اختراق "إخواني تركي" للحزب الحاكم وطلاب النمسا
منظمة ميللي جوروش التركية المتطرفة أصبحت ضمن أكثر التنظيمات التابعة لنظام أردوغان "نفوذا" وأداة للتطرف والتجسس في أوروبا
قبل أشهر، أطلق المعارض والبرلماني النمساوي بيتر بيلتس تحذيرا قويا من اختراق الإخوان والجماعات التركية التي تتحالف معها للأحزاب السياسية النمساوية.
وكانت تصريحات بيلتس في هذا الوقت "صرخة" ربما لم يعيرها كثيرون اهتماما، لكن وكالة الأنباء النمساوية الحكومية "إيه بي إيه" كشفت، الجمعة، أبعاد اختراق هذه المنظمات لحزب الشعب الحاكم خاصة جناحه الشبابي.
وقالت الوكالة: "على مدار السنوات الماضية، ضمت قوائم ما يعرف بـ"مجموعة العمل"، لانتخابات الاتحادات الطلابية وبرلمان الطلبة مرشحين بارزين من تنظيمات متطرفة مثل منظمة ميللي جوروش (الرؤية الوطنية) التركية والإخوان".
و"مجموعة العمل" هي تكتل طلابي يعد الأقوى في النمسا والأكثر نفوذا في الجامعات والمدارس العليا، ويعد تابعا لحزب الشعب (الحاكم)، ويتلقى تمويلا منه.
كما أن الاتحادات الطلابية قوية جدا في النمسا وانتخاباتها شديدة التنافسية، وتشارك بها قوائم من جميع الأحزاب، وتعد مفرخة للساسة.
- "ميللي جوروش" التركية.. أداة أردوغان لنشر التطرف في أوروبا
- محترفو الخداع.. كيف تتلون الإخوان وأذرع أردوغان لتحقيق أهدافها بأوروبا؟
ويعد "اتحاد الطلاب العابر للثقافات" أبرز مكونات "مجموعة العمل"، لكن الأول ينتمي بالأساس إلى الاتحاد الإسلامي في فيينا، وهو الفرع النمساوي لمنظمة ميللي جوروش التركية القريبة من الإخوان أيديولوجيا وتنظيميا، وتعد أحد أبرز وأقوى أذرع رجب طيب أردوغان في أوروبا.
وتظهر منشورات "اتحاد الطلاب العابر للثقافات" على وسائل التواصل الاجتماعي بوضوح انتماءه لميللي جوروش والتنظيمات المتطرفة، ودعمه لها.
ويعمل الاتحاد على حشد الشباب لحضور اجتماعات ميللي جوروش خاصة "اجتماع يوم الوحدة" الذي يعقد في نوفمبر من كل عام، ويعد تجمعا كبيرا لعناصر الحركة التركية.
ووفق تقارير المخابرات الداخلية في ألمانيا والنمسا، فإن حركة ميللي جوروش تعمل على استبدال النظام الديمقراطي في الدول الغربية بنظام شمولي يستند على رؤيتها المتطرفة.
وصاغ مؤسس الحركة نجم الدين أربكان هدف وصول للسلطة أيا كانت الطريقة، و"سواء بسفك الدماء، أو بدونه".
وضربت الوكالة النمساوية مثالا بمريم تاسديلين، أحد قادة اتحاد الطلاب العابر للثقافات، والمرشحة في انتخابات اتحاد طلاب النمسا عام 2019 على قائمة "مجموعة العمل" (AK) المرتبطة بحزب الشعب.
وتتبنى تاسديلين مواقف متشددة، وتقلل من خطورة القاعدة، وتتبنى مبادئ الإخوان، وتنشر على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي "شعار رابعة" المحظور تداوله في النمسا بموجب قانون حظر الرموز المتطرفة الذي يسري في البلاد منذ مارس/آذار 2019.
إلى جانب دعوتها لفرض مزيد من القيود على المعارضة في تركيا، وقتل من أسمتهم بـ"الانقلابيين"، وهم أعضاء حركة الداعية فتح الله جولن التي يتهمها أردوغان بتدبير الانقلاب المزعوم في صيف 2016.
ورغم خطورة "اتحاد الطلاب العابر للثقافات"، دعم مجتمع العمل (ِِAK) المرتبط بحزب الشعب باستمرار هذا الاتحاد المشبوه، بل إنه فتح قوائمه في انتخابات اتحاد الطلاب النمساوية لنحو 10 مرشحين من المتطرفين منذ 2013، ونشر منشورات تعد بتخصيص غرف صلاة في الجامعة، وتحمل دعما مباشرا لاتحاد الطلاب العابر للثقافات.
وفي 2016، ألقى أندرياس جيلي، وهو الرئيس السابق لمجتمع العمل (AK) والمتحدث الرسمي الحالي باسم وزير المالية، جيرنوت بلومل، كلمة في إفطار رمضاني نظمه اتحاد الطلاب العابر للثقافات، وبعد الكلمة بدقائق نشر "مجتمع العمل" على منصاته في مواقع التواصل الاجتماعي رسائل دعم قوية لاتحاد الطلاب العابر للثقافات.
وفي مارس/آذار 2019، شكر اتحاد الطلاب العابر للثقافات على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي رئيس "مجتمع العمل" لوكاس فاننغر على "التعاون المثمر والناجح في أروقة اتحادات طلاب الجامعات النمساوية" التي يسيطر عليها ممثلون لـ(مجتمع العمل).
كما نشر الاتحاد صورة يظهر فيها فاننغر وعثمان أوزتورك، والأخير هو أحد أهم شباب حركة ميللي جوروش في النمسا، ويشغل في الوقت نفسه عضوية الهيئة العليا لمجتمع العمل.
وحتى اليوم، ينتشر ممثلو اتحاد الطلاب العابر للثقافات في أروقة مجتمع العمل، وحزب الشعب الحاكم، وفق وكالة الأنباء النمساوية.
وفي مارس 2019، قال البرلماني بيتر بيلتس في مقابلة صحفية إن النظام السياسي في النمسا مخترق من الجماعات التركية والإخوان.
بيلتس قال في حواره: "الأخطار المرتبطة بالإسلام السياسي في النمسا ازدادت بشكل درامي"، مضيفا "النظام السياسي في النمسا مخترق من الجماعات التركية والإخوان".
وتابع: "هناك محاولات من الإخوان للتقرب من حزب الشعب الحاكم (يمين وسط)، والحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط/حزب المعارضة الرئيسي)".
وأواخر سبتمبر/أيلول الماضي، أصدر البرلمان النمساوي توصية بحظر الاتحاد الإسلامي التركي في النمسا "اتيب"، وحركة ميللي جوروش التي وصفها مشروع القرار بأنها "قريبة من جماعة الإخوان".
وفي 2017، حذرت دراسة أشرفت عليها وزارة الاندماج وجامعة فيينا "حكومية" من تنامي نفوذ الإخوان في النمسا، وامتلاكها نفوذا على المجتمعات المسلمة في عدة مدن أبرزها فيينا وجراتس.
وتحذر صحف محلية في النمسا بشكل دوري من تزايد نفوذ الجماعة واتخاذها البلد الأوروبي قاعدة لأنشطتها.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز