"إندبندنت": تركيا تستغل انشغال العالم بحلب وتتحرك داخل سوريا
صحيفة بريطانية تقول إنه بينما ينصب التركيز الدولي على القصف المدمر في حلب، تقوم قوات تركية بالتوغل داخل الأراضي السورية.
حذرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية من أنه بينما ينصب التركيز الدولي على القصف المدمر في حلب، يجري هجوم آخر معظمه في الظلال يمكنه أن يغير قواعد اللعبة ويقلب موازين الحرب الدامية في سوريا.
وقالت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن قوات من الجيش التركي تشمل قوات مدرعة، قوات جوية، وقوات على الأرض بينها 1000 من عناصر القوات الخاصة تتوغل أعمق في سوريا إلى جانب مقاتلي قوات المعارضة السورية لإقامة "منطقة أمنية" عبر الحدود.
وأوضحت أن القوات التركية تهاجم المقاتلين الأكراد، الذين يمثلون حلفاء أمريكا الرئيسيين في الحرب ضد "داعش"، في وقت أعطت روسيا المشغولة بتأمين حلب لحليفها رئيس النظام السوري بشار الأسد، موافقة ضمنية على عمليات الرئيس رجب طيب أردوغان في شمال سوريا.
ولفتت إلى أن تركيا تجاهلت تحذيرات واشنطن من ضرب "وحدات حماية الشعب الكردي التي تعرف باسم "واي بي جي"، و"قوات سوريا الديمقراطية" المتحالفة مع العرب السوريين والأكراد.
وتشير تقارير، وفقاً للصحيفة إلى أن القوات التركية في الوقت الراهن تستعد خارج بلدة منبج إلى جانب مقاتلي الجيش السوري الحر لطرد "قوات سوريا الديمقراطية"، التي انتزعت المدينة الإستراتيجية من "داعش"، بينما تدور أحاديث بين كبار المسؤولين الأتراك بشأن عبور نهر الفرات -الذي يعتبره الأمريكيون حدود النفوذ الكردي- "للتعامل مع" أعدائهم الأكراد.
وأشارت إلى أن احتمال وقوع هذه الاشتباكات العنيفة يأتي مع اقتراب الهجوم الأخير ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي من المفترض أن يقاتله الجميع، والتحرك للسيطرة على الرقة، المقر الرئيسي و"عاصمة" التنظيم.
والأسبوع الماضي، استبعد متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركة تركيا في أي عملية قد تشنها قوات التحالف ضد تنظيم "داعش" في مدينة الرقة السورية إذا شارك مقاتلون أكراد فيها.
ونوهت الصحيفة بأن الرئيس التركي أشار إلى أن الهدف المقبل لقواته وقوات الجيش السوري الحر هو مدينة "الباب"، التي يسيطر عليها "داعش"، التي أكد وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، أن واشنطن لا تريد أن ترى القوات التركية أو الجيش السوري الحر في المدينة، التي تسعى قوات "واي بي جي" أيضًا للوصول إليها، وهذا في رأي أنقرة، برهان أكبر على الدعم الأمريكي للأكراد.
والباب مدينة ذات أهمية إستراتيجية ورمزية هائلة، حيث كانت واحدة من أول المدن التي انتفضت ضد نظام الأسد في شمال سوريا، واحتلتها فيما بعد "جبهة النصرة"، التابع لتنظيم القاعدة، قبل أن يحتلها "داعش".
واختتمت بالقول إن هذه للمدينة ينظر إليها باعتبارها طريقاً رئيسيًّا في قلب ما يسمى مدينة "خلافة" داعش، والسباق لحراسة "الباب" سيكون له أهمية كبيرة ليس فقط في لحرب ضد التنظيم، ولكن بالنسبة لعلاقات تركيا مع الولايات المتحدة والغرب.