالها دفعات مقابل ذهاب دفعات أخرى.
ولفت إلى أن تركيا قامت بزيادة السرية على أعمالها في ليبيا وخاصة في نقل المرتزقة وإعادتهم، مشيرا إلى أن أنقرة الآن تنتظر ما سوف يسفر عنه ملتقى الحوار السياسي.
وتابع مدير المرصد السوري أن تركيا تريد مساومة السلطة التنفيذية الجديدة والمجتمع الدولي بورقة المرتزقة لذلك لم تعدهم إلى سوريا حتى الأن طبقا لاتفاق للجنة العسكرية الليبية المشتركة ( 5 + 5) والذي نص على خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا في مدة أقصاها ثلاثة أشهر منذ أكتوبر الماضي.
ودق المرصد السوري ناقوس الخطر من مصير مرتزقة أردوغان في ليبيا، محذرًا أوروبا من محاولات عشرات الإرهابيين الفرار إليها عبر إيطاليا.
وقال إن عدم السماح لهم بالعودة إلى سوريا وعدم إعطائهم رواتبهم الشهرية، في ظل الاقتطاع المستمر منها حين يتم تسليمهم إياها، يدفعهم لطرق أبواب أوروبا.
وبحسب مصادر، فإن عملية تسليم الرواتب تكون حصرًا بعد انتهاء العقود والعودة إلى سوريا، على أن تتكفل الحكومة التركية بمصاريف الطعام.
المرصد السوري أكد أيضا أن عدد المرتزقة في ليبيا من الفصائل الموالية لتركيا لم يتغير، نظراً لعمليات التبديل بعودة دفعات وذهاب أخرى.
وفي وقت سابق، قال المرصد إن دفعة جديدة من مرتزقة الفصائل الموالية لأنقرة في ليبيا عادت إلى الأراضي السورية، لتكون ثاني عودة للإرهابيين خلال أيام، بعد توقف عودتهم منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وفي 14 يناير/كانون الثاني الماضي، عاد 40 من مرتزقة أردوغان في ليبيا، بعد دفع 500 دولار عن المسلح الواحد كرشوة لأطباء مقابل تقارير تفيد بأن وضعهم الصحي سيئ ويستوجب عودتهم.
وتواصل تركيا صب الزيت على النار الليبية، متحدية مخرجات مؤتمر برلين، واتفاق جنيف لوقف إطلاق النار.
وينص الاتفاق الأخير على إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراتها، بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمسلحين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا، في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخ التوقيع على وقف إطلاق النار.