ورد عيد الميلاد يقتل زاهدة «القوية» بهجوم توساش
في صباح هادئ من أيام حياتها المعتادة كانت زاهدة غوتشل، المهندسة الميكانيكية الشغوفة، تنتظر لحظة خاصة قبل أن يباغتها الإرهاب.
زاهدة التي لها نصيب من اسمها الثاني والذي يعني "القوية"، كانت تبدأ يوم عيد ميلادها السابع والثلاثين، وفي طريقها إلى بوابة منشآت "توساش" لاستلام باقة زهور أرسلها زوجها، كتعبير بسيط عن الحب في هذه المناسبة السعيدة، وتدشين للاحتفال بهذا اليوم الاستثنائي أثناء العمل.
ولم تكن تعلم أن هذه اللحظة المليئة بالحب ستتحول إلى آخر فصول حياتها، وأن باقة الزهور التي كانت تنتظرها ستصبح شاهدة على وفاتها في هجوم «إرهابي دموي».
وغوتشل مهندسة ميكانيكية تعمل في "توساش"، إحدى أهم المؤسسات الدفاعية التركية، وتعشق كل تفاصيل مهامها.
لحظة النهاية
وفي يوم عيد ميلادها، خرجت زاهدة من مكتبها لتتوجه إلى بوابة المنشأة لاستلام الزهور التي كانت تعني لها أكثر مما قد يدركه أي شخص آخر.
وبينما كانت تخطو بخطوات مشبعة بالفرح، لم تكن تعرف أن القدر كان يعد لها نهاية غير متوقعة.
ففي لحظة لم يكن بالإمكان التنبؤ بها، تعرضت منشآت "توساش" لهجوم إرهابي مروع، أطلق خلاله المهاجمون النار بشكل عشوائي على العاملين في المكان واشتبكوا مع بعض الحرس، لتكون زاهدة أحد القتلى الخمسة الذين سقطوا في الهجوم.
وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا أعلن سقوط 4 قتلى، بينهم المهندسة الشغوفة، و14 مصابا جراء الهجوم، بالإضافة إلى مقتل منفذي الهجوم.
وكانت لحظة استلام زاهدة باقة الزهور، التي أرسلها زوجها كتذكار حب وعيد ميلاد، هي اللحظة التي انتهت فيها حياتها، وتحولت الزهور من رمز فرح إلى رمز للحزن والأسى.
تلك اللحظة البسيطة التي كانت ستحتفل بها بين زملائها تحولت إلى قصة إنسانية مؤلمة، تحكي عن أحلام لم تكتمل، وحياة توقفت في لحظة غير متوقعة.
وترك رحيل زاهدة غوتشل أثرًا كبيرًا على كل من عرفها. إذ كانت رمزًا للمرأة العاملة الطموحة التي لم تتوقف عن العطاء، حتى في وجه التحديات.
قصتها لا تُنسى، فهي ليست فقط قصة ضحية لعملية إرهابية، بل قصة إنسانة كانت تقترب من لحظة فرح، وتحولت إلى رمز للشجاعة والقوة.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز