الدولار يساوي 18.105 ليرة.. العملة أول ضحايا "الفائدة" في تركيا
استقرت الليرة عند 18.105 مقابل الدولار لتقترب من أدنى مستوياتها بعد خفض مفاجئ لسعر الفائدة
وكشف مؤشر سعر الليرة التركية خلال عام 2022، تراجع العملة المحلية من مستوى 13.3161 بنهاية تعاملات العام الماضي 2021، إلى مستوى 18.105 ليرة لكل دولار واحد، بنسبة انخفاض تقترب من 38%.
وتراجعت الليرة التركية لتقترب من أدنى مستوياتها على الإطلاق، اليوم الجمعة، بعدما خفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة بشكل مفاجئ مستغلا تدفقا غير متوقع للأموال الأجنبية في الآونة الأخيرة، سببه ارتفاع عائدات التصدير والسياحة والودائع بالدولار من روساتوم الروسية لإنشاء محطة طاقة نووية، ليواصل أردوغان تجربته الاقتصادية غير التقليدية.
رحلة الليرة التركية بين التثبيت والتخفيض
وخفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة في 4 اجتماعات متتالية منذ سبتمبر/أيلول وحتى ديسمبر/كانون الأول 2021 بواقع 500 نقطة أساس (5%) قبل أن يتجه لتثبيتها 7 مرات متتالية كان آخرها الشهر الماضي.
ووصف محللون من جي.بي مورجان خفض سعر الفائدة بأنه "استغلال للفرصة المتاحة ومدفوع بزيادة صافي وإجمالي احتياطيات العملات الأجنبية... وذلك على الأرجح بسبب مزيج من عائدات السياحة التي عوضت العجز في المعاملات الجارية... والودائع بالدولار الأمريكي من روساتوم الروسية من أجل مشروع محطة للطاقة النووية".
وبحلول الساعة 1102 بتوقيت جرينتش، استقرت الليرة عند 18.105 مقابل الدولار، وهو أضعف قليلا من المستوى القياسي عند إغلاق أمس الخميس عندما أدى خفض سعر الفائدة إلى هبوط العملة بأكثر من 1% إلى 18.15، وهو أضعف مستوياتها منذ 20 ديسمبر/ كانون الأول.
يذكر أن سعر الدولار منذ 2007 وحتى نهاية 2008 كان 1.1 ليرة، قبل أن يتولى رجب طيب أردوغان رئاسة تركيا في 2014.
وخفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 13%، قائلا إنه بحاجة إلى مواصلة دفع النمو الاقتصادي على الرغم من ارتفاع التضخم إلى ما يقرب من 80% واتجاه عالمي بين البنوك المركزية الأخرى لتشديد السياسات.
ولم تكن هناك أي إشارة على تحسن الأوضاع وتوقع محللون استمرار انخفاض قيمة الليرة وارتفاع التضخم لفترة أطول.
وأظهرت البيانات أن البنك المركزي أبقى سعر الفائدة عند 14% منذ ديسمبر/ كانون الأول، بعدما أدت التخفيضات السابقة إلى أزمة عملة وزاد صافي الاحتياطيات الأجنبية المستنزفة بشدة لما يقرب من ثلاثة أمثاله منذ أوائل يوليو/تموز إلى 15.7 مليار دولار.
وقال بعض المحللين إن هذا التأجيل مهد الطريق للبنك لاتخاذ أحدث خطواته في مسار السياسة غير التقليدية التي دعا إليها الرئيس رجب طيب أردوغان.
وارتفعت الصادرات بدورها، مدعومة بأسعار الإقراض المنخفضة المستهدفة. وبالإضافة إلى التدفقات الأجنبية، يسير موسم السياحة في تركيا بخطى توشك على بلوغ أرقام ما قبل الجائحة. ويقول متعاملون أيضا إنه تم التوصل إلى اتفاق تمويل مع روسيا، لكن لم يصدر تعليق من السلطات.
مستقبل الليرة
توقع المشاركون في استطلاع حديث للهيئة التنظيمية للإحصاء في تركيا، وصول سعر الليرة التركية لمستوى قياسي جديد هذا العام لتسجل 19.65 ليرة للدولار.
وتوقع المشاركون في الاستبيان أن التضخم في تركيا بنهاية العام قد يصل إلى 70.6% بنهاية العام، بينما يتوقع البنك المركزي التركي وصول التضخم لـ 60.4%.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز