"ميللي جوروش" التركية.. أداة أردوغان لنشر التطرف في أوروبا
منظمة ميللي جوروش تنشط في 11 دولة أوروبية أبرزها ألمانيا والنمسا وإيطاليا، وتملك مئات المساجد والمنظمات الثقافية
بشكل مقلق، باتت منظمة ميللي جوروش (الرؤية الوطنية) التركية المتطرفة، تتوسع في 11 دولة أوروبية؛ بل أصبحت أكثر التنظيمات التابعة لنظام رجب طيب أردوغان "نفوذا" وأداة للتطرف والتجسس في أوروبا.
ووفق الباحث المتخصص في شؤون الإسلام السياسي ديفيد فيلهابر فإن منظمة ميللي جوروش، تنشط في 11 دولة أوروبية، أبرزها ألمانيا والنمسا وإيطاليا، مضيفا: "تملك مئات المساجد والمنظمات الثقافية في ألمانيا وحدها".
وفي دراسة سابقة، نشرها معهد هودسون الأمريكي للدراسات (غير حكومي)، أكد الباحث فيلهابر أن المنظمة هي أكثر التنظيمات المتطرفة تأثيرا في ألمانيا، وواحدة من أهم التنظيمات التي تنشط في الشتات التركي بأوروبا.
وبصفة عامة، تملك المنظمة 87 ألف عضو في أوروبا، بينهم 30 ألفاً بألمانيا وحدها، فيما يحضر الدروس في المساجد والمؤسسات التابعة لها 300 ألف شخص أسبوعياً.
وتوسعت "ميللي جوروش" بشكل كبير ومقلق في أوروبا، خلال السنوات الأربع الماضية؛ حيث ارتفع عدد المساجد المنضوية تحت مظلتها في أوروبا من 510 إلى 650، بالإضافة إلى 2000 مركز ثقافي وشبابي ونسائي، وفق تقرير لصحيفة دي برسه النمساوية الخاصة.
وفي ألمانيا، تعمل المنظمة باسمها الأصلي، ميللي جوروش، وتملك 323 مسجداً على الأقل، في عموم البلاد، بالإضافة لمئات المراكز الثقافية والشبابية.
أما في النمسا، فتنشط الحركة تحت اسم (الاتحاد الإسلامي)، وتملك 22 مسجدا في البلاد، و40 مؤسسة تعليمية وثقافية، و12 ألف عضو، فيما يحضر دروس الاتحاد أيام الجمع نحو 20 ألف شخص، بحسب وكالة الأنباء النمساوية الرسمية.
وتركز المنظمة التركية على الاندماج بشكل واضح في المجتمعات الأوروبية، كغطاء لتحركاتها وأهدافها الحقيقية.
بدورها، ذكرت صحيفة فولكس بلات النمساوية الخاصة أن أعضاء ميللي جوروش يحافظون على علاقات وثيقة مع السياسيين والكنائس والإعلام لـ"رسم صورة غير صحيحة عن أهداف الحركة وأنماط تصرف أعضائها لكنها تعمل كغطاء للأهداف الحقيقية".
ونقلت صحيفة تاجس شبيجل الألمانية، عن هيئة حماية الدستور النمساوية أن ميللي جوروش مركز لنشر التطرف.
وقالت تانيا بوشنيرات المتحدثة السابقة باسم الهيئة، للصحيفة ذاتها إن "أفكار ومبادئ ميللي جورش لا تتناسب مع النظام الديمقراطي الحر".
فيما لفت لورينزو فيدينو، الخبير الأمريكي في شؤون الحركات الإرهابية، إلى أن ميللي جوروش من أهم أركان شبكة التجسس التي يستخدمها نظام أردوغان لجمع المعلومات عن معارضيه.
وتابع في مقال نشر في مجلة فورين بولسي مؤخرا، أن المنظمة التركية تتشارك مع الإخوان نفس الأفكار والأهداف والتكتيكات، وتأسست في أواخر الستينيات على يد رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان.
بدوره، أقر بكير التاش، السكرتير العام لمنظمة ميللي جوروش في ألمانيا، بخضوع المنظمة لتأثير مباشر من أنقرة؛ حيث قال في تصريحات صحفية نقلتها صحفة دي برسه في وقت سابق هذا الشهر: "تركيا لا تقبل إطلاقا رغبتنا في تحرير أنفسنا من أي تأثيرات".
ولمواجهة خطر ميللي جوروش، أصدر البرلمان النمساوي توصية للحكومة بحظرها في النمسا أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.
وقالت صحيفة (أوسترايش) النمساوية: إن "قائمة الآن، وكتلتي حزبي الشعب (صاحب الأكثرية) والحرية، نجحا خلال جلسة البرلمان في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، في تمرير توصية للحكومة بحظر مللي جورش المرتبطة بالإخوان".
ووفق التقرير، فإن التوصية تطالب الحكومة بفحص ومراقبة كل المنظمات التابعة لـ(مللي جورش) في النمسا.
وتخضع هيئة حماية الدستور الألمانية في ولايات عدة أبرزها بافاريا (جنوب)، ميللي جوروش لرقابتها.
وعادة ما تخضع هيئة حماية الدستور، التنظيمات والأفراد الذين يمثلون خطرا كبيرا على الديمقراطية ويهدفون إلى تقويض النظام السياسي لرقابتها.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg جزيرة ام اند امز