بعد فشل تسهيلات مصرفية.. تركيا تتحايل لإنهاء أزمة سوق السيارات

تعود أزمة انهيار سوق السيارات إلى استيراد المركبات بعملة اليورو أو الدولار، وتباع في السوق المحلية بالعملة التركية.

لم تنجح التسهيلات البنكية وعروضات وكلاء السيارات داخل السوق التركية، في تنشيط مبيعات السيارات، وسط تفاقم أزمة الركود بيعاً وشراء بعد ارتفاع الأسعار عقب انهيار الليرة.

وتراجعت مبيعات السيارات الجديدة والمستعملة في السوق التركية، بنسبة 48% في الأشهر الأربعة الأولى من العام، حسب ما ذكره اتحاد موزعي السيارات الأتراك، مطلع الشهر الجاري، رغم تمديد الحكومة العمل بتخفيضات ضريبية لتشجيع الشراء.

كما لم تنجح خطوات خفض الضرائب على مبيعات السيارات، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد، الجمعة، دعوة حكومته لتمديد تخفيضات ضريبة الاستهلاك الخاصة على السيارات، والمتوقع انتهاؤها في يونيو المقبل.

وتسببت الضبابية السياسية ومخاوف المستثمرين بشأن السياسة النقدية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هبوط قيمة الليرة التركية خلال 2018، وعادت انهيارها اعتباراً من أبريل/نيسان 2019، ليبلغ سعر صرف الليرة 6.08 أمام الدولار.

وتعود أزمة انهيار سوق السيارات داخل تركيا، إلى استيراد المركبات بعملة اليورو الأوروبي أو الدولار الأمريكي، وتباع في السوق المحلية بالعملة التركية، التي تسجل انخفاضات أمام تلك العملات.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أقرت الحكومة التركية تخفيضات على ضريبة الاستهلاك الخاصة لبعض السيارات، ومددت في وقت لاحق تلك التخفيضات حتى نهاية يونيو/حزيران المقبل، شملت طرزاً أوسع من المركبات بهدف تعزيز الشراء.

ولم يتوقف الأمر عن سوق شراء السيارات، وامتد إلى قطاع تصنيع المركبات في السوق التركية، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج داخل مصناع تركيا، سببها كذلك، انهيار أسعار الصرف.

وتراجع معدل الإنتاج بقطاع تصنيع السيارات داخل تركيا بنحو 13% خلال أول 4 أشهر من العام الجاري، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وفقاً لبيانات صادرة عن رابطة صناعة السيارات في تركيا.

وبسبب أزمة الليرة التركية وتراجع أسعار الصرف مقابل النقد الأجنبي، ارتفعت أسعار المستهلك (التضخم) من متوسط 10% في النصف الأول 2018، إلى 20% ديسمبر/كانون الأول 2018.

وفي مايو/أيار الماضي، بلغت نسبة التضخم في السوق التركية 19.59% وفق بيانات رسمية لمعهد الإحصاء التركي، وسط توقعات أن يبقى في حدود 17.5% خلال 2019 ككل.