العفو الدولية: تركيا أصبحت أكبر زنزانة للصحفيين
المنظمة الدولية وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، سلطت الضوء على أوضاع الصحفيين في تركيا والقمع الذي يتعرضون له برعاية أردوغان.
أكدت منظمة العفو الدولية أن تركيا تحولت إلى "زنزانة" للصحفيين وأصبحت أكبر سجّاني العالم للصحفيين، حيث وصلت الأحكام الصادرة بحق بعضهم إلى السجن المؤبد، لا لشيء إلا لأنهم يقومون بعملهم.
المنظمة الدولية وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، سلطت الضوء على أوضاع الصحفيين في تركيا والقمع الذي يتعرضون له برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يمارس القمع تجاه الصحفيين وسجن منهم العشرات بهدف تكميم الأفواه التي تنتقد سياساته الدكتاتورية الفاشلة داخليا وخاريجا.
ونقلت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الخميس، عن صحفيين أتراك تحدثوا عن مناخ الخوف، وإسكات الأصوات، الذي يلف المشهد الإعلامي في تركيا، وطالبوا بالإفراج عن أكثر من 120 صحفياً ما زالوا مسجونين منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.
وطالب الصحفيون الأتراك -تحدث بعضهم من داخل السجن- المجتمع الدولي بالتضامن معهم في مواجهة قمع أردوغان والاعتقالات التعسفية والمحاكمة بتهم التعبير السلمي عن آرائهم.
وكتبت زهرة دوغان من سجن ديار بكر تقول: "أنا في السجن ولكنني لست سجينة.. وكل يوم نبيِّن أنه من غير الممكن حبس الفن والصحافة.. وسنواصل كفاحنا، وسنواصل القول بأن الصحافة ليست جريمة إلى أن يتحرر جميع الصحفيين".
الفنانة التركية زهره دوغان رئيسة تحرير وكالة الأنباء النسائية "جينها" التي أغلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2016، تقضي فترة حكم بالسجن لما يقرب من 3 سنوات بسبب لوحة رسمتها ومقالات إخبارية قامت بنشرها.
أما تشاجداش كابلان، رئيس تحرير البوابة الإخبارية الإلكترونية "غازيت كارينكا": قال إن العمل تحت التهديد المستمر بالاعتقال والإدانة يجعل الحياة في منتهى الصعوبة، ولكن "الصحافة مهنتنا.. وعلينا أن نواصل.. ثمة حقيقة يمكن رؤيتها بسهولة في تركيا.. ولكن هناك محاولة كذلك لإخفائها عن المجتمع.. وعلى أحدهم أن يتحدث عنها. وهذا ما نحاول فعله".
وأكد حقي بولتان، عضو جمعية "مبادرة الصحفيين الأحرار"، التي أغلقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أن تركيا أصبحت زنزانة بالنسبة للصحفيين، قائلا: "عندما أغلقت جمعيتنا، كان لدينا 400 عضو: هناك 78 منهم اليوم في السجن. والطريقة الوحيدة لكي يتغير هذا هي أن يقف الصحفيون في شتى أنحاء العالم معنا ويتضامنوا مع قضيتنا".
وفي هذا السياق، قالت جاوري فان جوليك، نائبة مدير برنامج أوروبا في منظمة العفو الدولية إن "تركيا تحتاج إلى وسائل الإعلام الحرة اليوم أكثر من أي وقت مضى، مع اقتراب موعد الانتخابات.. فما برح صحفيون شجعان يواصلون عملهم في مناخ من الخوف، ويتعين على العالم أن يبيِّن للسلطات التركية أننا لن ننسى هؤلاء، أو ننسى العشرات من الصحفيين الذين يقبعون وراء القضبان.
وأضافت: "ما نشهده اليوم، في تركيا، ليس سوى محاولة لاستئصال شأفة الصحافة الحرة.. وقد أصبحت تركيا أكبر سجّاني العالم للصحفيين.. وحتى في الأسبوع القادم، يمكن أن يلتحق صحفيون آخرون بهؤلاء، عند النطق بالحكم في قضية صحيفة (زمان). ولا يجوز للعالم أن يسمح لهذا بأن يحدث".
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن انتقادات هؤلاء الصريحة تأتي في سياق يوم عالمي للتحرك يشارك فيه صحفيون ومتضامنون من شتى أنحاء العالم في حملة "أطلقوا سراح الإعلام في تركيا" تشرف عليها منظمة العفو الدولة وتنطلق بدعم من منظمات "بين" و"مراسلون بلا حدود" و"المادة 19" و"لجنة حماية الصحفيين" و"إندكس أون سينسورشيب" ومنظمات أخرى.