لتكن تركيا ملك قطر.. المعارضة تثور على صفقات أردوغان والدوحة
أثار نبأ استحواذ قطر على 20% من بورصة إسطنبول، حفيظة المعارضة التركية الرافضة لهذه الخطوة، خوفا من التمدد القطري المشبوه في الاقتصاد.
وانتقدت المعارضة التركية، توقيع صندوق الثروة السيادي التركي وجهاز قطر للاستثمار، الخميس، اتفاقية لبيع حصة بنسبة 10% من أسهم بورصة إسطنبول للدوحة.
وأعرب فائق أوزتراق، متحدث حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، نائب رئيس الحزب، المسؤول عن الشؤون الاقتصادية، عن انتقاده لهذه الاتفاقية.
وقال أوزتراق على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لقد باعوا مصنع صفائح الدبابات بولاية سكاريا لقطر، ووزعوا أراضي قناة إسطنبول لكنها لم تكن كافية، ودفعوا 300 مليون ليرة تركية لقطر، ولم تكن كافية أيضًا، الآن يمنحوهم 10% من أسهم بورصة إسطنبول! لتكن تركيا ملك لقطر!".
وفي وقت سابق اليوم، تم توقيع 10 اتفاقيات بين قطر وتركيا، من بينها اتفاقية بورصة إسطنبول، وذلك عقب اللقاء الثنائي الذي جمع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والأمير القطري، تميم بن حمد آل ثاني بالمجمع الرئاسي، في العاصمة أنقرة،
ووقع الاتفاقية الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي التركي، ظفر سونماز، والرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار منصور بن إبراهيم المحمود، في حفل أقيم اليوم في المجمع الرئاسي بأنقرة، وتنص الاتفاقية على عودة حصة صندوق الأصول إلى 80.6%.
ويعد صندوق الثروة السيادي التركي أكبر مساهم في بورصة إسطنبول بحصة تبلغ 90.6%، وبعد نقل الأسهم إلى جهاز قطر للاستثمار وصندوق الاستثمار، تنخفض أسهمه إلى 80.6%.
وفي سياق ردود الأفعال حيال هذه الخطوة، قال النائب البرلماني عن الحزب نفسه، أنورسال أدي غوزال، "النظام التركي نقل 10% من أسهم بورصة إسطنبول إلى قطريين! رئيس مجلس إدارة صندوق الثروة السيادي، رجب طيب أردوغان، أعطوا هذا القرار، حقًا الصهر والحمو يقومون بواجباتهم تجاه أمير قطر بأقصى سرعة وعلى أكمل وجه!».
وعلق نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة بالكسير، أنصار أيتكين، على القرار "حب حزب العدالة والتنمية لقطر لا ينتهي، من يتحدثون عن المحلية والجنسية يبيعون أسهم بورصة إسطنبول للقطريين!".
الاقتصادي التركي أوزغور دميرتاش، أعرب هو الآخر عن استنكاره لهذه الخطوة، في تغريدة اكتفى فيها بطرح سؤال قال فيه "لماذا هذه الاتفاقية ؟!".
- الاستثمارات القطرية بتركيا
أحدث الاستثمارات التركية في قطر، قبل اتفاقية بورصة إسطنبول، تم الكشف عنها، يوم الإثنين، حيث قامت شركة قابضة موالية لأردوغان ببيع حصصها بمركز للتسوق في إسطنبول للدوحة.
وكشفت المعارضة التركية قيام فريد شاهنك رئيس شركة "دوغوش القابضة"، الموالي لحكومة الرئيس أردوغان، ببيع حصته في مركز التسوق الشهير "أستينيا بارك" بمدينة إسطنبول لقطر.
وهذا ليس الاستثمار الأول لقطر بتركيا، إذ إنه في 21 أكتوبر/تشرين أول الماضي، قام نظام الرئيس أردوغان ببيع حق تشغيل ميناء أنطاليا، جنوبي البلاد لصالح إحدى الشركات القطرية، مقابل مبلغ 140 مليون دولار، لتساعده في مواجهة الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وفي وقت سابق اشترت مجموعة قنوات "بين" القطرية، التي تمتلك قناة الجزيرة، قناة "ديجي ترك".
وفي وقت سابق كشفت تقارير إعلامية تركية، وأحزاب معارضة عن قيام الشيخة موزة والدة أمير قطر بتأسيس شركة مساهمة باسم “Triple M” للعقارات السياحية، في منطقة باشاك شهير بالشطر الأوروبي من إسطنبول، برأس مال 100 ألف ليرة تركية، بتاريخ 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.
ووفقا للاتفاقية، فإن 45.45% من أسهم الشركة أصبحت ملك للأميرة موزة، بينما 31.82% تمتلكها منيرة بنت ناصر المسند زوجة نائب رئيس الوزراء القطري الأسبق عبد الله بن حمد العطية، و22.73% ملكًا لـ شنا ناصر المسند.
وتبلغ مساحة أراض الشركة وفقا لقرار التخصيص، 44 ألف و702 متر مربع، في قرية باقلالي التابعة لبلدة أرناؤوط كوي، وهي مخصصة للزراعة. وقد تمت عملية الشراء بتاريخ 27 ديسمبر/ كانون أول 2018 أي بعد شهر ونصف الشهر فقط من تأسيس الشركة.
وكشفت شركة مقاولات وإنشاءات تركية، في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن انتهائها من 75% من أعمال البناء الخاصة بمجمع قصور تبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع، بولاية يالوفا، غربي تركيا، وذلك لصالح العائلة الحاكمة في قطر.
وفي سبتمبر/أيلول 2019 أعلنت العديد من وسائل الإعلام التركية، عن انتقال ملكية مصنع صفائح الدبابات التركي بمدينة سكاريا(غرب) للدوحة، ما يعني إصرار نظام الرئيس، أردوغان على المضي قدما في صفقة بيع المصنع لشركة يمتلك الجيش القطري أسهما بها.
كما سبق وأن اشترى القطريون بنك "قطر الوطني فينانس بنك" بـ2.75 مليار يورو، وفي العام 2013 استحوذ البنك التجاري القطري، على 71% من بنك "آق بنك" التركي، مقابل 460 مليون دولار، ومع نهاية العام 2016، دفع البنك القطري 224 مليون دولار إضافية واستحوذ على كافة أسهم البنك.
كما أن أمير قطر، الشيخ تميم، اشترى في العام 2015، قصر الأمير برهان الدين أفندي، أحد أهم القصور التركية من الناحية التاريخية، مقابل 100 مليون يورو، وأهداه لزوجته الثانية، الشيخة العنود بنت مانع الهاجري.
ويقع قصر أربيلجين في منطقة "يني كوي"على شارع كوي باش في حي "صاريير" أحد أرقى أحياء إسطنبول المطلّة على البوسفور ولهذا غيرت بلدية " اسطنبول اسم أحد شوارع المدينة المهمة في حي صاريير ليُصبح اسمه "شارع قطر" مما أثار جدلا كبيرا في أوساط مختلفة.
- تأميم الاستثمارات القطرية بتركيا
وفي وقت سابق دعا زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، إلى تأميم الاستثمارات القطرية في بلاده، مضيفًا "قطر تستثمر وتجني الأرباح ونحن لا نفعل شيئًا".
وقال قليجدار أوغلو في تصريحات أدلى بها في يوليو/تموز الماضي "ماذا نعمل نحن بينما قطر تجني الأموال والأرباح"، مشيراً إلى استثمارات الدوحة في منطقة قناة إسطنبول، وشرائها مصنع دبابات تابع للجيش التركي في سكاريا، غربي البلاد.
وأضاف قليجدار أوغلو قائلا "نريد تأميم كل الاستثمارات التي تستغل حقوق المواطنين من خلال دمج القطاعين العام والخاص. فقد تم بيع مصنع صفائح الدبابات لصالح قطر قبل دفع قرش واحد. والآن يعمل الجنود الأتراك في الجيش القطري. فالمصنع مصنعنا والعمال عمالنا ولكن الأموال لقطر".
وأردف قائلا: "يجب على كل مواطن أن يحقق ويبحث عن حقه في هذه القضية. ويجب أن تتم محاسبة هذا النظام على كل قرش يصرفه".