السياسيون يتهمون أوروبا بتقديم تنازلات كثيرة لتركيا، في وقت يعاني اتفاق الهجرة من خلل كبير، حيث ينخفض معدل إعادة اللاجئين لأنقرة.
هاجم سياسيون ألمان ،الإثنين، اتفاق الهجرة المبرم عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، مؤكدين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحده المستفيد من هذه الاتفاق، حيث استخدم الأموال الأوروبية لتعزيز سلطاته بدلا من دعم اللاجئين.
- تركيا تستدعي مبعوث الاتحاد الأوروبي إثر تصريحات حول اتفاق الهجرة
- أردوغان: لن نطبق اتفاق الهجرة قبل إلغاء تأشيرات أوروبا
وبحسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية، يتهم السياسيون، الاتحاد الأوروبي بتقديم تنازلات كثيرة لتركيا، في وقت يعاني اتفاق الهجرة خللا كبيرا، حيث ينخفض معدل إعادة اللاجئين إلى الأراضي التركية.
وقال السياسي بالحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط"، بيان دير ساراي: إن "الاتفاق الأوروبي التركي لا يجب أن يستمر طويلا.. والحكومة الألمانية يجب عليها أن تلعب دورا مع الدول الأوروبية لتقوية نظام مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي، بديلا للاتفاق مع تركيا".
وأضاف: "الأوضاع الكارثية في معسكرات استقبال اللاجئين في اليونان، وإجراءات اللجوء البطيئة، وضعف معدلات إعادة اللاجئين إلى تركيا دليل على أن الاتفاقية ليست ناجحة".
وألقى السياسي المعني بملف الشؤون الخارجية في حزب اليسار "سيفيم داجدلن" باللائمة على الاتحاد الأوروبي في فشل الاتفاق، مشيرا إلى أن أوروبا التي ترى نفسها مجتمع قيم يجب ألا تستمر في التصرف بسلبية تجاه الأزمة الإنسانية للاجئين.
وأضاف: "تركيا كان يجب أن تكون حارسا لبوابة الاتحاد بموجب الاتفاق، ولذلك دفعت أوروبا الأموال.. لكن أردوغان استطاع ابتزاز الاتحاد للحصول على أموال دون تقديم مقابل حقيقي".
الطاغية أردوغان
وتابع: "لقد دفع الاتحاد الأوروبي ثمنا باهظا لقاء الاتفاق، وهو التحالف مع الطاغية أردوغان.. دعمت أوروبا أردوغان بالسلاح والمساعدات الاقتصادية ومليارات جراء اتفاق الهجرة، لكن الرئيس التركي استخدم هذا الدعم لترسيخ سلطته".
وفي 2016 وقعت بروكسل وأنقرة اتفاقية للحد من تدفق اللاجئين من السواحل التركية إلى أبواب الاتحاد الأوروبي، تنص على التزام أنقرة باستقبال كل لاجئ وصل منذ 20 مارس/ آذار 2016 إلى اليونان، في المقابل التزام الاتحاد باستقبال لاجئ سوري شرعي بدلاً عن كل لاجئ يتم إعادته لتركيا وتمويل بقيمة 6 مليارات يورو للمساعدة في إيواء اللاجئين الذين يعيشون في تركيا.
ولكن في التطبيق لم يتم إعادة إلا 1564 لاجئاً خلال العامين الماضيين، في حين تم قبول 12489 لاجئا سوريا من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، كانت حصة ألمانيا منهم 4313 شخصاً.
ووفق تقرير الصحيفة الألمانية، فإن عام 2019 لن يشهد زيادة معدلات إعادة اللاجئين لتركيا، لعدة أسباب منها بطء الإجراءات، ونقل الحكومة اليونانية أعدادا كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين من الجزر لمخيمات لاجئين داخل البلاد، ما يسهل عليهم العبور بشكل غير شرعي لوسط أوروبا.
وفي مخيمات اللاجئين في جزر ساموس وليبوس وليروس اليونانية، حيث كان من المفترض أن يقضي عابرو البحر انطلاقا من الأراضي التركية، أياما أو أسابيع حتى إعادتهم من حيث أتوا، يجد هؤلاء اللاجئون أنفسهم في انتظار طويل بلا سقف زمني.
وذكرت الصحيفة أن مخيم ساموس، على سبيل المثال، كان مخصصا فقط لـ220 شخصا، ثم وسع ليضم 680 شخصا، لكن يعيش فيه الآن 5500 شخص وسط فقر شديد في الاحتياجات الأساسية مثل الماء والكهرباء.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز