كاتب تركي: سياسات أردوغان تهدد ليبيا بمصير سوريا
كاتب تركي ينتقد الاستراتيجيات التي تتبعها أنقرة بخصوص الأزمة الليبية، مشيرا إلى أنها ستؤدي إلى مصير مشابه لسوريا
انتقد كاتب تركي الاستراتيجيات التي تتبعها تركيا بخصوص الأزمة الليبية، مشيرا إلى أنها ستؤدي إلى مصير مشابه لسوريا التي كان لسياسات أنقرة دور كبير فيما وصلت إليه من تدهور.
- صحيفة فرنسية: أردوغان يستخدم ليبيا للتغطية على فشله داخليا
- إيطاليا تتوجه إلى الأمم المتحدة لمنع تسجيل اتفاقية السراج وأردوغان
جاء ذلك في مقال للكاتب بوراق تويغان، نشرته النسخة التركية لموقع "أحوال تركيا" الإخباري، الأربعاء، تحت عنوان "هل من الممكن أن تجازف تركيا بالمخاطر في ليبيا كما فعلت بسوريا؟
وقال الكاتب: "لا شك أن مبدأ الصدام أصبح طريقة التحرك المفضلة التي تتبناها الدبلوماسية التركية، وخلال الأعوام الماضية وتحديدًا منذ بدء الأحداث في سوريا، دأب النظام الحاكم بزعامة رجب طيب أردوغان، على تقديم الاستراتيجية للرأي العام التركي على أنها نجاح يحسب له".
وتابع: "غير أن الخطوات الخاطئة التي اتخذتها تركيا بخصوص الأزمة الليبية التي تزداد تعقيدًا بمرور الوقت، كانت سببًا في نقل الحرب الداخلية إلى مرحلة جديدة، تمامًا كما كانت سببًا في إيصال سوريا لوضع متأزم".
وأضاف: "عملية درع الفرات التي بدأت في 24 أغسطس/آب 2016، كانت نقطة تحول في السياسة التركية بشأن الملف السوري، ثم جاءت عمليتا غصن الزيتون ونبع السلام، لتصبح تركيا جزءًا فعليًا من الحرب الداخلية في سوريا، أما بخصوص إدلب فتوجد هناك 12 نقطة مراقبة تركية تقدم الدعم اللوجيستي، ودعم السلاح للكثير من الجماعات المسلحة بتلك المنطقة".
تكرار الأزمة السورية
وأوضح الكاتب التركي: "لكن رغم التطورات فإن هناك العديد من الأسئلة غير معروفة إجابتها بالنسبة لتركيا ومنها: ماذا عن المسلحين في إدلب؟ وهل سيسيطر النظام السوري على إدلب؟ وماذا ستفعل تركيا إذا دخل النظام السوري وروسيا إلى إدلب؟
ولفت إلى أنه "قد يكون هناك مبرر تتحجج به تركيا للتدخل في سوريا، ألا وهو الإرهاب، والكيانات الإرهابية التي تزعم أنها تستهدف حدودها الجنوبية، لكن هل هذا الأمر سارٍ بشأن ليبيا؟ وكيف سيتم تفسير الاستراتيجية التي تتبعها تركيا في ليبيا بشكل تخاطر فيه باندلاع حرب فعلية في ذلك البلد؟"
وبيّن أن "الرئيس رجب طيب أردوغان خلال مشاركته بأحد البرامج في محطة التلفزة الحكومية (TRT) يوم 9 ديسمبر/كانون أول الجاري، لوّح بإمكانية إرسال جنود إلى ليبيا حال طلبت حكومتها ذلك، في إطار اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي وقع بين البلدين يوم 27 نوفمبر الماضي".
وشدد الكاتب التركي على أن "أردوغان زعم في تصريحاته أن ليبيا ستكون سوريا جديدة إذا ما حالف الحظ المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، ويشن عمليات عسكرية منذ 8 أشهر للسيطرة على طرابلس".
واستطرد قائلا: "باختصار يمكننا القول إن الاتفاق غير المعترف به عالميا تقريبًا، والذي وقع مع حكومة طرابلس التي تسيطر على جزء صغير من الأراضي الليبية، حوّل منطقة البحر الأبيض المتوسط لبرميل وقود من الممكن أن ينفجر في أي لحظة".
وأفاد الكاتب التركي بأن "تركيا بجانب أنشطتها العسكرية المرتقبة في ليبيا تريد كذلك القيام بأنشطة تنقيب عن المواد الهيدروكربونية في المنطقة الاقتصادية الحصرية الليبية، ولا ننسى أنه في الوقت الحاضر تواصل سفينتا فاتح وياووز التركيتان أعمال التنقيب شرقي البحر المتوسط".
وتابع: "من غير المعروف مطلقًا كيف ستكون النتائج المحتملة لقيام تركيا بشن عملية عسكرية في ليبيا التي يوجد بها كافة اللاعبين الدوليين تقريبا بداية من الولايات المتحدة لروسيا، ومن فرنسا لإيطاليا وبريطانيا".
واستطرد: "كما لا يزال الغموض يكتنف مآلات الأوضاع في طرابلس التي يدافع عنها تحالف تشكله مليشيات مسلحة كثيرة، إذ من غير المعروف كيف ستتعقد الأمور بها".
الكاتب تايغون ذكر كذلك أنه "رغم أن واشنطن تدعم حكومة طرابلس على الورق، فإنه من الوضح أن الرئيس دونالد ترامب يولي اهتماما خاصًا بخليفة حفتر.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيقف ترامب موقف المتفرج في ليبيا؟ لا سيما أن هذه الدولة تعتبر من أكثر الدول الأفريقية من حيث موارد النفط، خصوصًا أن ترامب حينما انسحب من سوريا قام بنشر قوات حول حقول النفط جنوبي البلاد".
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز