وثيقة مسربة تفضح عملية تجسس جديدة للسفارات التركية
هذه المرة مع سفارة أنقرة في دولة جنوب أفريقيا، والمستهدف رجل أعمال تركي
أوكار للتجسس على خصوم الرئيس رجب طيب أردوغان.. هكذا تحولت السفارات والبعثات الدبلوماسية التركية بالخارج.
وهو ما كشفت عنه تسريبات جديدة نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، حول سفارة أنقرة في دولة جنوب أفريقيا، وكيف تورطت في عمليات تجسس على رجل أعمال تركي فرّ من حملة قمع ضد منتقدي ومعارضي حكومة أردوغان.
وقال الموقع السويدي إن السفارة التركية في مدينة بريتوريا تجسست على رجل الأعمال مصطفى طلعت كاتيرجي أوغلو، الذي كان ينتقد الحكومة.
وأظهرت وثائق حكومية سرية نشرها "نورديك مونيتور"، تقديم السفارة تقريرين عن رجل الأعمال البالغ من العمر 49 عاما، الذي فرّ إلى جنوب أفريقيا عام 2015 هربا من حملة قمع ضد منتقدي ومعارضي الحكومة.
واستنادا للوثائق المؤرخة بـ2-3-2010 وحملت عنوان "سري"، أرسلت السفارة التركية تقارير استخباراتية لمقر وزارة الخارجية.
بدورها، أحالت وزارة الخارجية تلك التقارير الواردة من بعثاتها الدبلوماسية إلى العديد من الأجهزة الحكومية بتركيا كالشرطة ومكتب الادعاء العام في أنقرة، لإعداد التهم الموجهة للأشخاص المستهدفين.
واتهم أحد تقارير السفارة، رجل الأعمال الذي يملك شركة تمويل عقاري في جنوب أفريقيا، بالارتباط بجماعة رجل الدين فتح الله غولن، الذي يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ عام 1999.
ويظهر من ملف كاتيرجي أوغلو السري الذي تحتفظ به الشرطة التركية أن الرجل انتقل من جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة عام 2017 مع أسرته، واستقر في نيو جيرسي.
كما تشير معلومات السفارة المفصلة إلى أن عملاء الحكومة التركية يراقبونه عن كثب.
وذكر الموقع السويدي أن كاتيرجي أوغلو كان يدير شركات واستثمارات كبرى في تركيا حتى قررت حكومة أردوغان الاستيلاء على جميع مؤسساته وشركات أسرته وأصولها، بشكل غير قانوني.
كما أنه كان يملك أسهما في "كاينك هولدينج"، وهي مجموعة تدير 22 شركة كبرى تحت مظلتها، وأكبر ناشر في تركيا، لكن حكومة أردوغان استولت عليها بشكل غير قانوني بتهم ملفقة تتعلق بالإرهاب، واتهمت رجال الأعمال المالكين لها بالانتماء لحركة غولن.
وتطارد السلطات التركية "علي" والد كاتيرجي أوغلو بتهم مماثلة، حيث أشرف على بناء مجمع مساجد في جوهانسبرج، وحصل على دعم زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، الذي طلب من رجل الأعمال التركي إضافة مركز طبي للمشروع.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها عن قيام البعثات الدبلوماسية التركية بمهام التجسس؛ إذ تكرر الأمر في دول أوروبية، ما أثار حفيظة تلك الدول.
ووصل الأمر إلى إصدار سويسرا مذكرة اعتقال بحق اثنين من مسؤولي سفارة أنقرة، لمحاولتهما خطف رجل أعمال سويسري من أصل تركي، كان ينتقد نظام أردوغان القمعي.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو/تموز 2016، فتح أردوغان أبواب الجحيم أمام معارضيه، علاوة على ترسانة من قوانين مكافحة الإرهاب سنها على مقاس مناهضيه وخصومه.
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4yMDEg
جزيرة ام اند امز