الأمم المتحدة فشلت في حل الصراع الليبي بعد اتفاق الصخيرات، وهي تتحمل التدخل التركي اليوم في ليبيا
في ظل عزلة تركيا عن العالم بسبب تصرفات أردوغان الهمجية، وسياساته الاستعمارية التي تهدف إلى استعمار واحتلال الدول العربية، وسرقة ثرواتها، اضطر أردوغان إلى إعادة العلاقات مع إسرائيل التي لم تنقطع لا تجاريا ولا سياحيا.
وهذه العلاقات أعادها أردوغان مضطرا بعد أن أصبح منبوذا سواء من جيرانه أو من دول تربطها حدود بتركيا، وهذا ما كشف عنه تقرير صحيفة "الغارديان" البريطانية الذي تحدث عن التدخل التركي في ليبيا، و اعتبره مقامرة خطيرة، وأن هذا التدخل لا يحظى بأي شعبية من الناخبين الأتراك.
أوضح التقرير أن تركيا باتت بلدا معزولا، ولا تحظى بأي احترام من قبل جيرانها، وأوروبا، وهو ما أجبرها على إعادة علاقتها مع إسرائيل.
أردوغان دمر سوريا بالسماح للإرهابيين بالعبور عبر الحدود التركية إلى الأراضي السورية، وهذه كانت البداية للتعاون بين أردوغان والجماعات الإرهابية.
لكن بلاشك أن أردوغان استفاد ماديا، و استخباراتيا خاصة أن أردوغان يسعى بتجنيد هذه الجماعات لتنفيذ أجنداته بالسيطرة على الدول العربية، وسرقة ثرواتها بالإضافة إلى أن تجارة النفط، والآثار التي استفاد منها تنظيم داعش الإرهابي دخلت هذه الأموال إلى تركيا في شكل استثمارات بموافقة الحكومة التركية، والتي تدير أموال الجماعات الإرهابية بأسماء وهمية، وتقوم بعمليات غسيل لهذه الأموال لكي تظل لهذه الجماعات مصادر دخل تنفق على أنشطتها الإرهابية منها.
بالإضافة إلى أن تركيا تقوم بتدعيم هذه الجماعات بالسلاح، وعمليات التدريب للعناصر الإرهابية على يد الجيش التركي، وتوفر لهم الخدمات الطبية، ومعالجتهم في المستشفيات التركية، وتوفر لهم الدعم اللوجيستي.
وأردوغان بهذه الخدمات هو الراعي الرسمي لهم، وإلا لما كان نقلهم من سوريا إلى ليبيا بعقود شهرية تتجاوز ألفي دولار.
أردوغان دمر سوريا بالسماح للإرهابيين بالعبور عبر الحدود التركية إلى الأراضي السورية، وهذه هي كانت البداية للتعاون بين أردوغان والجماعات الإرهابية.
سيناريو ليبيا جاء بعد هزائم متتالية لمليشيات السراج الإرهابية على يد الجيش الوطني الليبي مما استدعى أردوغان للتدخل خوفا على السراج صاحب الأصول التركية من أن يفقد السيطرة على العاصمة طرابلس، وخوفا على أحلامه الاستعمارية التي يمكن أن تذهب أدراج الرياح إذا قام الجيش الليبي بتحرير ليبيا من المرتزقة، و الخونة.
لكن التدخل التركي في ليبيا يرى فيه البعض تكرارا للسيناريو السوري، وسوف تكون الحرب بالوكالة، وهذا يبدو متوقعا.
وأعتقد أن الجميع اليوم في حالة قلق من قيام أردوغان بإرسال المرتزقة من سوريا إلى ليبيا خاصة الأوروبيون الذين خدعهم أردوغان مرتين مرة في سوريا، واليوم في ليبيا، ويستخدم نفس "الكارت"، وهو عبور اللاجئين و الإرهابيين إلى أوروبا، وبالطبع سوف يحاول المراوغة لكي يحصل على مكاسب مادية وسياسية.
أما العالم العربي فعلى ما يبدو ليس في حالة قلق مفرط تجاه الأمر، رغم الأطماع التركية في الدول العربية. لأن العرب يعرفون أن أردوغان لن يحقق شيئا في ليبيا، وسوف يفشل كما فشل في سوريا بالإضافة إلى أن أحفاد المختار سوف يدفنون مرتزقة أردوغان في ليبيا سوف تكون هي نهاية أردوغان، و أطماعه في العالم العربي.
الأمم المتحدة فشلت في حل الصراع الليبي بعد اتفاق الصخيرات، وهي تتحمل التدخل التركي اليوم في ليبيا، وتتحمل أيضا الدول الأوروبية التي كانت تدعم السراج ومازالت تدعمه، وهي التي سوف تتضرر من هذا الدعم له.
لذلك الحل يجب أن تدعم الدول الجيش الليبي، وترفع حظر السلاح عنه بعد أن أصبح السلاح في يد الإرهابيين و المرتزقة، ولايجب أن يكون هناك حل سياسي مع الإرهابيين إذا أراد المجتمع الدولي مصلحة ليبيا و الليبيين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة