فنانون أتراك يتهمون أردوغان باستغلالهم من أجل الترويج له ولحزبه
نظام أردوغان دأب قبل كل استحقاق انتخابي على اسغلال كافة الإمكانيات المشروعة وغير المشروعة لحشد الرأي العام من أجل التصويت له
اتهم عدد من الفنانين الأتراك رئاسة بلادهم باستغلال مشاركتهم في فعالية باليوم العالمي للمسرح، الذي يوافق الـ27 من مارس/آذار من كل عام، من أجل غرض سياسي.
وحسب ما ذكرته العديد من وسائل إعلام تركية، الخميس، شاركت مجموعة من الفنانين الأتراك المشهورين، الأربعاء، في عرض غنائي جماعي بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.
المجموعة التي شاركت في العرض الغنائي فوجئت فيما بعد بإضافة رسالة تهنئة باليوم العالمي للمسرح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مقطع الفيديو الذي تم تصويره للعرض، وبثه من قبل الرئاسة التركية، وفق المصادر ذاتها.
الفنانون المشاركون في العرض لم يجدوا سوى في حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة النافذة للتعبير عن استيائهم من هذه الخطوة، مؤكدين أنهم لم يكونوا على علم بأنه يتم تسجيل فيديو ترويجي لأردوغان.
وتولت الممثلة نيلجون بالجون تنسيق الفيديو الموسيقي، حيث أوضحت الممثلة نيلغون بالغون أنها أبلغت هي والفنانون المشاركون في الفيديو أن المقطع سينشر بدعم وزارة الثقافة وعلمت لاحقا بأمر إضافة رسالة أردوغان بنهاية الفيديو.
من جانبه، ذكر الممثل التركي خلدون دورمان أنهم لم يكونوا على علم بأن الفيديو سيكون لغرض سياسي، مشيرا إلى عدم تلبيته أية دعوة تلقاها من حزب العدالة والتنمية حتى اليوم.
هذا وذكرت الممثلة سونا كاسكين أنها تلقت العرض من الممثلة نيلغون بالغون، مفيدة بأنها تلبي أي طلب عندما يتعلق الأمر بالمسرح والفن.
وشددت الممثلة ذاتها على أنها لم تكن تعلم بأن الفيديو الموسيقي يتم تسجيله لأجل الرئاسة، مشيرة إلى علمها بالعمل بعد.
يأتي هذا الاستغلال من قبل النظام التركي في بلد يشتكي فيه كبار فناني المسرح من عدم تقديم الدعم اللازم لهم من قبل بلديات حكومة العدالة والتنمية.
تجدر الإشارة إلى أن نظام أردوغان دأب قبل كل استحقاق انتخابي على استغلال كافة الإمكانيات المشروعة وغير المشروعة لحشد الرأي العام من أجل التصويت له، حفاظا على كيانه وسطوته على مقاليد الحكم في البلاد.
فمن قبل تحدثت تقارير إخبارية عن حشد الحزب الحاكم إمكانيات البلديات المختلفة من حافلات وأموال من أجل الحملات الانتخابية لمرشحيه، ولا سيما تلك التي ينظمها أردوغان لدعم العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية المقبلة.
كما ذكرت التقارير ذاتها أن البلديات التركية التابعة للعدالة والتنمية تجبر موظفيها على حضور التجمعات الانتخابية لأردوغان ومرشحيه، مع تهديد من يمتنع منهم بالفصل من العمل، بل وصل الأمر إلى المدارس إذ أغرى مسؤولوها الطلاب بالمال، وسهولة الامتحانات إذا قاموا بالمشاركة في التجمعات الانتخابية لمرشحي أردوغان.
وتشهد تركيا الأحد المقبل 31 مارس/آذار الجاري انتخابات بلدية يشارك فيها 13 حزباً، يتقدمها حزب العدالة والتنمية الحاكم المتحالف مع حزب الحركة القومية.
ويحمل تحالفهما اسم "تحالف الجمهور"، بينما تخوض عديد من الأحزاب المعارضة الانتخابات بتحالف مضاد يحمل اسم "تحالف الأمة" بقيادة حزبي الشعب الجمهوري و"الخير".
وتعد هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في ظل نظام الحكم الرئاسي، بعد أن استحوذ أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة بعد الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي، وتبعها إصدار قوانين جمعت السلطات في يدي الرئيس وحده.
كما تأتي الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التي تنفذها حكومة حزب "العدالة والتنمية"، والتي انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين، حسب استطلاعات الرأي التي تخرج بين الحين والآخر.
وأشارت جميع استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها طيلة الشهرين الأخيرين إلى خسارة الحزب الحاكم في عدد كبير من البلديات، خاصة في أنقرة وإسطنبول وأزمير.