سياسات أردوغان تشجع خلق سوق سوداء للدولار في تركيا
تكليف بنوك ببيع النقد الأجنبي بأقل من السعر الرسمي
تواجه تركيا في الوقت الحالي أزمة نقص النقد الأجنبي بفعل هبوط الليرة.
للمرة الثالثة في غضون شهر واحد، أقدم بنك "وقف" التركي الحكومي على تداول (بيع وشراء) الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي بأقل من سعره في السوق الرسمية.
وقامت عدة بنوك تركية منها بنك "خلق" الحكومي الشهر الماضي ببيع الدولار الأمريكي للمتعاملين بأقل من قيمة صرفه المعتمدة لدى البنك المركزي في البلاد.
وتواجه تركيا في الوقت الحالي أزمة نقص حاد للنقد الأجنبي، بفعل هبوط العملة المحلية "الليرة" مقابل النقد الأجنبي، منذ أغسطس/آب الماضي.
وبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في تعاملات اليوم الثلاثاء نحو 6.47 ليرة لكل دولار واحد، مقارنة مع 3.75 ليرة في تعاملات مطلع 2018.
ويرى متعاملون أن عمليات البيع المتكررة التي تنفذها بنوك تركية حكومية وخاصة هي خدعة يمارسها النظام التركي، وتهدف إلى جس نبض الشارع بشراء الدولار بأسعار تقل عن سعره الرسمي.
وقال الخبير المالي والاقتصادي محمد سلامة إن خطوة البنك التركي الحكومي الأخيرة تهدف إلى قراءة ردود فعل المتعاملين بشراء العملة الأجنبية.
وأضاف، في تصريح لـ"العين الإخبارية": يبدو أن البنوك التركية بإشراف البنك المركزي الذي يتلقى تعليماته من الرئيس التركي تحاول فرض سعر صرف غير حقيقي في السوق، كمحاولة بائسة للتغلب على هبوط العملة المحلية.
وقد تدفع تلك الخطوة التي تنفذها بنوك تركية على فترات، في حال تكرارها مرات عدة مستقبلا، إلى ضعف ثقة السوق بالقطاع المصرفي التركي.
ويؤدي ضعف الثقة في القطاع المصرفي إلى ظهور نواة سوق سوداء للعملة، "ما يفاقم من أزمات البنك المركزي في تركيا وراسمي السياسة النقدية".
وخلال وقت سابق من الشهر الماضي توقفت بنوك تركية عن تحويل النقد المحلي إلى نقد أجنبي، بسبب تسارع هبوط العملة المحلية، لأسباب اقتصادية ودبلوماسية.
وعلى الرغم من مطالبة الرئيس رجب طيب أردوغان المتكررة للشعب التركي ببيع الدولار والذهب وشراء الليرة إلا أن الأسواق ما تزال تشهد طلبا متزايدا على النقد الأجنبي.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز