دعاية أردوغان الانتخابية.. حماس زائف لخداع وتضليل الأتراك
مقطوعة "من أين إلى أين" التي يستخدمها أردوغان للتحفيز تظهر الوضع الذي وصلت إليه تركيا في عهده من تدهور اقتصادي وحقوقي.
منذ وصوله إلى السلطة في تركيا عام 2013، احتفظ رجب طيب أردوغان بـ"تكتيك صوتي" قائم على الخداع في خطاباته المختلفة، عبر اتباع سياسة الصوت العالي.
مجلة "لوبوان" الفرنسية أكدت أن "حملة الخداع" التي يتبناها الرئيس التركي تأتي قبل أقل من 10 أيام على الانتخابات المحلية في البلاد، إذ لا يتوقف عن تصريحاته الرنانة الخادعة بمكبرات الصوت، خلال المهرجانات الانتخابية.
- أسلحة أردوغان ضد المعارضين بالانتخابات.. السجن والتنكيل والتشويه
- مجلة فرنسية: أردوغان "ديكتاتور" مذعور من المعارضة
وبدا أردوغان، خلال حملات الدعاية للانتخابات المحلية المقررة 31 مارس/آذار الجاري، متمسكاً باللعب على التحكم في أوتار حنجرته، عبر مكبرات الصوت أمام الجماهير، وطنين لأغانٍ حماسية بشعارات زائفة لإشعال الحضور، بحسب ما أكدته المجلة الفرنسية.
ودائماً ما يستخدم السياسيون الموسيقى في تركيا بشكل إيجابي وسلمي، إلا أن أردوغان وسياسيي حزبه يعتبرونها سلاحاً رئيسياً لكنه "زائف"، في ظل فشل حججه التي كان يسوقها في الانتخابات السابقة باللعب على وتر النمو الاقتصادي؛ لكن هذه المرة يمر اقتصاد بلاده بمرحلة ركود تعد الأسوأ منذ 10 سنوات ماضية.
وذهبت "لوبوان" إلى أن أعضاء "العدالة والتنمية"– حزب أردوغان- يخفون فشله اقتصاديا بخداع الناخبين بهذه الأغاني والموسيقى الصاخبة، التي كان من بينها مقطوعة باسم "نيردين نيري" التي تعني "من أين إلى أين" وصلت تركيا.
ورغم أن أردوغان يستخدم هذه المقطوعة للتحفيز فإنها تظهر حقاً الوضع الذي وصلت إليه تركيا في عهده من انتهاكات وتدهور لحقوق الإنسان، خلال السنوات الأخيرة.
هنا تقول المجلة الفرنسية: "لتحقيق مآربهم، لا يتردد الملحنون بتكليف من حزب العدالة والتنمية في وضع الأخبار والحياة اليومية في الموسيقى كنوع من النفاق"، معتبرة أن ذلك لم يكن مفاجئاً على نظام ديكتاتوري، خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشل ضد أردوغان في يوليو/تموز 2016.
وأمام ذلك، تحدث دوجان جربينار، الأستاذ بجامعة إسطنبول، عن أن "أردوغان يسعى إلى استغلال أي أداة يمكن أن تجعله يصل إلى مآربه بأي طريقة، وهي إغواء الجماهير للتصويت لصالح العدالة والتنمية".
وكانت إذاعة "أر. أف. إي" الفرنسية، أكدت أن رجب طيب أردوغان يستخدم عدة أساليب ضد المرشحين المعارضين منها السجن والتنكيل والإساءة وتشويه الصورة، موضحة أن مخاوف الرئيس التركي من خسارة هذه الانتخابات، دفعته لاستخدام أساليب غير مشروعة خلال حملته الانتخابية العدوانية عبر الهجوم، ونشر الاتهامات الباطلة لمعارضيه وتهديدهم بالسجن، في ظل انهيار شعبيته.
ويجيد أردوغان اتباع استراتيجية "الصراخ" خلال التجمعات الانتخابية، موجهاً الانتقادات اللاذعة لمعارضيه، بحسب ما أكدته الإذاعة الفرنسية في تقرير سابق لها.