بالوثائق.. تورط مخابرات أردوغان في فضائح الاتجار بالبشر
حكومة أردوغان عاقبت رجال الادعاء والقضاة ومحققو الشرطة الذين كشفوا خلية التجسس بالفصل من العمل
كشفت وثائق عن تورط عددا من عناصر الاستخبارات التركية بمشاركة عصابات الجريمة المنظمة في تهريب البشر و"تجارة الجنس والبغاء".
وقال موقع "نورديك مونيتور" السويدي، إن التحقيقات مع إحدى عصابات الجريمة المنظمة، التي تعمل خارج محافظة إزمير، غرب تركيا، كشفت عن تورط 5 ضباط بالاستخبارات التركية في تلك الأعمال القذرة.
تركيا على مؤشر القوة العسكرية.. تراجع مستمر
وأوضحت الوثائق أن عصابات الجريمة المنظمة حاولت إغواء الرعايا الأجانب وأتراك، بالنساء، وذلك للحصول على وثائق سرية من الضباط العسكريين الأتراك والموظفين الحكوميين وكذلك ضباط حلف شمال الأطلسي"الناتو" الذين تم نشرهم في تركيا.
كما كشفت التحقيقات الأولية عن تورط كوشكون باشبوج، وهو عقيد متقاعد فالمخابرات التركية، كان يعمل مديرًا لمرسى "مارينا" لليخوت، المملوك لـ "بيلجين أوزكايناك"، زعيم العصابة والمشتبه فيه الرئيسي في القضية.
وتمكنت التحقيقات من الكشف عن 5 عملاء من وكالة الاستخبارات التركية يعملون مع أوزكايناك– اثنان يعملان في محافظة ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية جنوب شرق تركيا، واثنان آخران يعملان بمقر وكالة المخابرات في أنقرة، أما الخامس فيعمل في مقرها بإسطنبول.
وبحسب الموقع السويدي، في تقريره، فإن "وثائق التحقيق أظهرت عنصرية باشبوي وعملاء الاستخبارات تجاه الأكراد، والنظرة المعادية للغرب".
الكشف عن تعاون عملاء الاستخبارات التركية مع عصابات الجريمة المنظمة ظهر بعد تلقي الشرطة في إزمير التركية في 10 أغسطس/ آب 2010، معلومات تفيد بتورط "شبكة للاتجار بالجنس وتهريب البشر" في أعمال "الابتزاز والبغاء وانتهاكات الخصوصية"، بحسب الموقع السويدي.
وأكد موقع "نورديك مونيتور" السويدي، أنه:" بعد عامين على عمل المحققين في القضية أظهرت التحقيقات أن العصابة لم تكن مجرد شبكة للاتجار بالجنس فقط بل أشبه بشبكة تجسس تجمع معلومات سرية للغاية من مختلف المسؤولين الحكوميين والعسكريين الأتراك باستخدام الخدمات الجنسية والابتزاز".
ومن بين آلاف الوثائق السرية، التي حصلت عليها العصابة، فهناك وثائق خاصة بحلف "الناتو" كانت قد حصلت عليها تركيا باعتبارها عضوا في الحلف الأطلسي.
وأشارت الوثائق إلى حصول العصابة على نسخة مطبوعة من التفاصيل السرية للغاية، والخاصة بصواريخ" AIM-120" المستخدمة في طائرات إف-16 التركية، وتفاصيل البيانات التقنية والتكتيكية والإجرائية لطائرات إف-16 الأمريكية.
كذلك حصلت المنظمة الإجرامية على معلومات حساسة عن أنظمة صواريخ هوك أرض-جو متوسطة المدى الأمريكية، وتقارير عن أداء الطيارين الأمريكيين المعينين في السرب رقم 151 وتقييماتهم حول الاستعداد للحرب.
كما تكشف وثيقة بعنوان "F-1" عن الترددات التي يستخدمها الطيارون الأمريكيون مع التحكم الأرضي في القاعدة الجوية الخامسة.
وبرغم كل تلك الأدلة الدامغة، بحسب الموقع السويدي، رفضت حكومة أردوغان القضية الجنائية ضد أفراد العصابة، وأطلقت سراح جميع المشتبه بهم.
وبحسب موقع "نورديك مونيتور" السويدي، عاد الكثيرين إلى مناصبهم في الجيش التركي، وحصلوا على ترقيات في أماكنهم على الرغم من سجلاتهم الإجرامية المثيرة للجدل.
وأكد الموقع أن موقف نظام أردوغان تجاه القضية، كان معاقبة أعضاء الادعاء العام والقضاة ومحققو الشرطة، الذين كشفوا خلية التجسس، إما بالفصل أو الوقف عن العمل بتهم ملفقة.