باحث فرنسي: بطش أردوغان يهدد بمصير مظلم لأكراد سوريا
الرئيس التركي يشرع في إحلال ديمغرافي لمنطقة الشمال السوري بتطهير عرقي للأكراد.
اعتبر الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن السوري فابريس بالانش أن مصيرا مظلما ينتظر الأكراد، في ظل تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يشن ضدهم حملة تطهير عرقي، على الرغم من تمكنهم من القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح الباحث الفرنسي لمجلة "لوبوان" الفرنسية أن الأكراد على بُعد بضعة كيلومترات من تحرير كامل الأراضي السورية من داعش، ورغم ذلك فإن قواتهم التي تكافح التنظيم الإرهابي في سوريا وجدت نفسها بمفردها بين مطرقة بطش أردوغان الذي لا يترك فعالية أو خطابا إلا وتوعدهم، وسندان النظام السوري.
- أردوغان يهدد: تركيا ستسحق أكراد سوريا
- سياسية كردية لـ"بوابة العين": هزائم أردوغان جعلته يتدخل في سوريا
ووفقاً لبالانش، فإن الغرب احتفل بنجاح القوات الكردية لإحراز النصر إلا أنهم تخلوا عنهم بالانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من الأراضي السورية وتركهم بمفردهم في مواجهة تركيا والنظام السوري.
ولفت الباحث الفرنسي بمعهد "هوفر" التابع لجامعة "ستانفورد" الأمريكية إلى أن الأكراد فقدوا خلال 7 أعوام من القتال في سوريا قرابة الـ370 ألف شخص.
وأكد بالانش أن تطهير الأراضي السورية من داعش لا يعني نهاية التنظيم الإرهابي، مشيراً إلى أنه يطور من نفسه ويغير استراتيجية القتال بالعمليات الانتحارية والاغتيالات، مثلما فعل في منبج بالرقة السورية، والموصل في شمال العراق.
وحذر الباحث من تسلل التنظيم الفار من سوريا إلى دول أخرى مثل سيناء في مصر، وليبيا، واليمن، وأفغانستان، ومنطقة الساحل الأفريقي، حتى في جنوب شرق آسيا، إذ قامت تنظيمات إرهابية تدين بالولاء لداعش.
ونوه الباحث بما قالته وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، لصحيفة "لوباريزيان"، في وقت سابق، محذرة من جعل الأكراد السوريين ضحايا جددا للنزاع بانسحاب واشنطن المرتقب والتدخل العسكري التركي المحتمل في المنطقة.
وتابعت: "من واجبنا فعل كل شيء لتفادي جعل عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الذين كانوا حلفاءنا في قتال داعش ضحايا لهذه التطورات"، التي تقاتل التنظيم الإرهابي بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وحذر الباحث الفرنسي من أن أردوغان لن يتنازل عن غزو الشمال السوري وإحداث إحلال ديمغرافي باستبدال الأكراد بفصائل تركية، وفي مواجهة هذا المخطط تخلت أوروبا والولايات المتحدة عنهم.