أسلحة أردوغان ضد المعارضين بالانتخابات.. السجن والتنكيل والتشويه
أردوغان يستخدم جميع أسلحته المشروعة وغير المشروعة خلال الحملة الانتخابية خوفا من أن تؤثر محفظة النقود الخاوية للأتراك على التصويت.
قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات البلدية التركية المقررة 31 مارس/آذر الجاري، أكدت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستخدم عدة أساليب ضد المرشحين المعارضين منها السجن والتنكيل والإساءة وتشويه الصورة.
وأوضحت أن مخاوف أردوغان من خسارة هذه الانتخابات، دفعته لاستخدام أساليب غير مشروعة خلال حملته الانتخابية العدوانية عبر الهجوم ونشر الاتهامات الباطلة لمعارضيه وتهديدهم بالسجن، في ظل انهيار شعبيته.
وتحت عنوان "قلق أردوغان من اقتراب الانتخابات المحلية"، أوضحت الإذاعة الفرنسية أن أردوغان يجري حملة انتخابية بوتيرة متسارعة في ظل مناخ شديد التوتر للانتخابات المحلية التي يشارك فيها حزبه "العدالة والتنمية"، مشيرة إلى أنه يخوض هذه الانتخابات بقوة، ولم يتوانَ عن استخدام كل الأساليب غير المشروعة.
ولفتت "إر.إف.إي" إلى أن الرئيس التركي، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 16 عاماً، لم يشارك من قبل في الحملة الانتخابية للمحلية، كما أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها إساءات شخصية تجاه خصومه السياسيين الرئيسيين.
استراتيجية الصراخ
وأشارت الإذاعة الفرنسية في تقريرها، الإثنين، إلى أن أردوغان يجيد اتباع استراتيجية "الصراخ" خلال التجمعات الانتخابية، موجهاً الانتقادات اللاذعة لمعارضيه، ووصفت الإذاعة هذه التصرفات قائلة: "يبدو أن أردوغان يشعل النيران في البلاد".
واعتبرت الإذاعة الفرنسية أن أردوغان يشعل الجدل ويستخدم جميع أسلحته المشروعة وغير المشروعة خلال هذه الحملة، مدللة على ذلك بتهديد أردوغان لأحد زعماء الأحزاب المعارضة بالزج به في السجن، واتهام الناشطات ظلما بأنهن يحاولن التشويش على الآذان بالهتافات في المظاهرات، فضلا عن واقعة أخرى هاجم فيها أردوغان بدون دليل مرشح المعارضة في العاصمة أنقرة زاعماً أنه ارتكب مخالفات.
مخاوف من فقدان المدن الكبرى
وقالت "إر.إف.إي": "إن أردوغان يخشى خسارة المدن الكبرى في هذه الانتخابات، لا سيما العاصمة أنقرة التي يحظى مرشح المعارضة بفرص كبيرة للنجاح، في ظل الحصاد السلبي لولاية أردوغان، بعد دخول الاقتصاد التركي في حالة ركود نهاية 2018، وارتفاع معدلات البطالة إلى مستوى قياسي خلال 9 سنوات بنسبة 13.5%، كما شهدت البلاد أعلى معدل تضخم منذ تولي أردوغان السلطة حيث تخطى 20% خلال عام لا سيما في أسعار الخضراوات والفاكهة."
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن ملف الاقتصاد التركي هو الحجة التي يستند عليها أردوغان خلال حملاته الانتخابية السابقة، إلا أنه هذه المرة لن يستطيع فعل ذلك.
ولكن بعض مؤيدي الرئيس لا يترددون في الحديث عن "الأخطاء" في مسار أردوغان، ولكن الأخير يتعنت فيه، معتبراً أن فقدان أياً من المدن الكبرى يعد نوعا من الإهانة، ويكشف عن هشاشة حكمه في السنوات المقبلة، في ظل انشقاقات داخل حزبه أبرزها رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو الذي يشرع في تأسيس حزب جديد، بحسب الإذاعة.
aXA6IDE4LjExNy4xNDEuNjkg جزيرة ام اند امز