الأتراك غاضبون في عيد النصر.. "حلال" لآيا صوفيا "حرام" على أتاتورك
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بتغريدات تستنكر تجاهل خطورة انتشار فيروس كورونا خلال افتتاح مسجد آيا صوفيا والعكس مع احتفالات النصر
تشهد تركيا حالة غضب واسعة جراء حظر وزارة الداخلية الاحتفال بانتصارات مؤسس الجمهورية، كمال أتاتورك، فيما يسمى بـ"عيد النصر" الموافق الثلاثين من أغسطس/آب الجاري.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات تستنكر وتقارن بين تجاهل خطورة انتشار كورونا خلال افتتاح مسجد آيا صوفيا واختبارات القبول بالجامعات وفتح المراكز السياحية وحظر عيد النصر الذي يوافق 30 أغسطس 1922، بسبب الفيروس.
ووفق صحيفة زمان التركية، فإن الداخلية أصدرت بيانا وزعته على جميع مديريات الأمن ينص على حظر الاحتفال.
وقالت إن سبب حظر احتفالات عيد النصر هو الإجراءات المتبعة من قبل الحكومة لمواجهة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وإن الاحتفال سيقتصر على فعاليات تقام افتراضيا على الإنترنت.
الصحفي إسماعيل سايماز علق قائلا: “هل بات فيروس كورونا وباء معديا عندما حلت احتفالات عيد النصر لكنه لم يكن يشكل خطرا أثناء افتتاح آيا صوفيا للعبادة؟”.
المطرب عطاء الله تاش أعرب عن استيائه من قرار وزارة الداخلية بفرض قيود على إقامة احتفال جماهيري في عيد النصر، قائلا: “دعونا من المراوغات وكونوا صريحين. الأعياد القومية ليست مرضا وليست مشكلة قومية، بل أنتم من تشعرون بالحساسية تجاهها. فليحيا عيد النصر”.
وفي السياق نفسه، نشر النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري، باريش ياركاداش، تغريدة قال فيها إن "قدوم الآلاف إلى إسطنبول لحضور افتتاح آيا صوفيا للعبادة أسفر عن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد، والآن تحظرون احتفالات عيد النصر بحجة الفيروس، تحدقوا أمام الشاشات بكل شجاعة، ولا تنسوا أفعالكم”.
وعادة ما كانت تشهد فعاليات “عيد النصر والقوات المسلحة” زيارة وفد رسمي ضريح مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك وسط أنقرة يتقدمهم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكان من بين منتقدي القرار أيضا خبيرة طب القلب، بنجي باشر، حيث نشرت تغريدة قالت فيها: “يبدو أن فيروس كورونا مستاء كثيرا من أتاتورك وقيمنا التأسيسية. الفيروس الذي لا يجرؤ على تسجيل إصابات في الاختبارات ومراكز السياحة وافتتاح المساجد أقسم على أن يصيبنا في الأعياد القومية”.
هذا وأكد الصحفي أوغور دوندار أنه ليس بإمكان السلطات إلغاء احتفاليات عيد النصر، قائلا: “لأننا نشكر الله على كل نفس حر نلتقطه ونحتفل بالثلاثين من أغسطس. لأننا ندين للقائد مصطفى كمال أتاتورك وجنوده بانتصار الثلاثين من أغسطس العظيم هذا الذي منحنا تلك الأنفاس الحرة وجعلنا شعبا مستقلا”، على حد تعبيره.
يذكر أنه رغم حظر احتفال عيد النصر إلا أن وقف “أوكتشولار” في تركيا الذي يشرف عليه بلال، نجل أردوغان، يجهز لإقامة احتفال جماهيري علني في 26 أغسطس/آب الجاري بالذكرى 949 لمعركة ملازكرد التي دارت بين الإمبراطورية البيزنطية والسلاجقة الأتراك في عام 1071.
وفي 30 أغسطس/آب 1922 هزم الأتراك بقيادة كمال أتاتورك الجيش اليوناني في معركة “دملوبينار”.
ويقول محللون إن حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان يحاول طمس تاريخ أتاتورك عبر الاهتمام بإحياء تاريخ الإمبراطورية العثمانية.
و10 يوليو/تموز الماضي، أصدرت المحكمة الإدارية العليا قرارًا تم بموجبه تحويل وضعية "آيا صوفيا" من متحف إلى مسجد، وفتحه للعبادة.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز